دولة رئيس الوزراء المكلَّف د.محمد اشتية
تحيّة الحُرية والكرامةِ.. وبعد
تلقّينا بفرح بالغ نبأ تكليفكم رئاسة حكومة دولة فلسطين، لأنَّك واحد من قادةِ حركتنا الأكفاء والأشداء في اللحظات الصعبة والحرجة، ولأنَّك من المجرَّبين في ساحات الكفاح من أجل الاستقلال والعودة، ولأنَّك الواثقُ بطاقاتِك التي راكمها تاريخك النضالي في مشوارك مع الكبار من قادة حركتنا العظيمة.. لأجل ذلك كلّه كان فرحنا كبيرًا كونك قدوة حسنة لكل مَن سوف يرافقك في رحلة المسؤولية الكبرى.
دولة الرئيس، نعرف ما تتعرَّض له قضيتنا من تهميش وحصار وهجومٍ أميركي- صهيوني غير مسبوق، ونعرف أنَّ المطلوب منكم في هذه المرحلة أكبر بكثير من الإمكانات المتوفّرة، لكنَّنا واثقون من حكمتكم وقدرتكم على تحدّي الواقع المرّ، ونجاحكم في تشكيل القفزة النوعية اللازمة من أجل مجاراة المرحلة والتفوّق على مصاعبها وما يتخلَّلها من حواجز ومطبّات تعترض خططكم وأمانيكم في التطوير واستحداث المشاريع التي يفرضها الواقع.
نعرفُ أنَّ همَّتكم في البحث الجدّي عن سُبُل المصالحة الوطنية ورأب الصدع الفلسطيني كبيرة وجدّية وهي انتهاج ثابت لعهد حركتنا منذ انقلاب "حماس" على الشرعية الوطنية وحتى الآن. ونعرفُ أيضًا أنَّنا خارج أولويات بعض العرب المهرولين للتطبيع مع دولة الاحتلال والمتلاعبين بملف قضيتنا ومحاولة تقرير مصيرها من خلال انخراطهم في صفقة القرن المشؤومة.. لذلك كان خيار تكليفكم من فخامة الرئيس القائد محمود عبّاس صائبًا ودقيقًا، ولذلك أيضًا نرى أنَّكم الأهل لهذه المهمة العظيمة.
لديكم شعب عظيم، لم يبخل يومًا عن العطاء والتضحية، شعبٌ مثقّفٌ ويُدرك كلَّ المصاعب التي تعترض طريقه وطريقكم، وهو كما قُلتُم في بيان تكليفكم "يستحق الحُرّية والكرامة والحقوق الوطنية والمدنية أسوةً بباقي شعوب الأرض". لذلك يشرّفنا أن تكون مسؤولاً أوّلاً عنه حياته ويومياته وطموحاته وأمانيه.. هو أمانة بعهدتكم وأنتم خير مَن حفظ العهد والقَسَم.
تمنّياتنا لكم بأن تكون مُنتصِرًا محقِّقًا لما فيه خير شعبنا وتقدّمه وتطوّره وتحرّره.
دمتم ودام نضالنا الوطني من أجل تحقيق أماني وتطلُّعات شعبنا العظيم.
وإنَّها لثورةٌ حتّى الاستقلال والعودة وتقرير المصير وبناء دولتنا المستقلّة وعاصمتها القدس.
إعلام حركة التحرير الوطني الفلسطيني- "فتح"- لبنان
2019-3-11
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها