تقرير: يامن نوباني
منذ صغرها أحبت الطب والعلوم الصحية، وكان لنشأتها في عائلة طبية تتحدث عن العلم والأمراض وتناقش القضايا الطبية على مائدة الطعام أثر في ذلك.
الدكتورة والباحثة في الأعصاب التطبيقية ثبات مروان الخطيب (27 عاماً) من مدينة جنين، تُسجل إنجازا طبيا وبحثيا جديدا، بتسجيلها براءة اختراع عن تطوير تركيبات دوائية جديدة تقوم بالتأثير على الخلايا العصبية وتُحسّن من أدائها بطرق مختلفة. وهذه التركيبات قد تفيد الأمراض العصبية المختلفة وخاصة مرض الزهايمر.
نشأتُ الخطيب والتي تحمل درجة الدكتوراه في علوم الأعصاب التطبيقية بامتياز من جامعة أبردين ببريطانيا. في أسرة طبّية، فوالدها مروان الخطيب، طبيب جرّاح، ووالدتها ماجدة مسعد، صيدلانية مسؤولة في مستشفى الرازي.
أنهت الخطيب، الثانوية العامة "فرع علمي" من مدرسة الجامعة العربية الأمريكية بجنين عام 2009 بمعدل 98?. ومن ثم التحقت بتخصص العلوم الحياتية والتقنيات الحيوية في كلية العلوم والآداب بالجامعة العربية الأمريكية، حيث تخرجت من الجامعة في 3 سنين بدلاً من 4 سنوات 2012، بمعدل 95.3 وكانت الأولى على التخصص والثالثة على الجامعة. بعدها مباشرة، وفي نفس العام، التحقت ببرنامج ماجستير العلوم الحياتية (مع التركيز على الأبحاث في علم السرطان) من كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية، تخرجت عام 2014 بمعدل 4 وكانت الأولى على الجامعة وتم تكريمها من قبل رئيس الوزراء رامي الحمد الله.
وعن تطور مراحل دراستها، أضافت الخطيب: أثناء دراسة الماجستير قدّمْتُ لعدة جامعات أوروبية لإكمال دراستي الدكتوراه، تواصَلَتْ معي جامعة أبردين "خامس أقدم جامعة في بريطانيا، وكذلك صاحبة رابع أقوى كلية طب في بريطانيا" وعرضت عليّ منحة دراسية جزئية للدراسة في كلية الطب فيها بعد إنهائي درجة الماجستير. أنهيت الدكتوراه بعد 3 سنوات في نهاية عام 2017، ناقشت رسالتي الدكتوراه في آذار 2018 حيث تم منحي درجة الدكتوراه في علوم الأعصاب التطبيقية بامتياز.
تناولت رسالة الدكتوراه للخطيب، دراسة الدماغ والخلايا العصبية وكيفية عملها في الوضع الطبيعي. وكذلك دراسة الدماغ والتغييرات التي تطرأ عليه في حالات الأمراض العصبية. ومن ثمّ محاولة تطبيق هذه المعرفة وربطها بأرض الواقع عن طريق استخدام تقنيات مختلفة لإيجاد علاجات للمرضى المصابين بالأمراض العصبية.
وتبين: بدأت العمل كباحثة في برنامج زمالة ما بعد الدكتوراه في قسم علوم الأعصاب التطبيقية بكلية الطب في جامعة أبردين ببريطانيا من شهر 1 عام 2018. حيث عملتُ في القسم المتخصص في الأبحاث والتجارب العلمية المتعلقة في دراسة الأعصاب والعوامل المؤثرة فيها، ومحاولة إيجاد أدوية جديدة للأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي وخاصة مرض الزهايمر.
وتضيف: أثناء دراستي الدكتوراه وعملي كباحثة قمت بنشر العديد من المقالات في مجلات عالمية مختلفة ذات تصنيف ومعامل تأثير ممتاز، وحضرت الكثير من المؤتمرات الدولية في داخل وخارج بريطانيا وألقيت محاضرات فيها، وكما تعاونت مع جامعات مختلفة وأشرفت على العديد من طلاب البكالوريوس والماجستير. حصلت على تمويل لجامعة أبردين "بقيمة 400,000 جنيه استرليني" لتطوير أدوية ودراستها ضد مرض الزهايمر. أنا وفريقي لدينا براءة اختراع للأدوية التي قمنا بصناعتها، ونحن الآن كذلك في صدد تسجيل براءة الاختراع الثانية.
توضح الخطيب: تم البدء باكتشاف هذه التركيبات عن طريق ملاحظة أنّه عند الكبار بالسن والمصابين بمرض الزهايمر هناك نقص في مادة كيميائية اسمها (ريتينويك أسيد) وخلل في نظام عملها وتصنيعها في الجسم. هذه المادة يحصل الجسم عليها ويشتقّها عادة من فيتامين أ من الغذاء، حيث لا يستطيع تصنيعها بنفسه. فقمنا بصناعة تركيبات دوائية شبيه بمادة الريتينويك أسيد، بحيث تكون أقوى وأكثر فاعلية. هذه التركيبات الدوائية ما زالت قيد الدراسة في المختبر لمعرفة مدى تأثيراتها الطويلة. النتائج التي حصلنا عليها من هذه التركيبات في الخلايا العصبية المزروعة في المختبر ونماذج الحيوانات ممتازة ومبشّرة، ونأمل أن تنتقل هذه التركيبات قريبا للمرحلة القادمة وهي التجارب السريرية على الإنسان، وإذا سار كل شيء كما هو متوقع بدون مشاكل، سيتم البدء بتصنيع التركيبات على شكل دواء وتوزيعها في الأسواق. ومن المتوقع أن تستغرق العملية عدّة سنوات.
طمحت الخطيب أن تصبح طبيبة، لكنها عندما كبرت قررت أن تغير نمط دراستها لتصبح باحثة تدرس الدماغ والأعصاب والأمراض التي ممكن أن تصيبهم في المختبر، وكذلك أن تصبح محاضرة في كليات الطب لتنقل لأجيال الاطباء الجدد المعرفة الجديدة وآخر ما توصل إليه العلم، وهو ما أصبحته بعد جهد.
غير بعيد عن العلم والاكتشاف، تقول الخطيب: أهوى المطالعة منذ الصغر، حيث أقرأ الروايات والكتب المختلفة باللغات العربية والإنجليزية. كذلك أحب السفر والتعرف على الأماكن الثقافية والتاريخية في العالم والتقاط الصور الفوتوغرافية لها. وكنت محظوظة أثناء دراستي في بريطانيا حيث أنّي تمكنت من ممارسة هوايتي بسهولة لكثرة التاريخ والمتاحف والقلاع فيها. كذلك أحب تعلم لغات جديدة في أوقات فراغي، وأنا حاليا أتعلم ثلاث لغات جديدة بالإضافة للعربية والإنجليزية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها