تثبت المملكة العربية السعودية، في كل مرحلة صعبة تمر بها القضية الفلسطينية، أنَّها قضيتها الأولى وتحتل أولوية لديها.
المملكة أكدت سرًا وعلنًا وفي كل المناسبات، رفضها لكل الحلول التي يرفضها الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، لحل قضيتهم.
وثيقة سرية سربتها قناة إسرائيلية، أكدت رفض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، للأفكار التي تطرحها الادارة الأميركية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والمعروفة بـ"صفقة القرن"، والتطبيع مع إسرائيل قبل التوصل إلى حل يضمن حق الفلسطينيين في أرضهم وضرورة الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لها.
الوثيقة السرية تتناقض مع ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المستمرة، حول إمكانية تطوير العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية وتقوية العلاقات معها، دون التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين.
توقيت الكشف عن الوثيقة السرية غاية في الاهمية، والذي يأتي قبيل زيارة مستشار الرئيس الاميركي الخاص، مبعوثه إلى الشرق الأوسط جاريد كوشنير، والمبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، إلى المنطقة لحشد الدعم لـ"صفقة القرن".
وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب في تصريحات صحفية: لدينا ثقة كاملة بموقف المملكة العربية السعودية ومواقف الدول العربية المحورية المستهدفة من اسرائيل وبعض الدوائر في الإدارة الاميركية للتشكيك بمواقفها من "صفقة القرن"، والتطبيع مع إسرائيل.
وأضاف: مواقف المملكة العربية السعودية والاردن ومصر، تتمثل بدعم حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وحل قضية اللاجئين حسب قرارات الشرعية الدولية، خاصة القرار 194، وقال: "واثقون بمواقف الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، خاصة الدول المحورية وعلى رأسها السعودية".
ورأى الرجوب أن تسريب هذه الوثيقة في هذا الوقت، يأتي باطار المنافسة في الانتخابات الاسرائيلية، ورغبة خصوم نتنياهو بدحض ادعاءاته المتعلقة بالتطبيع مع الدول العربية.
من جانبه، قال سفير دولة فلسطين لدى السعودية باسم الآغا، إن مواقف المملكة متقدمة دائما تجاه القضية الفلسطينية، مذكرًا بإطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إسم "قمة القدس" على "قمة الظهران"، والتبرع بـ150 مليون دولار للأوقاف الاسلامية في القدس، و50 مليون دولار للأونروا، ما يؤكد هذه المواقف المتقدمة.
وأكد أن خادم الحرمين الشريفين قال للرئيس عبَّاس ويكررها دائمًا: "نحن معكم، نقبل ما تقبلون، ونرفض ما ترفضون، نحن مع السَّلام والشرعية الدولية، ومبادرة السَّلام العربية كما هي من الألف إلى الياء وليس العكس".
ولفت إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد مرارًا قناعته أنَّه لا سلام في المنطقة دون دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
موقف المملكة العربية السعودية ليست جديدة، فهي صاحبة مبادرة السَّلام العربية التي طرحت في قمة بيروت عام 2002، وأقرتها القمم العربية المتتالية، وهدفها "إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967، وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها