أكثر ما يميز الناطقين الحمساويين انهم متوترون دائما، وسريعا ما يقلبون ظهر المجن، تارة "للمقاومة" التي يتعلقون بها في الشعار فحسب، إذا ما جاء حديث التهدئة، وأخرى للتهدئة التي يتوسلونها شاملة ودائمة، اذا ما تعثرت أو تعطلت سيولتها المالية..!!

ولا يجد عادة الناطقون هؤلاء في هذا السياق، غير خطاب الكذب والافتراء، ودائما ضد الشرعية الوطنية، الدستورية والنضالية، التي انقلبوا عليها، بل ومواصلة خطاب التحريض ضدها، وخاصة ضد الرئيس أبو مازن، بتوافق بالغ الفضيحة مع التحريض الاسرائيلي..!ّ! واللافت للنظر في مجمل هذا الاطار، أن حماس لم تعد تبدو سوى مجموعة من الناطقين حتى بالعديد من أعضاء مكتبها السياسي الذين لا نسمع منهم كلاما سياسيا، بقدر ما نسمع منهم هذرا كثير الخطأ والباطل..!! فليس ما قاله الزهار مثلا أمس عن "قناص القطاع" بأنه مرسل من قبل "سلطة عباس" لاحراج حماس ومنع دخول الأموال اليها، ليس سوى الهذر بكل معانيه، حيث هو سقط الكلام وخطاياه.

ما الذي تفعله حماس بحالها حقا، وهي تواصل نكران الواقع، والتهرب العدمي من مواجهة أزمتها الواقعية..!؟ إلى أين تريد أن تمضي بخطاب الكذب والفتنة والكراهية وحتى متى..؟؟ ومتى ستدرك ما هو مدرك بوضوح شديد أن "العالمية الاخوانية" لن تكون بديلا عن الوطنية الفلسطينية، وأن مشروع هذه "العالمية" بتكريس قطاع غزة قاعدة اخوانية آمنة، لن يكون ممكنا على حساب المشروع الوطني التحرري، وأن المقاومة ليست خطابا، وإنما منهج حياة في كل مناحي الحياة، وروحه الوثابة هي الوحدة الوطنية بكامل عافيتها في اطاراتها الشرعية؟؟ وفي اللحظة الراهنة وبعد أن اغلقت حماس دروب المصالحة الوطنية جميعها، فإن المدرك الأهم أن الصراف الآلي لن يكون ابدا بديلا عن صناديق الاقتراع، حتى لو اعترضتها حماس واسرائيل معا، فهذه الصناديق في المحصلة هي صناديق الإرادة الوطنية الحرة، التي ستحمل خيارت الشعب، وتدعو لاحترامها، والعمل بها وعلى أساسها، ولأنها كذلك فإنها لن تعجز عن ايجاد المخارج التي تجعلها صناديق فاعلة وحرة ، ومرة أخرى اللهم فاشهد أنا قد بلغنا.