بمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاة عضو لجنة حركة "فتح" – شعبة الجليل الشهيد شوقي خليل الحاج "أبو علاء"، نظَّمت حركة "فتح" حفل تأبينٍ للشهيد المناضل عصر اليوم السبت 15-12-2018 في قاعة الرئيس "أبو مازن"، حضره عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض، وأعضاء قيادة الإقليم اللواء محمد زيداني وم.محمود سعيد ويوسف زمزم، وحشدٌ من أعضاء قيادة حركة "فتح" في لبنان وكوادرها وأبنائها، وممثِّلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وأهالي المنطقة، وفعاليات دينية واجتماعية، حيثُ كان في استقبالهم أمين سر حركة "فتح" في منطقة البقاع فراس الحاج وأعضاء قيادة المنطقة وشعبة الجليل ومكاتبها الحركية.
وبعد تقديمٍ من مسؤول إعلام حركة "فتح" في المنطقة، كانت عظة دينية للشيخ صبحي صباح أشاد فيها بمناقبية الشهيد، وأضاف: "أبا علاء عرفناكَ مقاومًا مدى عمرك. كُنتَ مثالاً يُحتذَى في أخلاقك وتعامُلِك مع الناس. العهد هو العهد والقسَم هو القسَم، على دربكم ونهجكم سائرون، رحمك الله وأسكنك الفسيح من جنّاته".
كلمة حركة "فتح" ألقاها عضو مجلسها الثوري الحاج رفعت شناعة، فقال: "من هذا المخيَّم التاريخي، هذا المخيَّم الذي صدَّر العديد من القادة الشهداء ومن الشهداء، نُودّع اليوم شهيدًا من شهدائنا. كُنّا نتمنّى له الشفاء والسلامة لكنَّ الله سبحانه وتعالى عاجله بالموت لأنَّه قضاء الله وقدره، ونسأل الله تعالى الرحمة والرضوان له وأن يكون قبره روضة من رياض الجنّة".
وأضاف: "اليوم وفي هذه المناسبة نعاهد شهيدنا أن نبقى كحركة "فتح" في الموقع الذي تركَنا فيه، وعلى الوصايا التي تعاهدنا عليها، وعلى المنطلقات والمبادئ التي تعلَّمنا عليها من قيادتنا الأولى المؤسِّسة لهذه الحركة في الخمسينيات، وهي نفسها القيادة التي أطلقت الثورة عام 1965، ونقولُ لشهيدنا نَمْ قرير العين وكُن مُطمئنًّا ولا يشغل بالك ما يحدث في هذا العالم من تجنٍّ ومن عدوانٍ ومن هجماتٍ عنصريةٍ على أرض فلسطين وشعب فلسطين ومقدّسات فلسطين. نقول لشهيدنا نحنُ على مبادئنا كنُّا وما زلنا وسنبقى، ولن نُغيِّر لأنَّ هذا ما رسمه لنا الرمز ياسر عرفات والقيادات الفلسطينية التي استشهدت على هذا الطريق، ونقول اليوم وفي ظلِّ الهجمة الأمريكية الإسرائيلية الصهيونية كحال القوى على الصعيد الدولي وعلى الصعيد الإقليمي".
ونوَّه الحاج رفعت شناعة إلى خطورة المرحلة التي تعيشها القضية الفلسطينية مُضيفًا: "أمام هذا الواقع الذي نعرفه كفصائل فلسطينية وكقوى فلسطينية نقول نحنُ نؤمن بالوحدة الوطنية لأنَّ الوحدة الوطنية هي المدخل الحقيقي لتحرير فلسطين. ومهما كان جبروت العدو فيجب أن يكون موضوع الوحدة الوطنية هوى المحرِّك الأساسي لمشروعنا السياسي في كلِّ المراحل سواء أكانت الحالية أم المستقبلية نحنُ أمام مرحلة قادمة قريبة جدًا ليست ببعيدة هي معركة تقرير المصير لأنَّ العدو الإسرائيلي غير مهتم إطلاقًا بشيء اسمه سلام أو عملية سلام، بل ما يفهمه ويهتم به هو البطش بالشعب الفلسطيني وبالمقدّسات الفلسطينية من أجل تهويدها والسيطرة على الضفّة الغربية لإقامة الكيان الصهيوني، لذلك يجب أن تكون على رأس أولوياتنا المصالحة وإنهاء الانقسام بأقصى سرعة".
وختمَ كلمته سائلاً المولى عزّ وجلّ الرحمة للشهيد ولسائر شهدائنا والصبر والسلوان لعوائلهم.
كلمة عائلة الفقيد ألقاها أمين سر حركة "فتح" في البقاع م.فراس الحاج، استهلَّها بالآية الكريمة (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).صدق الله العظيم، وقال: "الحمد الله الذي ألهم فقيدنا الحبيب شوقي الصبرَ في مرضه على ما أصابه من معاناة وعجز، فلَم نرَه إلّا شاكرًا لله، صابرًا قارئًا للقرآن، داعيًا الله أن يشفيه. لم يشكُ شهيدنا ولم يضجر، بل كان هادئًا حاملاً همَّ عائلته حتّى في مرضه، مهتمًا بها إلى أقصى الحدود. لقد كان ملتزمًا ومنضبطًا ومثالاً يُحتذَى به باندفاعه للعمل وبدفاعه عن حركة "فتح"، أينما ومتى طلب إليه شيء كان مستعدًّا حتى آخر أيامه".
وتابع: "لقد فقدتُ أخًا عزيزًا على المستوى الشخصي والتنظيمي، كان حاضرًا في كلّ الظروف الصعبة نشيطًا مثابرًا مُنجزًا للعمل الإعلامي الذي كان مُكلَّفًا به. إنّ فقدانه خسارة كبيرة لي ولعائلتنا الكبيرة "فتح". وبهذه المناسبة أشكر بِاسم العائلة أبناء حركة "فتح" الأوفياء، وأبناء مخيّمنا العزيز، وكلَّ مَن واسانا بمصابنا ووقف إلى جانبنا. نسأل الله أن يتغمَّد فقيدنا الغالي بواسع رحمته ويُسكنه فسيح جنانه. عهدًا لشهيدنا أن نستمرَّ على دربه حتى تحرير فلسطين وتحقيق أهدافنا المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وفي ختام التأبين تقبَّلت عائلة الفقيد وقيادة حركة "فتح" التعازي والمواساة من الحاضرين.
كما أُقيمت "ختمة" لروح الشهيد شوقي الحاج في مسجد بلال بن رباح في مخيَّم الجليل في بعلبك.
وكانت حركة "فتح" قد شيَّعت شهيدها المناضل شوقي الحاج يوم الخميس 13-12-2018 بموكبٍ جنائزي مهيب تقدّمه المكتب الكشفي الحركي وإخوة الشهيد في النضال، فأدّوا لجثمانه التحية العسكرية، وحملوا النعش إلى مثواه الأخير حيثُ وُضِعَت أكاليل من الورود على ضريح الفقيد من قِبَل عضو قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان م.محمود سعيد ممثّلاً أمين سر الإقليم حسين فيّاض، وأمين سر حركة "فتح" في منطقة البقاع فراس الحاج وعدد من أعضاء قيادة المنطقة، وأمين سر شعبة الجليل، وقُرِئَت الفاتحة لروحه الطاهرة.
ولاحقًا تقبَّلت قيادة الحركة وعائلة الشهيد التعازي بفقيدهم في مخيَّم الجليل-بعلبك.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها