إنتهت أزمة كانت قائمة بين وزارة التربية والتعليم التابعة لحكومة حماس (المقالة-نقطة)، وبين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الأونروا’، على خلفية تدريس الأخيرة لمناهج ‘حقوق الإنسان’ في المدارس التي تديرها في القطاع، وذلك من خلال تجميد تدريس الوكالة الدولية لتدريس هذه المناهج، التي اعتبرت مخالفة للشريعة وتتجاهل نكبات الفلسطينيين
ونشب الخلاف بين الطرفين في أعقاب اعتراض حكومة حماس (المقالة-نقطة) على قيام وكالة ‘الأونروا’ بإدخال كتب لتدريسها ضمن سياق ‘حقوق الإنسان’ لطلاب الصف السابع والثامن والتاسع.
وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لـ ‘الأونروا’ إنه في أعقاب الخلاف تم الإتفاق على تأجيل تدريس منهاج ‘حقوق الإنسان’ لطلبة الصف السابع والثامن والتاسع، لحين تأهيل المدرسين على كيفية تدريسه.
وأوضح أنه جرى الإتفاق مع حكومة حماس على تشكيل لجنة فنية لمعالجة الإختلافات ووضع حلول لها.
ومنهاج ‘حقوق الإنسان’ تدرسه فقط وكالة الغوث في مدارسها دون المدارس التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم، ولا تحسب علامات المنهاج في العلامات النهائية للطلاب، وأثار في أوقات سابقة موجة خلافات، حين اتهمت ‘الأونروا’ بأنها تدرس ضمن هذا المقرر ‘المحرقة’ التي طالت اليهود، غير أن مسؤولين دوليين وقتها نفوا ما أشيع.
وغالبية طلاب قطاع غزة في المراحل الأساسية (الابتدائية والإعدادية) من اللاجئين، ويدرسون في مدارس تديرها ‘الأونروا’ وعددها أكثر من المدارس التي تديرها وزارة التربية والتعليم.
وقال الدكتور زياد ثابت وكيل وزارة التعليم (التابعة للحكومة المقالة بعد انقلاب 2007-نقطة) في غزة أن قرار التجميد جاء بعد لقاء جمع بين وزير التربية والتعليم أسامة المزيني ومدير عمليات ‘الأونروا’ روبرت تيرنر. وأوضح أنه جرى الإتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لإعادة بناء المواد من جديد في الوكالة، بالإضافة إلى تجميد مناهج حقوق الإنسان وعدم تدريسها.
وأرجعت تعليم غزة سبب رفضها للمناهج كونها ‘غير مرخصة ولا تنسجم مع ثقافة المجتمع الفلسطيني وتسعى إلى غسل دماغ الطلبة ليتقبلوا العدو الصهيوني وينفروا من المقاومة’.
وقال مسؤول الإعلام في التعليم بغزة معتصم الميناوي، إنه تم الإتفاق كذلك على عدم إقرار ‘الأونروا’ أي منهاج إلا بعد الرجوع إلى وزارة التربية والتعليم، وذلك ‘انطلاقاً من العرف المعمول به في كل المناطق التي تنشط بها الوكالة’.
وعلمت ‘القدس العربي’ أن من بين اعتراضات حكومة حماس على منهاج ‘حقوق الإنسان’ هو وجود صورة لطفل من أفريقيا يحرق ‘بزة عسكرية’، وجرى الإعتراض على أن الأمر يهدف إلى إبعاد الفلسطينيين عن المقاومة، فيما برر مسؤولو ‘الأونروا’ خلال اللقاءات التي جرت قبل تجميد تدريس المنهاج، بأن الأمم المتحدة تقف ضد تجنيد الأطفال، وأن الصورة تشير إلى ذلك خاصة وأنه يجري استغلال أطفال أفريقيا في الصراعات المسلحة.
كذلك اعترضت حكومة حماس على بعض مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كونها ترى فيها مخالفة للشرع الإسلامي.
ومن بين الإعتراضات على هذا الإعلان هو تضمينه في المادة (16) إعطاء الحق للرجل أو المرأة في الزواج دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين، ما يعني أنه يعطي الحق للمسلمة من الزواج بغير المسلم.
وجرى الإعتراض كذلك على المادة (18) التي تعطي كل شخص الحق في حرية التفكير، حيث تشمل الحرية تغيير الدين والعقيدة، وهو ما يخالف الشريعة الإسلامية.
وفي تصريحات صحافية قال الميناوي إن المنهاج فيه تشويه لقضية اللاجئين من خلال تقزيمها وتصويرهم بأنهم ‘أناس فروا’، وتكرار ذلك، وفي هذا تشويه وطمس للحقيقة، التي لا يرد فيها أنهم ‘هجروا قسراً وارتكبت مجازر حتى يتركوا ديارهم’.
ولفت إلى أن هناك معلومات مغلوطة داخل المنهاج تفيد بأن النكبة الفلسطينية وتهجير اللاجئين من ديارهم كان سببها انضمام الدولة العثمانية للألمان مما جعلها تخسر أراضيها، وليس أن سبب النكبة هو المحتل، إضافة إلى عدم وجود أمثلة عن نضالات الشعب الفلسطيني على المستوى الإنساني (النساء الأطفال)، ولا أمثلة عن قيادات فلسطينيين ناضلت لرفع الظلم.
ومنهج ‘حقوق الإنسان’ لم يكن معهودا من قبل، ولكن أدخلته ‘الأونروا’ في الأعوام الماضية، وتقوم في كل عام بإيفاد الطلبة المتفوقين في هذه المادة في رحلات خارجية للولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقومون هناك بزيارة مقر الأمم المتحدة.