أقامت حركة "فتح" في قطاع غزة، مساء يوم الثلاثاء، غرب مدينة غزة، عرساً جماعياً وطنيا تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وبعث العرس الجماعي، الذي شارك في 360 عروسا، بمكرمة من الرئيس، الأمل وبث الفرح في نفوس أبناء شعبنا في القطاع، الذي غابت عنه مظاهر الفرح منذ زمن جراء الاحتلال الإسرائيلي وممارساته.
ونقل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أحمد حلس خلال كلمة ألقاه في العرس الوطني، ممثلاً عن الرئيس، على شاطئ بحر مدينة غزة، بحضور الهيئة القيادية العليا للحركة، ووزراء في حكومة الوفاق الوطني، وممثلين عن الفصائل، وجموع أهالي العرسان ومحبيهم، تحيات الرئيس وتهانيه للعرسان.
وقال حلس: "بداية أتقدم لكم باسم السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن، الذي كلفني بنقل تحياته لكم جميعاً، والذي كان يود أن يكون معنا في هذه المناسبة السعيدة والرائعة، نحن هنا نقول له بأنها ستأتي الأيام قريباً التي سيلتئم فيها شمل شعبنا وسنلتقي في غزة وفي رام الله وفي القدس ورفح والخليل ونابلس وخانيونس وفي كل بقعة من أرضنا الواحدة الموحدة".
وتوجه بالشكر الجزيل للجنود المجهولين، الذين كان لهم دور أساسي في اخراج هذه الليلة بهذا الشكل الرائع، والذي كان دورهم بتكليف من الرئيس محمود عباس، الذي اشرف بنفسه، وظل رغم كل انشغالاته يتابع كل صغيرة وكبيرة ويحرص على أن يكون يوما وطنيا بامتياز.
كما حيا اللجنة التي أشرفت على إعداد هذا الحفل الكبير، وهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد أبو هولي، والقيادية الفتحاوية آمال حمد، ومسؤول مالية الرئاسة محمود سلامة، والمحافظين، وأمناء سر الأقاليم في المحافظات الجنوبية، ورؤساء اللجان الشعبية في المخيمات في القطاع، إضافة إلى الهيئة القيادية بكل دوائرها، الذين واصلوا الليل بالنهار، ولم يعرفوا لحظات من الراحة حتى يتم هذا اليوم البهيج.
وأضاف حلس، أنه "ربما كنا نتمنى دائماً الأفضل، ولكن ليس في الإمكان إبداع مما كان، منذ اللحظة الأولى وضعنا لأنفسنا منهجاً لا بد أن نتقيد في اختيار المستفيدين من مكرمة الرئيس، واجتهدنا ووضعنا المعايير لتشمل أبناء الشهداء والجرحى والأسرى وأبناء المناضلين"، موضحاً أن هذه المعايير تنطبق على الآلاف، وأنه تم في كثير من الأحيان إجراء القرعة بين المتساوين في المعايير.
وتابع حلس، أن اللجان التي اختارت مارست أعلى درجات النزاهة والحيادية، بحيث كان في كل محافظة لجنة يرأسها المحافظ وعضوية أمين سر الإقليم وأمين سر اللجنة الشعبية في المخيم، أشرفت على وضع كل الأسماء بأجماع اللجنة مكتملة، مضيفاً أن هذه اللجان واللجنة العليا على مستوى القطاع واللجان الفرعية في المحافظات تحظى باحترام وتقدير على ما بذلوه من جهد.
وخاطب الحضور: "هذه هي غزة التي صوروها بأنها مكان فقط للموت، ونحن نقول إن غزة أروع مكان للحياة، غزة تقاتل وتضحي وتقدم الشهداء والجرحى والأسرى، ورغم ذلك تسرق لحظات الفرحة لأنها تريد أن تبني أملاً وتريد أن تحيا ويحيا شعبنا لأنه يستحق الحياة".
وقال حلس: "قبل أيام قليلة استمع العالم بأسره لكلمة فلسطين التي ألقاها الرئيس أبو مازن والتي أوصل فيها رسالة الشعب الفلسطيني للعالم، أن قضيته ليست للبيع، وان قدسه ليست للمساومة، وان حقوقه دونها المهج والأرواح، هذه هي جوهر كلمة فلسطين التي وجهها للعالم وخاطب فيها الأقوياء الذين يخشى العالم مواجهتهم، نقول لأمريكا لا، ولكل من يتوهم أنه بقوته يمكن أن يطوع عزيمة الشعب الفلسطيني.
وحول المصالحة الوطنية، أكد حلس، أن المصالحة هي الممر الإجباري لتحقيق كل المصالح الفلسطينية، وأي بحث عن بدائل مضيعة للوقت والجهد وإهدار للطاقات التي يجب أن تنصب كلها للبناء من اجل شعبنا المضحي.
وأضاف نحن في حركة فتح، بذلنا وما زلنا كل جهد مستطاع من اجل تحقيق هذه المصالحة الوطنية، وسنبذل في ذلك كل ما يمكن بذله ونأمل أن نرى قريبا ثمرة هذه الجهود، والتي يشرف عليها أشقاءنا في جمهورية مصر العربية، ونوجه لهم اليوم كل التحية لما بذلوه ولما يبذلونه.
وشدد حلس على أن هذه ليلة من ليالي شعبنا نريدها ليلة للفرح ونريدها للوئام وليلة للوحدة، ونقول لعرساننا ادخلتم الفرحة والبهجة في قلوب شعبكم، وانتم جزء من حملة الأمانة ان تحافظوا على دماء اسرة فلسطينية وطنية تربي على الوحدة لا على الكراهية والبغضاء.
وحيا حلس شهدائنا الأبرار في أرجاء المعمورة، الذين قدموا ارواحهم لأرضهم وقضيتهم، وشهداء مسيرة العودة والدفاع عن القدس والخان الأحمر، إضافة إلى المرابطين الذي يحرسون الحدود والمقدسات، ولشعبنا في أراضي عام 48، ولأسرانا القابعين في سجون الاحتلال.
وخاطب حلس الرئيس عباس، قائلاً: "التحية للرئيس محمود عباس منا ومن العرسان وعوائلهم وشعبهم تحية لكل من ساهم في إخراج هذا اليوم".
يشار إلى أن مكان العرس الوطني تزين بأعلام فلسطين وبصور الرئيس عباس، والرئيس الخالد ياسر عرفات، فيما ارتدت العرائس زي التراث الشعبي الفلسطيني، وسط أغان ودبكات شعبية وأهازيج وطنية، وتصفيق ولحظات فرح من الحضور.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها