أكد متحدثون في مؤتمر صحفي عقد في قرية الخان الأحمر، بعد منتصف هذه الليلة، على الصمود والثبات ومواجهة قرار الاحتلال بهدم القرية.

وعقد المؤتمر بالتزامن مع انتهاء المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأهالي قرية الخان الأحمر لهدم منازلهم بأيديهم.

غيث: همتنا لم تفتر وماضون في حماية أرضنا ومقدساتنا

وحذر محافظ القدس عدنان غيث، خلال المؤتمر، من تبعات إقدام حكومة الاحتلال على تنفيذ قرارها بهدم قرية الخان الأحمر.

وقال:" نقول للاحتلال إن همتنا لم تفتر، ومصرون وماضون في حماية أرضنا ومقدساتنا وتحقيق حلم شعبنا في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف".

وأضاف غيث: "إذا قررت حكومة الاحتلال تنفيذ جريمتها، وإذا فرضت علينا المواجهة سنواجه مصيرنا ببسالة، وعلى العالم أن يقف وقفة مسؤولة تجاه قضايا شعبنا الذي يتجرع في كل دقيقة مرارة الاحتلال".

وتابع:" سندافع عن مقدساتنا ومقدرات شعبنا وسنواجه الاحتلال وسياساته وإجراءاته بكل عنفوان".

عساف: سنخوض معركة الدفاع عن الخان الأحمر وهذا قرار وليس خيارا

من جهته، شدد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف على أن معركة الخان الأحمر دخلت مرحلة جديدة ومنعطفا خطيرا، وأن حكومة الاحتلال لم تترك لأبناء شعبنا مجالا إلا المواجهة والصمود في وجه جرافات الاحتلال إن أقدمت على هدم القرية.

وقال عساف: "نحن في الهيئة وباسم دولة فلسطين، حكومة وقوى وطنية وإسلامية، نؤكد دعمنا لأهلنا في الخان الأحمر، وسنخوض معهم معركة الدفاع عن القرية، وإن هذا قرار وليس خيارا"، مؤكدا أن معركة الخان الأحمر هي معركة ضد تهويد بوابة القدس الشرقية، وتقسيم الضفة، وضد التطهير العرقي.

وجدد عساف نداءه لأبناء شعبنا للنفير إلى الخان الأحمر للدفاع عنه، معبرا عن تقديره لكل المتضامنين والأحرار الذين رابطوا، وما زالوا، خلال هذه المعركة.

وحذر من أنّ تجرؤ الاحتلال على تنفيذ جريمته بحق الخان الأحمر ستكون له امتداداته على كافة أرجاء فلسطين.

أبو داهوك: الشيء الوحيد الذي من الممكن هدمه هو الاحتلال وقوانينه العنصرية

بدوره، قال رئيس مجلس قروي الخان الأحمر عيد أبو داهوك إنه في هذه اللحظات تنتهي الفترة الزمنية التي حددها الاحتلال لهدم منازلنا بأيدينا، وبعد انتهاء المدة نؤكد نحن عشائر أبو داهوك سكان الخان الأحمر على أن الشيء الوحيد الذي من الممكن هدمه هو الاحتلال وقوانينه العنصرية.

وطالب أبو داهوك المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته بحماية الخان الأحمر وسكانه من سياسة التطهير العرقي.

وقال: "سنبقى منزرعين في أرضنا وفي منازلنا ولن نرحل، وسندافع عن مستقبل أطفالنا مع كل الشركاء وأحرار العالم".

ووجه أبو داهوك نداء، باسم أطفال ونساء ورجال الخان الأحمر، إلى غزة، "أنه قد يختلف الفلسطينيون فيما بينهم إلا أنّ القدس توحد الكل الفلسطيني على اختلاف ألوانه وأطيافه، وهذه معركة القدس، فالوحدة الوطنية هي صمام الأمان للقدس وفلسطين."

وأعرب عن تقديره لكل من وقف مع أهالي الخان الأحمر في مواجهة قرار الاحتلال، وقال: "لقد مضى على هذا الاعتصام المفتوح 105 أيام، وعلى وجودنا هنا أكثر من 60 عاما، ونعاهد الله وأبناء شعبنا أننا مستمرون بهذا الصمود حتى النصر ".

مطور: شعبنا متمسك بحقه في الدفاع عن أرضه ومقدساته

بدوره، أكد أمين سر حركة "فتح" في القدس المحتلة شادي المطور تأهب جماهير شعبنا لخوض أي معركة يريد الاحتلال فتحها في الخان الأحمر، وأن شعبنا متمسك بحقه في الدفاع عن أرضه ومقدساته وصموده في مواجهة عربدة الاحتلال ومستوطنيه.

وانتهت منتصف الليلة المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لأهالي قرية الخان الأحمر، شرق القدس، لإخلاء وهدم منازلهم ذاتيا.

وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا، رفضت في الخامس من الشهر المنصرم، التماس أهالي القرية ضد إخلائهم وتهجيرهم وأقرت هدم القرية خلال أسبوع.

ويقطن في قرية الخان الأحمر نحو 200 فلسطيني، 53% منهم أطفال، و95% لاجئون مسجلون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وسبق أن قررت العليا الإسرائيلية في مايو/أيار المنصرم هدم القرية، التي تضم مدرسة تخدم 170 طالبا، من عدة أماكن في المنطقة.

ويحيط بالقرية عدد من المستوطنات؛ وتقع أراضيها ضمن المنطقة التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى E1، الذي سيقوض في حال تنفيذه فرص تطبيق حل الدولتين.

ودعت حركة "فتح" الليلة الماضية، جماهير شعبنا الفلسطيني إلى الاستنفار وشد الرحال للقرية للدفاع عنها، محذرة الاحتلال الإسرائيلي من مغبة ارتكاب حماقة هدم الخان الأحمر.