تلتفت أنظار سكان الكرة الأرضية مساء اليوم، لسمائها لرصد الحدث الفلكي الثاني النادر والمميز خلال هذا الشهر، فما أن تغيب شمس الثلاثاء ويحل الظلام حتى يزين الكوكب الأحمر سماء الأرض، في أقرب نقطة له منذ عام 2003.
ويشير خبراء الفلك، إلى أن كوكب المريخ سيكون في أقرب نقطة من الأرض في تمام الـ11 من مساء اليوم بتوقيت فلسطين، حيث سيكون على بعد 57.59 مليون كم، ويمكن مشاهدته بالعين المجردة.
ويقول ممثل كرسي اليونسكو لعلوم الفضاء والفلك في الضفة الغربية داوود طروة ، إن سكان العالم وبينهم الفلسطينيون يستعدون لمشاهدة كوكب المريخ هذه الليلة بسهولة، حيث سيبدو كنقطة مائلة للون الأحمر أعلى الأفق الشرقي للسماء بعد غروب الشمس، ويستمر ظاهرا في السماء مع حركته غربا حتى فجر يوم غد.
وأضاف ان كوكب المريخ سيستمر ساطعا في سماء فلسطين خلال الشهر المقبل وحتى بداية شهر أيلول، إلا أن تلك الظاهرة لن تتكرر حتى 15 أيلول من العام 2035.
وشهدت الكرة الأرضية يوم الجمعة الماضية، أهم ظاهرة فلكية خلال القرن الواحد والعشرين، حيث شهدت خسوف القرن، واستمر لمدة 103 دقائق.
ويشير مركز الفلك الدولي ومقره أبو ظبي، إلى أن هذه الظاهرة تسمى بالتقابل، التي يكون فيها الكوكب والأرض والشمس على استقامة واحدة، وتكون الأرض في المنتصف، وهذا يعني أن الشمس والكوكب يكونان متقابلين في السماء ولذلك تسمى الظاهرة بالتقابل، فما أن تغيب الشمس في جهة الغرب إلا ويشرق الكوكب من جهة الشرق، ويبقى الكوكب وقت التقابل ظاهرا في السماء طيلة الليل إلى أن يغيب هو الآخر وقت شروق الشمس في اليوم التالي.
وحدث أفضل تقابل للمريخ يوم 28 آب 2003، وكان بُعد الكوكب الأحمر عن الأرض حينها 55.8 مليون كم، وكان ذلك أفضل تقابل للمريخ منذ 60 ألف سنة، وأفضل تقابل حتى العام 2287، وفق المركز.
وينوه طروة إلى أن أهمية تلك الظاهرة تكمن في كونها الوقت المناسب لرؤية ومراقبة تفاصيل كوكب المريخ من سطح الأرض، حيث يكون في أقرب نقطة له من الأرض ما يجعله أكثر لمعانا وأكبر حجما من الأيام العادية، إضافة إلى أنه يسهل على المتخصصين الحصول على صور تظهر تفاصيل سطح الكوكب الأحمر، وكذلك يمكن رصد الأقمار التي تدور حول المريخ باستخدام التليسكوبات والأجهزة الفلكية.
ويحدث التقابل لكوكب المريخ كل سنتين تقريبا، وقرب هذه الفترة يكون كوكب المريخ أقرب ما يمكن إلى الأرض، وبالتالي فإنه يبدو لامعا وكبيرا نسبيا عند رصده بالمرقب، أما بالعين المجردة فإنه يبدو كنقطة برتقالية لامعة.
ويؤكد طروة عدم وجود أية آثار مترتبة على اقتراب كوكب المريخ من الكرة الأرضية الليلة، متابعا: "أنصح كل من يرغب بمتابعة هذه الظاهرة الجميلة والممتعة إحضار كوب من القهوة وموسيقى هادئة مع الأصدقاء أو الأحبة والعائلة والنظر إلى الأفق الشرقي من السماء بعد الغروب لرصد جارنا المريخ ذي اللون الأحمر".
وتشير بحوث مركز الفلك الدولي إلى وجود فرق مقداره عدة أيام بين التقابل وبين أقرب مسافة بين الكوكب والأرض؛ كون مدارات الكواكب بيضاوية وليست دائرية، وأن هذا ما حصل بالنسبة لكوكب المريخ، حيث حدث التقابل يوم الجمعة 27 تموز الماضي، أما أقرب مسافة بينه وبين الأرض ستكون اليوم 31 تموز.
وينوه إلى أن اقتراب كوكب المريخ من الأرض ليس الحدث الفلكي الوحيد هذه الفترة، بل كان كوكب زحل في هذه الفترة في أقرب نقطة من الأرض، حيث حدث التقابل يوم الأربعاء 27 حزيران، وكانت أقرب مسافة بين زحل والأرض في نفس اليوم أيضا حيث بلغت 1.4 مليار كيلومتر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها