افتتح، اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر الأول لمغتربي محافظة نابلس "نابلس تجمعنا"، في حرم جامعة النجاح الوطنية، بحضور عشرات المغتربين، وممثلين عن الفعاليات، والمؤسسات الرسمية والشعبية.
ويهدف المؤتمر إلى الاتفاق على آلية تواصل ما بين المغترب، وأبناء مدينته، ومضمونها، وآلياتها التنفيذية، والأهداف والأولويات التي سيتم التوافق عليها، ومنها الترويج للإعلان عن تأسيس المجلس الأعلى للمغتربين، وصولا الى الاتفاق على الوثيقة الناظمة التي تحكم العلاقة، وتحدد أطرها.
وتأتي رسالة المؤتمر لتفعيل دورهم في بناء الوطن، من خلال تعزيز انتمائهم بوطنهم، وتواصلهم مع أهلهم في فلسطين، وبناء جسور التعاون، وتبادل الخبرات.
ونقل محافظ نابلس أكرم الرجوب خلال الجلسة الافتتاحية تحيات الرئيس محمود عباس راعي المؤتمر، مؤكدا أن حضور المغتربين الى فلسطين رسالة لجميع الطغاة بأنهم لن يستطيعوا إلغاء فلسطين من عقولهم.
وأشار إلى أن المؤتمر يجب أن يؤسس لإجراءات لها علاقة بالاقتصاد والتنمية، والفكر والثقافة، والخروج بمجموعة توصيات وفكرة رائدة للاستثمار والتنمية للحفاظ على وطنتينا في هذه الأرض.
ودعا المستثمرين إلى إنشاء شركة استثمارية كبيرة برأس مال كبير، تهدف للتنمية في نابلس، متمنيا أن يتمخض اللقاء الى هذه الخطوة.
بدوره، قال القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح ماهر النتشة إن المؤتمر كبير في فكرته وفي رمزيته، ويعبر عن التلاحم بين أبناء الوطن عامة، والمحافظة خاصة.
وأضاف: المؤتمر يأتي ليؤكد أن الغربة القسرية لأي سبب كانت ليست رحيلا للفلسطيني عن وطنه، فمهما تباعدت المسافات فإن الجذر منغرس في الأرض يجدد عهد التواصل مع الوطن، وينقل رسالة الأصالة والانتماء من جيل الى جيل.
وتابع: هذه المبادرة تسعى الى ترسيخ العلاقة بين مكونات مجتمعنا داخل الوطن وخارجه، من خلال برامج ومشاريع تستثمر في انجازات ملموسة تصب في تنمية مجتمعنا، وصمود أبنائه، وصولا الى بناء دولتنا، وعاصمتها القدس الشريف.
وقال رائد حجاوي ممثلا عن مجموعة "رؤى" منظمة المؤتمر، إن المؤتمر يحمل رسالة هامة، وله أهداف وغايات عليا، وهي استجابة لاحتياج وطني، ومجتمعي، لتعزيز انتماء وارتباط المغترب مع وطنه مجتمعه، وإقامة شراكة حقيقة ما بين المغتربين، ومجتمعهم، ومؤسساته الفاعلة، بهدف الاستثمار الأفضل للطاقات، والإمكانيات، وتوظيفها بطريقة مدروسة في خدمة المجتمع.
وقال: سيقدم المؤتمر عملية حوار عميقة وشاملة، ووضع المغتربين بصورة أوضاع مدينة نابلس ومؤسساتها وما هي عليه اليوم. وتحديد الاحتياجات والفرص والفجوات، وما تحتاجه مستقبلا من جهود مشتركة.
وأشار إلى "أنه في كل محور نسعى بأن نرسم بانوراما شاملة لمحافظة نابلس في مختلف الميادين والمجالات، بهدف الوقوف على الواقع، وآفاق التعاون والشراكة مستقبلا".
من جهته، طالب رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش بالاستفادة من زيارة المغتربين والعمل سويا، لإقامة مشاريع مشتركة تفيد المواطنين في المدينة.
من جانبه، استعرض رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس عمر هاشم، بيانات تعداد الإحصاء للعام 2017، التي أشارت إلى أن المنشآت الاقتصادية في نابلس بلغت 18188 منشأة اقتصادية، ويؤمها الآلاف من المتسوقين، وتحوي 4 مناطق صناعية، تتوفر فيها البنية التحتية المناسبة.
ودعا المستثمرين الفلسطينيين للاستفادة من تشجيع قانون الاستثمار الفلسطيني الذي يقدم الإعفاءات الضريبية، والحماية للمستثمر في فلسطين، الذي تتوفر له فرص استثمارية في أكثر من قطاع اقتصادي.
كما دعا التجار ورجال الأعمال من المغتربين الذين لا يستطيعون الاستثمار في الصناعة والتجارة هنا وتشغيل الأيدي العاملة، لأن يبادروا بشراء منتجاتنا الفلسطينية، والترويج لها كل داخل بلده، للعمل على تعزيز صمود اقتصادنا الوطني.
وتمنى مهند كنعان في كلمة المغتربين أن يكون المؤتمر خطوة أولى لعمل برنامج شامل، يؤسس لحلقات اتصال مع المغتربين بشكل دائم، ومستمر.
وقال: لا يجب أن يكون الوطن ذكرى للآباء والأجداد، وقصص وذكريات لأن مع الزمن تنسى، لذا علينا دائما الإيمان أن قضيتنا أرض وهوية، والهوية الفلسطينية المزروعة في قلوبنا وعقولنا، وستبقى حية نابضة عبر الأجيال.
وجاء اليوم الأول للمؤتمر في 4 جلسات، كانت الأولى للتواصل، والجلسات الثلاث تمت خلالها مناقشة التنمية الاقتصادية، والتنمية الاجتماعية، والشباب الريادي.
ويعقد المؤتمر على مدار يومين، حيث سيتم يوم غد تنظيم زيارات للمغتربين للمواقع الأثرية، والتاريخية، والسياحية في محافظة نابلس، والخروج بتوصيات ومخرجات سيتم العمل على تطبيقها لاحقا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها