قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، إن مأساة التهجير والترحيل التي تعرض لها أبناء شعبنا إبان النكبة والنكسة لن تتكرر، ولن يتكرر الترحيل الذي تعرضت له قرى اللطرون الثلاثة إبان حرب العام 1967 (بيت نوبا ويالو وعمواس).
وأضاف عساف خلال مؤتمر الأديان الذي عقد في قرية الخان الأحمر، مساء يوم الخميس، إن السياسة الإسرائيلية تستهدف تهجير 225 تجمعا من قرية الخان الأحمر وتمتد لتكمل مشروع (E 1) الاستيطاني، وبناء 40 ألف وحدة سكنية استيطانية مكان التجمعات الـ23 المحيطة بالقدس، وعزل القدس عن محيطها، وبدء عملية تطهير عرقي جديد، وحصر وجودنا الفلسطيني في المناطق المصنفة (أ، ب) كجزء من صفقة القرن وإقامة دولة غزة الكبرى.
وأوضح أن هذه الصفقة التي أريد لها أن تبدأ من الخان الأحمر، تتحطم أمام هذا الصمود والتحدي، وأمام إرادة أبناء شعبنا الذين يواجهون عمليات الهدم والترحيل، ويدافعون عن القدس وعروبتها ومنعا لتهويدها.
وشدد على أبناء شعبنا عامة، وأبناء الخان الأحمر يرفضون أن يصبحوا لاجئين مرة أخرى، لذلك كان القرار بأن نقاوم فكرة الترحيل والهدم والتهجير.
وأشار إلى انتزاع محامي الهيئة قرارا من "العليا الإسرائيلية" والقاضي بتجميد أمر هدم قرية الخان الأحمر حتى 15/8/2018، وعقد جلسة أخرى للمحكمة لإعادة النظر في هذا الملف، بعد أن كانت اتخذت قرارا سابقا بالهدم والترحيل.
وقال عساف: "إن هذه المشاركة من رجال الدين المسلمين والمسيحيين، ما هي إلا تأكيد على أننا جميعا نقف في وجه الاحتلال ضد العقوبات الجماعية، وتأكيد على حق شعبنا في البقاء على أرضه ووقوفه ضد إجراءات الاحتلال، وهي جزء من سلسلة مستمرة من الفعاليات التي لن تتوقف حتى نصل إلى القرار النهائي بتثبيت هذا التجمع".
وأكد دعم القيادة برئاسة الرئيس محمود عباس والحكومة المطلق للخان الأحمر والتجمعات البدوية المحيطة، من أجل البقاء والصمود على هذه الأرض.
بدوره، قال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش: "إننا هنا على هذه الأرض قبل إسرائيل، وإن مشروع ترحيلنا عن أرضنا لن يتكرر".
وأوضح أن المؤتمر جاء لدعم صمود مواطني القرية، ورفضا للاستيطان والتهجير، داعيا العالم أجمع للتدخل لوقف الظلم التاريخي على شعبنا.
وأضاف: "باسم المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين جئنا لنقول إن شعبنا موحد في الدفاع عن أرضنا، ونحن هنا على هذه الأرض قبل إسرائيل ولن يتكرر مشروع ترحيلنا عنها".
وأوضح أن السلام يبدأ برحيل الاحتلال عن كافة أرضنا الفلسطينية بما فيها القدس، وأن شعبنا منتصر لا محالة، وكلما هدم بيت سنعيد بناءه فورا وكلما اقتلعت شجرة سنزرع 10 أشجار غيرها.
وقال: "إن الخان الأحمر سيبقى وإن المسميات التي يطلقها الاحتلال إنما هي إلى زوال".
وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس قدم مقعدي حج لوالد ووالدة الأسيرة سارة أبو داهوك، ومقعد حج لقرية جبل البابا المهددة هي الأخرى بالاقتلاع والتهجير، كمكرمة رئاسية للتعبير عن الاعتزاز والتقدير وخالص الاحترام لأبناء شعبنا.
من جهته، قال راعي الطائفة الأرثوذكسية في مدينة رام الله، عضو المجلس الوطني الأب إلياس عواد: "نحن هنا شعب واحد مسيحيين ومسلمين نقف يدا واحدة ندافع عن أرضنا الفلسطينية التي تتعرض لانتهاك المستوطنين والمستوطنات غير القانونية والشرعية، وتهجير أبناء شعبنا أصحاب الأرض الأصليين".
وأضاف أننا "نقف هنا لنرسل رسالة إلى العالم أجمع مسيحيين ومسلمين، أن الأوان آن لأن تقفوا مع أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد على أرضه، وللضغط على الاحتلال للتراجع عن انتهاكاته المستمرة".
وأكد أن على الاحتلال الانسحاب من أرضنا لنقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة الحرة، بدون حواجز وبدون جنود وبدون مستوطنين، دولة مترابطة مع بعضها البعض والقدس الشريف عاصتها.
من جهته اعتبر منسق حملة انقاذ الخان الاحمر في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبدالله ابو رحمة، ان "الخان" يمثل اليوم كل التحدي والصمود في وجه مشروع التهويد والتطهير العرقي، آملا ان يتحرك العالم تجاه وضع حد لغطرسة الاحتلال واقتلاع وتشريد السكان الاصليين من ارضهم.
وقال ابو رحمة، "اننا سنبقى في الخان الاحمر وسنواصل الفعاليات والحشد وصولا للانتصار فهذه ارضنا ولن ينجح المحتل باخراجنا منها لن نرحل سنبقى وسنبني".
وفي كلمة قرية الخان الاحمر قال محمود ابو داهوك، "اننا نخوض هذه المعركة منذ 13 عاما مورس علينا خلالها الكثير من الضغوط لكي نرحل ونترك منازلنا لكن موقفنا كان واضحا منذ البداية بالبقاء والتمسك بحقنا بالوجود ورفضنا كل الضغوط واستمرينا في صمودنا وحماية ارضنا.
وتوجه ابو داهوك، الى الكل الفلسطيني بالالتفاف حول قضيتنا العادلة وحقنا بالبقاء والبناء ليس فقط الخان الاحمر فكل فلسطين بفعل الاحتلال وممارساته هي الخان الاحمر.
وشدد امين سر اقليم حركة فتح بالقدس شادي المطور، على ان الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحية جاءوا اليوم للدفاع عن الخان الاحمر والوقوف بوجه الاحتلال لاننا شعب موحد عانى ما عانه لكنه اصر على البقاء وهذا ما تراهن عليه القيادة ارادة شعب صلبة لا تنكسر امام كل الغطرسة وانتهاك الحقوق.
واوضح المطور ان الكل الفلسطيني مستهدف اليوم فالاحتلال لا يستثني احدا الامر الذي يتطلب منا وقفة جدية الكل معا يدا بيدا امام خطة التهويد وسرقة الارض وتهجير السكان للتوسع الاستيطاني الذي يلتهم ارضنا ويعزل القدس عن محيطها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها