نقل عن مسئول في إدارة الرئيس أوباما أن أمريكا تهدف إلى إيجاد بديل عن توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، ومن شأن الحل البديل أن يغير الظروف والقوى الدافعة بشكل مفاجئ،أي أن السلطة الفلسطينية تمتلك الدعم والظروف المساعدة في توجهها إلى الأمم المتحدة، ولكنها لو وافقت على اقتراح أمريكا والغرب على العودة إلى طاولة المفاوضات مع الكيان الإسرائيلي فإن الظروف لن تكون في صالحها ولن تجد من يدعمها، أي أن المفاوضات تجعل الفلسطيني في أضعف حالاته.

أمريكا قادرة على إفشال خطة السيد الرئيس محمود عباس ولكن ليس بشكل كامل، فهي قادرة على مواجهة أي مشروع يقدم إلى مجلس الأمن بالفيتو المعهود، وبذلك لن تستطيع السلطة الحصول على مقعد دولة كاملة التمثيل في الأمم المتحدة ولكن يمكن للسلطة أن تغير وضعها في الأمم المتحدة من صفة مراقب لا يحق له التصويت إلى كيان لا يحق له التصويت وذلك لا يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن ولكن إلى قرار من الجمعية العمومية للأمم المتحدة، فإن حصلت السلطة على تلك الصفة فإنه يكون بمقدورها الانضمام إلى كثير من الهيئات التابعة للأمم المتحدة ما يتيح لها ملاحقة (إسرائيل) في محكمة الجنايات الدولية، ولهذا فإن الكثير من دول أوروبا _خاصة فرنسا_وكذلك أمريكا تعمل على تعطيل جهود السلطة الفلسطينية في ذلك الاتجاه.

لقد رأينا كيف يقف الغرب بكل ثقله من أجل إنقاذ مجرمي الحرب الإسرائيليين من الملاحقات القانونية، وكذلك كيف ادعى الغرب حرصه على العدالة والديمقراطية وحماية الأبرياء في ليبيا بشكل عملي وفي دول عربية أخرى بشكل شفهي تبعا لمصالحه، ولكنه سكت عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين، كما سكت عن مجازره التي ارتكبها في الأراضي الفلسطينية وخاصة إزاء المحرقة التي ارتكبها ضد شعبنا في قطاع غزة، فكل ذلك لم يحرك مشاعر الغرب ولا مشاعر الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي يحاول بكل الطرق إنقاذ القاتل شاليط باعتباره فرنسيا، وهذه ملاحظات يجب أن يثيرها المسئولون الفلسطينيون والعرب في كل المحافل الدولية...

فنحن لا يمكننا السكوت عن وصفنا بالإرهاب حين ندافع عن أنفسنا وأرضنا بلا سلاح ضد اليهود الذين يقتلون أطفالنا ونساءنا وشعبنا بمختلف أنواع الأسلحة الأمريكية وبتواطؤ أوروبي ، ولا يجب أن نسكت عن استمرار حصار قطاع غزة الذي تحاول الأمم المتحدة شرعنته بكل وقاحة، وكذلك فإنني أرى أن موقف السلطة المعاند للغرب ولـ(إسرائيل) بالتوجه إلى الأمم المتحدة أفضل بكثير من العودة إلى المفاوضات ويجب دعمه من كافة الفصائل الفلسطينية _وخاصة حماس والجهاد الإسلامي _ بالقدر الذي يساعد في وقف الجرائم التي تمارسها (إسرائيل) ولكن دون التورط بالاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني لأي شبر من فلسطين ولا بأي شكل من الأشكال.