أمسَكَني مِنْ رَقبَتي

مِنْ يدي الّتي تُؤْلِمني

مِنْ وطني

وأخرجَ ما في قلبي

وأفْرَغني

وتَرَكَني أُناشِدُ الحقيقةَ

يا وقتُ

فُكَّ قيدي مما أنا فيه

لوطني بقيةُ مكانٍ في عُنُقي

ينبغي أن لا ينفجرَ في رأسي

ينبغي لحريتي الهوجاء أن تهدأَ

وتفتحَ عينيها على أرضٍ

يتحلّقُ حولها أجناسٌ متعددةُ الوجوهِ

يا الله كم هُمْ كُثرٌ

الأرضُ تُحملق بهم

وهُمْ لا يأبَهونَ

يا وقتُ إفعلْ ما تشاء

2

تبدوُ الحياةُ في الأعالي

جميلةً

غَصَصْتُ بها مُدّةً طويلةً على دروبِ الشغبِ

ثرثرتْ معي حتى انفلقتْ

نطَحتني كثورٍ

وألقتني في بحرِ الظّلماتِ

ثمَ كَنَسَتْ قنابلَ الطريقِ

من أمامِ العصافيرِ

حتى تقفَ على أرجُلِها

في أنحاء العالم

3

أرضُ حياتِي تستحِقُّ زهرةَ اللهِ

الّتي أصبحَتْ مَعَ الوقتِ خارجَ الدّنيا

متروكةً ليومِ عطلةٍ

لتسقِيَهَا قلوبُ العالمِ

حتّى تستيقظَ في الصّباحِ

4

المرأةُ نصفُ العالمِ

نصفُ الحياةِ

نصفُ المجتمعِ

نصفُ الرّجلِ

أُمّ الدّنيا

المرأةُ لا تنسى الحبَّ

ولا تَنْسى الحربَ

تقولُ بالأمسِ التقيْنَا

واليومَ افترقْنَا

المرأةُ الّتي تجلسُ على حجرِ

مكتوفةَ اليدينِ

ترنُو الى الحقولِ

تريدُ أنْ تَحْيَا

لا تأبهُ للألمِ

تلكَ المرأةُ تطحنُ الغيبَ بأضراسِهَا

البردُ، والوجعُ، والثلجُ، والنوافِذُ بين يدَيْهَا

من الصعبِ أن ننساها

5

دعُوا الحياةَ تَمضِي الى مُبْتَغَاها

ما كلُّ أمنيةٍ تظلُّ عاليةً

غَصْباً عَنْ دَمِ القَتيلِ

يلعبُونَ على أرضِ فلسطينَ بالرّصاصِ

ويبنُونَ لأولادِهِم ملاجِئَ

ملأُوا الغرفَ والخزائَِنَ وأرصِفَةَ الشّوارعِ والمستوطناتِ

باتَ لديهم سجناءُ بتهمٍ متفاوتةٍ

وأحقادٌ تلامسُ دموعَ عصافيرنا

حتى بتنا غرباء

فمَنْ يعيْدُهُمْ الى الخارجِ

6

تطيرُ الى القمرِ

تَطيرُ الى اللغةِ

تحفُّ بالأرضِ

تحفُّ بالسّماءِِ

تسيرُ في الشُوارعِ بِلا معْنَى

تتألّمُ

تَتَشبّثُ بالأرضِ

تسبحُ في النّهرِ بلا زورقٍ

إنّها وحيدةٌ

تعيشُ بخجل.

7

قبلَ أنْ يأخذَ ورقةً وقلماً ليكتبَ

دَهَسَتْهُ الحياةُ بعَجَلاتِها اليابسةِ

لَفَظَتْهُ كحبِّةِ تمرٍ من بينِ أصابِعِها

لمْ يعدْ باستطاعَتِهِ أنْ يرسُمَ

غَفَا على كفِّ الرّصيفِ  ولمْ ينهَضْ

انْتَزَعُوا ضِحكةَ قلبِهِ المتأخّرةَ

وَضَعُوهَا في زَوَايا البِلادِ عُرْبُونَ وفاءٍ

مِثْلَ قالبِ حَلْوى

مِثْلَ كيسِ محارِم

الّذي ذَهَبَ ليعيشَ مع المطرِ

وفي لسانِهِ نارٌ وقهرٌ

كصخْرةٍ على صدرِهِ

لمْ يجِدْ الفَرَاغَ لينطَحَهُ

كانَ سيغفرُ للفكرةِ

لَوْ مَنَحَتْهُ مفتاحَ الحريّةِ

لكنَّ الغرابَ وَصَلَ

وثمّةَ مَنْ يخافُ أنْ لا تصلَ اللّحظاتُ السعيدةُ

8

عَضَّ على الحُلمِ بأنيابهِ

غَصَّ بالطائرةِ

حَلُمَ بفراشةٍ غَنّتْ بشجنٍ

وسكبَتْ حريراً على مساكِبِ الوطنِ

أمسَكَ بيديهِ سنونوةً

وكتبَ كلماتٍ تنسابُ عذوبةً

في أُذُنَي مُسَلّحٍ

9

العنفُ المستشري في البلادِ

تتوجعُ منهُ المدنُ

تتوجعُ منهُ أيادِي الفقراءِ

تَرْتَجُّ مِنهُ مخيّلةُ الصّمتِ

كأنَّ موسمَ الحصادِ توقّفَ في منتصفِ الطريقِ

كأنّهُم يأخذُونَ مِنَ اللّيلِ عُزْلَتَهُ الكونيّةَ

وعِندَما يكثرُ رمادُ الحروبِ فوقَ أحزانِهِم

يَكْنُسُونَ المقابَر في الأعيادِ.