أكّد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مفوض عام التعبئة والتنظيم في المحافظات الجنوبية قطاع غزة أحمد حلس، على أنّ حركة "فتح" وإن غيرت من أساليبها وخياراتها وشعاراتها إلا أنّها لم تغير من أهدافها وثوابتها وقناعاتها، مشيرًا إلى أنّ ""فتح" انطلقت وهي تتجه نحو فلسطين والحقوق الفلسطينية ولن تتوقف إلّا بتحقيق هذه الأهداف، وكلما زاد الوقت وازدادت التحديات يزيد إصرارنا ونكون أقرب لتحقيق أهداف شعبنا"، مشددًا على أنّ حركة "فتح" لم تخدع شعبنا ولا العالم ورفعت شعار ثورة حتى النصر ولن تتوقف إلّا بالمحطة الأخيرة وهي التحرير والنصر .

وأضاف حلس، إنّ فتح لم تغادر الجماهير ولكن بحكم خيارتها الصعبة كانت عرضة للملاحظات والإنتقادات من الخصوم والجماهير، ولكن الملاحظ أنّ من كان ينتقدها بالبدايات ينحاز لقناعاتها ومسلكها بعد أن تتحقق الإنجازات ويسير في نفس طريقها، وكل يوم يثبت للجميع أنّ خط فتح الوطني والسياسي هو الخط الصحيح، مبيّنًا أنّه "نحن على ثقة بأنّ شعبنا معنا ولم يغادرنا ونحن بالتأكيد معه ولم نفاجأ بالحشد الجماهيري وهو دين في أعناقنا وأعناق حركة فتح وقيادتها".

ولفت حلس إلى أنّ "رسالة الجماهير لنا وكأنّها تقول لنا ما هو مطلوب من الجماهير قدمته، فهم قدموا دمائهم وجهدهم وعرقهم والتفافهم حول حركة فتح، فهذه الجماهير التي تعطي ما عليها تقول لنا أنّه على الحركة وقيادتها أن تكون عينها على الجماهير و"فتح" باعتقادي لن تخذل ولن تترك الجماهير، منوهاً إلى أنّه ربما تكون قد غابت حلة الانضباط والالتزام في فترة من الزمن ولكن هذا الانضباط ليس تغيير في حركة فتح وإنما هو عودة للأصول، أصول حركة فتح ولكن يجب أن يكون المسؤول عن هذا الجهد على قدر من الانضباط أيضاً، ونحن نعد شعبنا وجماهيرنا بأنّ هذا الوضع سيكون في تصاعد واستمرار."

وقال حلس، إنّه "لا يوجد رضا كامل عن العمل التنظيمي فالكمال لله وحده ولكن أقول أنّنا في الاتجاه الصحيح والأولوية لنا هو إعادة روح الانتماء والانضباط والالتزام لأبناء الحركة وترتيب البيت الفتحاوي واستعادة ثقة الجماهير بنا، ولفت إلى أنّ هذه المرحلة بالنسبة لي شخصياً هي مرحلة عمل وليس إعلام، لذلك أنا قليل الظهور للإعلام، فأنا أؤمن بأنّ العمل هو من يتحدث عنك ، لذلك فلا داعي للضجيج دون عمل ومن ناحية أخرى، محاولة لإعطاء المجال لإخوتي بالهيئة القيادية كلٌّ حسب اختصاصه، وليس مطلوباً مني أن أكون رجل إعلام ورجل تنظيم ورجل علاقات عامة، مؤكّداً على أنّ فتح ومنذ اللحظة الأولى هدفها وخيارها المصالحة الوطنية الفلسطينية، صحيح أنّ هناك عقبات وألغام بالطريق إلا أننا ماضون فيها دون رجعة، ونحن نعذر تشكك الناس من عدم إنجازها بسرعة ولكننا سنتجاوز كل الألغام والتحديات".

وعن المصالحة، كشف حلس أنّ المصالحة هي الهدف ، لا التسرع يحقق ما نريد ولا البطء غير المبرر يمكن أن يحل العقبات، فالأصل لدينا هو تحقيق المصالحة، ودعني أكون أكثر تفاؤلا المصالحة هي موقف وطني للجميع وموقف فتح، وأكّد على أن وعد بلفور سيسقط ووعد وقرار ترامب سيسقط وسيبقي الوعد الفلسطيني الذي يعمل بالجهد والعرق والدماء من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .

وبيّن حلس أنّ الضغوط التي تمارس على القيادة الفلسطينية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وسيكون هناك ضغوط ثانية وثالثة، ونحن لن نخضع لأي ابتزاز ولا أحد يمكن أن يملي على فلسطين وقيادتها، ففلسطين هي من تملي على العالم ما يجب أن يكون، وأضاف أنّ من يعتقد أنّه يستمد القوة من نظام أو مال أو إعلام هو واهم فالقوة تستمد من الجماهير، وبقوة فتح ووحدتها نذهب باتجاه قرار فلسطيني واحد تنطلق به القيادة الفلسطينية لمواجهة الضغوط .