لمناسبة اليوبيل الذهبي لانطلاقتها الخمسين، أحيت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" الذكرى بمسيرةٍ يوم الأحد 3-12-2017 تقدَّمتها فرقة الطنابير التابعة لـ"منظمة الشبيبة الفلسطينية" والفرق الكشفية، وحملة أعلام فلسطين ورايات الجبهة، حيثُ جالت مخيّم عين الحلوة وصولاً إلى مقبرة شهداء فلسطين في درب السيم، على أنغام الأناشيد الثورية وأغاني الجبهة الشعبية الحماسية.

وشاركَ في المسيرةِ أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء فتحي أبو العردات، ومسؤول الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبدالعال، وقائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وقائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، ومسؤولو فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني في منطقة صيدا، و"الحزب الديمقراطي الشعبي"، وضُبّاط القوّة الفلسطينية المشتركة واللجان الشعبية، ولجان الأحياء والقواطع والمؤسسات، وعددٌ من قادة الجبهة وقيادة الشعبية وكوادرها وأعضائها، وحشد جماهيري.

وبعد وضع أكاليل من الزهر على النصب التذكاري للجندي المجهول، وافتتاح مقبرة الشهداء التي أُعيدَ ترميمها، ألقى مسؤول "اللجان العمالية الشعبية الفلسطينية" خالد غنامي كلمةً ترحيبية حيَّا فيها كلَّ من تطوَّع لترميم وتزيين مقبرة الشهداء. ونوَّه بمعاني ورمزية الشهادة، وبتضحيات شعبنا الفلسطيني دفاعًا عن الوطن.

وحول موضوع ترميم المقبرة قال: "دعونا أعضاءنا وأصدقاءنا للمساهمة في العمل التطوعي لترميم وتجديد وتنظيف وتزيين مقبرة شهداء فلسطين، تعبيرًا عن امتناننا لكل من سبقنا في الشهادة، ولم نكتف بذلك بل طلبنا من المقتدرين التبرع لتغطية بعض النفقات المترافقة لهذا المشروع، وهنا لم ننسَ الأخوة في مؤسسة شؤون أسر الشهداء والجرحى في "م.ت.ف" وقيادة "م.ت.ف" في لبنان التي قدَّمت مشكورةً الدعم المالي المطلوب، وبفضل من قدَّم من وقته وجهده وعرقه وماله، وبعد أكثر من 500 ساعة عمل تطوعي نقف في مقبرة شهداء فلسطين مرمّمة مشجّرة مزيّنة، لتكون مزارًا لنا ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا، نُجدِّد على أرضها عهد الوطن والثورة".

كلمة "م.ت.ف" ألقاها فتحي أبو العردات، إذ قال: "جئتُ للمشاركة في احتفال افتتاح مقبرة الشهداء ولم أتردّد للحظة، لأهميّة هذه المناسبة وهذه المبادرة المشكورة، وهذا العمل التطوعي الذي رافق هذه الانطلاقة المجيدة لأخوتنا في الجبهة الشعبية.

ليست مصادفةً أن تتزامن مناسبات عديدة مع بعضها البعض، ذكرى المولد النبوي الشريف، وذكرى الميلاد المجيد، وذكرى انطلاقة "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ويوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وذكرى انطلاقة حركة "فتح". كلُّ هذه المناسبات نحييها كي تبقى فلسطين في الذاكرة وفي القلب وفي الوجدان".

وتوجَّه بالتحيّة إلى مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان ولأمينها العام وجميع أعضائها وكوادرها وللأسرى في المعتقلات الصهيونية ولجميع الشهداء الأبرار وأكَّد استمرار العمل الفلسطيني المشترك وضرورة تعزيز واستمرار الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام على الرغم من كل العقبات والصعاب التي تعترضها، وأضاف: "لا بدَّ أن تبقى أولوياتنا هنا في لبنان حماية الوجود الفلسطيني من النزف المستمر، ونحن نعرف أنَّ أمامنا تحديات وصعاب، وأنَّ مرحلة القلق لم تنتهِ، وهو المشروع المحاك ضد مخيّماتنا ووجودنا، كي لا تتكرَّر نكبات أخرى، كنكبة البارد ونكبة اليرموك والنكبة الكبرى في عام 1948. لتتوحَّد جهودنا جميعًا، وبتضحيات الشهداء، وبحفاظنا على وحدتنا، وبتعاوننا مع الأشقاء في لبنان نتغلب على محاولات التحريض على المخيمات".

وأشار أبو العردات إلى ضرورة عدم التدخُّل بالشأن الداخلي للبنان،وأكَّد أنَّ الفلسطينيين في لبنان ليسوا صندوق بريد، وليسوا كمًّا مهملا أو برسم الاستخدام. كما وجَّه التحية إلى اللجان العمالية الشعبية صاحبة المبادرة التطوعية، وللمتطوعين وللشؤون الاجتماعية، وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولسفارة دولة فلسطين في لبنان، ولـ"م.ت.ف" الذين قاموا بهذا الجهد المميَّز.

كلمة "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ألقاها مسؤولها في لبنان مروان عبدالعال، فقال: "اخترنا أن نكون هنا، وأن نطلق من "عين الحلوة" احتفالاتنا في مخيّمات لبنان باليوبيل الذهبي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من مخيّم الوجدان الفلسطيني، وفي حضرة أرواح طاهرة، وأنصاب وأضرحة ترمز إلى التضحية الصامتة والناطقة. الشهداء رمز الشرف الوطني، ولهذا الشرف الوطني ننتمي".

وتابع: نصف قرن في مدرسة الحكيم، هو يوم الانتماء للدرس والمبدأ، مدرسة الأخلاق التي لا تنحني أمام أحابيل ولعب السياسة، الفكر الذي تترجمه الممارسة بشكل خلّاق، وبصدق وبلا تزييف أو مواربة، مدرسة الوحدة الوطنية ومدرسة "م.ت.ف" التي تضع فلسطين فوق كل اعتبار ذاتي، أو تنظيمي، أو فئوي، أو شخصي، مدرسة المقاومة الشاملة الشامخة بإبداعها وابتكارها من الطلقة إلى الكلمة".

وعرض للتحدّيات والأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية وبحقوقنا وثوابتنا الوطنية، ولا سيما مسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتطبيع، ومحاولة اختلاق عدو وهمي بدل العدو الحقيقي وهو (إسرائيل).

وحول موضوع المخيّمات والوجود الفلسطيني في لبنان، قال: "أؤكِّد أنَّ الأفعال السلبية، والسياسات الخاطئة، والتعصُّب والانغلاق، والأفعال الشنيعة التي أودت بحيوات أناس، وأعصاب وسمعة هي تهدف إلى تغيير هوية المخيم، وتحويله إلى فزّاعة. كلُّ هذا يجري ليس بمعزل عن مؤامرة تصفية قضية اللاجئين"، وأضاف: "المخيّم يرمز إلى المناضل وليس القاتل، القتلة لا هُوية لهم وهُم ليسوا منا. المخيّم يرمز للشهيد والتضحية وليس للضحية المتكرّرة، والإنسان الفلسطيني صاحب حقٍّ وليس صاحبَ سوابق".

وأكَّد أنَّ شعب فلسطين له وطن تاريخي واحد اسمه فلسطين، محذِّرًا من الأفكار السلبية والإعلام السلبي الذي يهدف إلى زرع الشّك واليأس وروح الاستسلام، مشدِّدًا على التزام الفلسطينيين الحياد الإيجابي الذي لا ينحاز فيه الفلسطيني إلّا إلى السلم والاستقرار وضد عدو الأمّة كلّها، ويكون وجوده إيجابيًّا لمنع ما يؤذي لبنان والهُوية والقضية .

كما قدَّم التحية للمنظمات التي تنطلق من قدرة الجماهير، وعطاء الناس، وللمبادرات التطوعية، ووجَّه تحية إجلال للشهداء ولذويهم، وللأسرى، مؤكِّدًا مواصلة النضال حتى النّصر.