قال نائب رئيس مجلس نواب الشعب التونسي الشيخ عبد الفتاح مورو إننا مستمرون بحمل القضية الفلسطينية لكن نشعر بتقصير تجاهها، كما نشعر بأن الحق مهدد، ولا يكفي الحق وحده لأن ينتصر بدليل أن وعد بلفور المشؤوم قضية واهية لا ترتقي لمستوى النجاح.
وأضاف خلال مشاركته في ندوة لعدد من منظمات المجتمع المدني، لإلقاء نظرة تحليلية على مرور مائة عام على وعد بلفور المشؤوم، أمس الأربعاء، أن بريطانيا سعت لجمع كيان تربى في الغرب يحمل عقلاً قادراً على أن يتفهم أسباب الرقي مقابل شتات من العرب والمسلمين، وبسبب ضعفهم نجح مشروع بريطانيا، واليوم نحن نرى الطوق يشتد على أصحاب الحق وبسعي كيان الاحتلال لبناء حزام آمن حوله مستغلا الوضع العربي والإسلامي المشتت.
من جانبه، تطرق أستاذ التاريخ لبسيد علي المحجوبي إلى تاريخ جذور الحركة الصهيونية في فلسطين، وكيفية نشوء تلك الحركة خلال فترة الركود الاقتصادي التي أصابت العالم، خاصة أوروبا قبل منتصف القرن التاسع عشر ما تطلب التفكير في نقل الاقتصاد والبحث عن اليد العاملة في أماكن أخرى لتكون أسواقا لترويج سلع الدول الاستعمارية في حينه.
من ناحيته، قال الأستاذ المختص بالحركة الصهيونية علي منجور "نحن ضد الصهيونية السياسية التي اعتمدت على الاستيطان بفلسطين باستغلال أموال الأثرياء من اليهود، بالتوازي مع ربط العقيدة السياسية الدينية التي استغلت علاقاتها بالاستعمار البريطاني لتشكيل هذا الكيان وإعطاء أفكار لليهود في العالم بأن يكونوا مندمجين في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها رافعة شعار (كن يهوديا في بيتك ومواطننا في مكان آخر) حتى تنضج الظروف لنقلك.
وفي ختام الندوة صدر بيان عن المجتمعين تحت شعار (نداء من أحرار العالم بعد مائة عام عن تشريع احتلال فلسطين) سيتم ترجمته لجميع اللغات ومن ثم رفعه إلى الأمم المتحدة وسفارات الدول الأوروبية والأميركية والعالمية، يجدد ندائه لأحرار العالم وأنصار السلام وقوى المجتمع المدني فيه للحكومة البريطانية وحليفاتها الدول الاستعمارية السابقة حتى تعتذر للشعب الفلسطيني ولرئاسة الدولة الفلسطينية على ذلك الموقف وغيره من السياسات الاستعمارية التي تسببت منذ الحرب العالمية الأولى في معاناة شعب فلسطين طوال قرن كامل.
ويؤكد البيان مساندته الكاملة لموقف الرئاسة الفلسطينية التي تطالب بريطانيا بالاعتذار وبالعمل مع بقية الدول العظمى والدول الأعضاء في الأمم المتحدة لإنهاء احتلال فلسطين، وعلى ضمان قيام دولة عربية فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وتحرير كل الأرض العربية المحتلة في حرب 1967.
وفي سياق متصل، صدر عن جمعية إعلاميون من أجل فلسطين بيان إثر ندوة صحفية لمرور مائة عام على وعد بلفور المشؤوم، أكد إدانة ورفض هذا الوعد الذي أعطت بموجبه دولة الاستعمار البريطانية ما لا تملك لمن لا يستحق لعصابات استيطانية إجرامية وقع تجميعها من كل بقاع الأرض.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها