من وحي الانتصارات والتلاحم اللبناني الفلسطيني، أحيا الشعراء محمد سرور، وجهاد الحنفي، وطه العبد، وعايدة قزحيا، أمسيةً شعرية في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيَّم البص، بتنظيمٍ من جمعية "همسة سماء الثقافة الدانمارك" - فرع لبنان، وجمعية "الصداقة الفلسطينية الإيرانية"، و"اتحاد المرأة الفلسطينية" – فرع لبنان، وجمعية "التواصل اللبناني الفلسطيني"، و"المركز الثقافي الفلسطيني - البص"، والمكتب الطلابي لحركة "فتح" – شعبة البص.

وتقدَّم الحضور ممثِّلو الأحزاب والفصائل الفلسطينية والأحزاب والقوى الإسلامية والوطنية اللبنانية، وممثِّلو الجمعيات والمؤسسات في صور والمخيّمات الفلسطينية، وحشدٌ من الفعاليات الثقافية والدينية والوطنية اللبنانية والفلسطينية.

وبعد النشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، وترحيبٍ من رئيس جمعية "التواصل اللبناني الفلسطيني" عبد فقيه، ألقت عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان مسؤولة المكتب الحركي للمرأة زهرة الربيع الوكّال كلمةَ "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية"، وجَّهت فيها تحيّة إكبارٍ للقدس، العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ولأهلها الصامدين المرابطين باختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم، وأشادت بالوحدة الوطنية التي تجلَّت في أبهى صُوَرها في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، العنصرية، التي تعمل على تغيير واقع مدينة القدس وهويتها التاريخيّة، مؤكِّدةً أنَّ "المجتمع الدولي اليوم بات أكثر اقتناعاً بأنَّ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، هو سبب كل المصائب التي تعاني منها المنطقة والعالم".

ووجَّهت الوكّال التّحية إلى المقاومة في ذكرى انتصار تموز، وإلى الجيش اللبناني الذي يقاوم الإرهاب والاحتلال الإسرائيلي، وأكَّدت أنَّ "اللاجئين الفلسطينيين من خلال القيادة الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية هُم ضيوفٌ مؤقتون في لبنان لحين تمكُّنهم من العودة إلى وطنهم فلسطين، الذي اقتُلِعوا منه، ممّا يتطلَّب من الدولة اللبنانية إعادة النظر بضرورة إعطائهم الحقوق المدنية والإنسانية للعيش بكرامة".

وألقى كلمة "المركز الثقافي الفلسطيني" محمد موسى فقال: "كانت الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة) التي عمَّتْ جميع أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وكانت أول ظاهرةٍ في قاموس (ثقافة الانتصار)، وكان لها الأثرُ الكبير في إحياء القضية الفلسطينية".

وأضاف: "وبعدها جاءت الانتفاضة الثانية أي (انتفاضة الأقصى) التي شكَّلت تراكماً نضالياً لثقافة الانتصار عقِبَ اقتحام أرييل شارون يوم 28 أيلول 2000 باحاتِ الأقصى تحت حماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة بتوجيه من قِبلِ "إيهود باراك" رئيس وزراء العدو الإسرائيلي.

أمَّا الانتصار وثقافته في العام 2000، فكان بارزاً في الجنوب اللبناني من خلال المقاومة الإسلامية والوطنية، إذ لم يكن أمام "إسرائيل" في 25 أيار 2000 إلَّا الانسحاب من جنوب لبنان، بلا قيدٍ أو شرط (نقطة على السطر)".

ثُمَّ كانت حرب لبنان 2006، أو حرب تموز- حسب التسمية الشائعة في لبنان – وحرب لبنان الثانية- كما تسميها "إسرائيل"- والتي تُسمّى في بعض وسائل الإعلام العربية بالحرب الإسرائيلية على لبنان 2006 – أو بالعدوان الإسرائيلي على لبنان، أو حسب تسمية الإعلام الغربي مواجهة إسرائيل- حزبُ الله".

وتابع: "لقد شاركت مدينة غزة كغيرها من مدن وقرى الوطن الفلسطيني في جميع الثورات والإضرابات والمظاهرات التي عمَّت فلسطين منذ عشرينيات القرن الماضي، وفي العام 1956 احتلَّ الإسرائيليون القطاع، وانسحبوا منه في آذار 1957، وبعد هزيمة 1967 احتُلَّ القطاع مرةً أخرى من قِبَلِ "إسرائيل"، فقاومت غزة وشعبُها مقاومةَ شرسةً سنوات الاحتلال".

وأكَّد أنَّ الأسرى الفلسطينيين ونضالهم وثقافتهم رحيقُ ثقافة المقاومة للوصول إلى الانتصار، ونجومُ الحُريّة الذين ناضلوا من داخل معتقلات الاحتلال، وبدؤوا إضرابهم المفتوح عن الطعام، وخاضوا هذه المعركة وسمّوها معركة الكرامة.

ورأى أنَّ ثقافة الانتصار في القدس لها مغزى آخر حين احتفل شعبنا الفلسطيني في القدس بإرغام الصهاينةِ على إزالة البواباتِ الإلكترونيةِ والكاميرات عند باب الأسباط قرب الأقصى.

وختم كلمتَهُ قائلاً: "ثقافةُ الانتصار تشهد عليها الحدودُ اللبنانية السورية، وقد رُسِمت في الثامن والعشرين من آب في يوم التحرير الثاني، رسمها الشهداءُ من خلال الثلاثية الماسية "الجيش والشعب والمقاومة"، ليبقى لبنانُ عصيًّا على أيِّ احتلال".

وفي الختام كُرِّمَت ثُلَّةٌ من قيادة العمل الوطني.