بدعوة من "اللَّجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في معتقلات الاحتلال الصهيوني"، نُظِّم لقاءٌ تضامنيٌّ مع الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي في دار الندوة الشمالية في مدينة طرابلس اليوم الخميس 7-9-2017، بمشاركة رئيس "هيئة الأسرى والمحرَّرين الفلسطينيين" الوزير عيسى قراقع برفقة وفدٍ من الهيئة قادم من أرض فلسطين، وممثِّلي الفصائل الفلسطينية، والقوى والأحزاب اللبنانية، واللِّجان الشعبية، وفعاليات من مخيّمات الشَّمال ومدينة طرابلس والمنية.

قدَّمت اللقاء السيدة نسرين صبح بقسماصي، إذ رحَّبت بالوزير قراقع والوفد المرافق وبالحضور، وحيَّت باسم الحضور الأسرى في معتقلات الاحتلال الصهيوني، معتبرة أنهم أحرار في معتقلاتهم، وأننا جميعاً أسرى في كل بلدان العرب والمسلمين.

بدايةً كانت كلمة للِّجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في معتقلات الاحتلال الصهيوني ألقاها يحيى المعلم، أشار فيها إلى أهمية انعقاد لقاء خميس الأسرى بحضور الوزير عيسى قراقع وفي مدينة طرابلس التي قدَّمت العديد من الشهداء في جنوب لبنان من أجل فلسطين. ووجَّه التحية للأسرى في معتقلات الاحتلال وفي مقدّمهم يحيى سكاف. مطالباً كل الجهات الدولية بالكشف عن مصيره ومصير  المفقودين كافّةً.

ثمَّ ألقى أمين سر حركة "فتح" في الشَّمال أبو جهاد فياض كلمة حيا فيها مدينة طرابلس العروبة التي قدَّمت الشهداء من أبنائها لأجل حرية فلسطين، وهنّأ الشعب اللبناني بالانتصار الذي حقّقه الجيش على القوى الإرهابية في رأس بعلبك مطالبًا الحكومة اللبنانية بإعطاء حقي العمل والتملك لأبناء الشعب الفلسطيني كي يعيش بكرامة لحين العودة إلى فلسطين.

ووجَّه فياض التحية للوزير عيسى قراقع الذي يزور لبنان لإطلاعنا على أوضاع أسرانا وما يعانونه في المعتقلات الصهيونية. كما وجَّه التحية إلى جميع الأسرى في المعتقلات الصهيونية.

وأشار إلى أنَّ حكومة الاحتلال ما زالت تمارس الاعتقال الإداري التعسُّفي حيث وصل عدد الأسرى الإداريين إلى 500 معتقل، بينهم أطفال قاصري وعددهم 300 معتقل، وفي مقدمتهم البطل أحمد مناصرة.

وطالب فياض بحرية الأسرى واحترام كرامتهم الإنسانية، كما طالب المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال الصهيوني لتنفيذ كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بالأسرى والمعتقلين في ظل الحرب والاحتلال لأنَّ الشعب الفلسطيني يدفع ثمناً كبيراً نتيجة اعتقال أبنائه وتعرضهم لانتهاكات خطيرة.

ثمَّ ألقى رئيس جمعية "أمان" الدكتور محمد آلجزوري كلمة حيا فيها صمود الأسرى والمعتقلين في معتقلات الاحتلال الصهيوني. وقال: "لو كان فينا معتصم لما بقيت فلسطين محتلة، ولا أسرى في معتقلات المحتلين الصهاينة".

كلمة حزب "طليعة لبنان العربي الاشتراكي" ألقاها بشير مواس أكَّد فيها أنَّ "فلسطين تعتبر وجه نضالنا جميعًا، وتسكن صميم عقيدتنا الفكرية والسياسية، ولنا الفخر أنَّنا كنا عاملاً أساسياً في خيمة التضامن مع الأسرى في معتقلات الاحتلال في ساحة التل في طرابلس".

كلمة "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" ألقاها أبو فراس الذي وجَّه التحية للأسرى في معتقلات الاحتلال الصهيوني، مشدِّداً على الوحدة وإنهاء الانقسام، وداعياً القيادة الفلسطينية إلى اوضع قضية الأسرى في رأس سلّم الأولويات الوطنية.

ثُمَّ كانت كلمة أمين سر حركة "التوحيد الإسلامي" الشيخ بلال شعبان جاء فيها: "هناك من قدَّم روحه، وهناك من قدَّم حريته، ولكن الأسوأ أنَّنا صرنا جميعاً أسرى حزبيتنا وطوائفنا، كل حركاتنا وسيلة من أجل الهدف الأسمى وهو تحرير القدس".

وأضاف: "من كان يريد الأرض فلسطين أرض الزيتون، ومن كان مسلماً فالأقصى مسرى محمَّد، ومن كان مسيحياً ففلسطين مهد السيد المسيح".

وقال: "نقتتل فيما بيننا، و"إسرائيل" مرتاحة، وأسرانا يعانون الأمرَّين، غايتنا القدس، وموعدنا مع الأقصى،  رحم الله عواصمنا العربية وكلنا يقتتل، والقدس أسيرة بني صهيون".

 ثمَّ كانت كلمة للوزير عيسى قراقع جاء فيها: "إنَّ هذا اللقاء لهو دليل محبة وإخلاص وتعبير صادق عن الانتماء لفلسطين، ودليل على أنَّكم لم تنسوا إخوانكم في المعتقلات الصهيونية تهتفون لهم بالحرية، باسمهم وباسم عوائلهم وكل الشعب الفلسطيني أنقل لكم التحية.

نحن نتحدث عن ما يقارب المليون فلسطيني دخلوا المعتقلات الصهيونية منذ عام ٦٧، أي ثلث الشعب الفلسطيني. أكثر من ٤٠ أسير  لهم أكثر من ٢٠ عام نذكر منهم نائل البرغوثي، وهناك أسرى قد قضوا في معتقلات الصهاينة فترات أكثر من نيلسون مانديلا. نتحدث عن أسرى سقطوا شهداء وواجهوا الموت لأنَّهم رفضوا أن يتحولوا إلى لا شيء، صمد أسرانا في الإضرابات حيث سقط شهداء وجرحى.

قضية أسرانا توجب علينا أن نحملها إلى كل مكان من أجل إبراز معاناتهم وضرورة إطلاق سراحهم، يجب أن نتحرك وأن نحُرك الضمير العالمي للتضامن معهم وحمل قضيتهم. الأسرى ينتظرون منا أن نتحرك وأن ندعمهم وأن نُبرز المعاملة غير الإنسانية التي يمارسها الصهاينة بحق أسرانا. يجب أن نحول معاناتنا ومعاناة أسرانا إلى جهنم في وجه الاحتلال الصهيوني.

نحن يجب أن نكون أصحاب قضية، وأصحاب برنامج للتحرك الدولي من أجل محاكمة الصهاينة على جرائمهم اليومية بحق شبابنا الذين يتم إعدامهم ميدانياً أمام شاشات التلفزة، وهذه القضية يجب أن تشكل فضيحة للعدو الصهيوني. فلا يجوز أن تبقى قضية أسرانا ومعاناتهم وتعذيبهم بعيد عن الإعلام، ولا يجوز أن يكون هناك تعتيم على هذه المعاناة لأسرانا.

وهنا لا بد أن نسأل من الذي وضع المواثيق والمعاهدات والنصوص، ولذلك على العالم أن ينتصر لنفسه، وأن يفرض على سلطة الاحتلال الصهيوني العمل بنص وروح المعاهدات والمواثيق الدولية، ونحن نرفع الصوت باتجاه المجتمع الدولي والصليب الأحمر الدولي كي يبادر إلى أخد دوره نصرةً لشعب فلسطين وأسرى شعبنا في المعتقلات الصهيونية، فنحن نفتخر بصمود أسرانا الأبطال الذين يواجهون السَّجان الصهيوني.

 الصهاينة يكذبون على العالم ولكن الإعلام العربي مقصر، نحن لدينا المواد والحقائق وعندما تواجه العالم بالحقائق فانك سوف تنتصر على الأكاذيب الصهيونية.

 الدفاع عن الأسرى هو دفاع عن القدس والأقصى، والدفاع عن الأرض هو ما يساعد أسرانا على الصمود في السجن. الكل  الفلسطيني يجمع  على قضية الأسرى وهم موحدين وموحدين للشعب الفلسطيني".

وفي الختام قدَّم فياض درع القدس للوزير عيسى قراقع وللأستاذ يحيى المعلم تقديراً لجهودهما في خدمة قضية الأسرى في المعتقلات الصهيونية.