بدعوة من سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، وتضامنًا مع الأسرى في معتقلات الاحتلال الصهيوني عقد رئيس "هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين" الوزير عيسى قراقع لقاءً فلسطينياً لبنانياً للتضامن مع الأسرى في معتقلات الاحتلال، وذلك في مقر سفارة دولة فلسطين في لبنان، عصر اليوم الأربعاء ٦-٩- ٢٠١٧.

وحضر اللقاء سفير دولة فلسطين لدى كردستان نظمي حزوري، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، وعضوا المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة وآمنة جبريل، ومنسِّق عام "الحملة الأهلية لنُصرة فلسطين وقضايا الأمة" معن بشور، وممثِّلو وقادة الفصائل والقوى الإسلامية والفلسطينية، وأمين سر وأعضاء قيادة حركة"فتح" - إقليم لبنان، وقيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثِّلون عن: "التيار الوطني الحر" و"حزب الاتحاد" و"حزب الله" وحركة "أمل" و"الحزب العربي الديمقراطي" و"ندوة العمل الوطني" و"المؤتمر الشعبي اللبناني" و"حزب الوفاء اللبناني"، إلى جانب رئيس "مركز الخيام لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب"، ومسؤول "مؤسسة رعاية أُسَر الشهداء والجرحى" في لبنان، ومسؤول لجنة المتقاعدين في بيروت، وعددٍ من الأسرى المحرَّرين اللبنانيين والفلسطينيين،  وحشدٍ من أهالي المخيّمات في بيروت.

  بدأ الاحتفال بالنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، تلاهما الوقوف دقيقة صمت، وقراءة الفاتحة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية والأُمَّتين العربية والإسلامية ولروح الشهيد محمد سعيد الرازم "فتحي البحرية".

وكانت كلمة مقتضبة لأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، ثمَّن فيها دور الأسرى الذين حقَّقوا الانتصار تلو الآخر بالمعارك التي خاضوها، وكان آخرها إذعان الاحتلال الصهيوني لطلبات الأسرى والمعتقلين بعد معركة الأمعاء الخاوية.

ونوّه أبو العردات إلى أنَّ تحويل لجان الأسرى والمعتقلين يوم خميس من كل شهر يوماً للتضامن مع الأسرى، شكَّل الرافعة المعنوية للأسرى والمعتقلين.

وفي ختام كلمته عزّى أبو العردات الشعب اللبناني بمصابه الأليم باستشهاد جنوده الأسرى من المؤسسة العسكرية اللبنانية.

وكانت كلمة لرئيس "هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين" الوزير عيسى قراقع شكرَ فيها كلَّ من دافع ودعم قضيّة الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ناقلاً تحيات عوائل الأسرى إلى الشعب الفلسطيني الصّامد في لبنان.

وأشار قراقع إلى أنَّ الأسرى الفلسطينيين يعانون من أشدِّ أنواع الإرهاب، وهو إرهاب الدولة الذي يُمارَس على الآلاف من الأسرى الفلسطينيين، مؤكِّداً أنَّ قضيّة الأسرى هي من أكثر القضايا المحقّة. ونوّه إلى أنَّ عدد الأسرى الفلسطينيين منذ الاحتلال لغاية يومنا هذا بلغ ١ مليون أسير، ممَّا يعني أنَّ ربع الشعب الفلسطيني مارست عليه إسرائيل إرهاب دولة.

وشدَّد الوزير قراقع على أنَّ المسعى الرئيس للاحتلال هو تصوير كلِّ مَن ينبذُ الاحتلال على أنَّه مجرم والأسرى على أنّهم إرهابيون والكيان الصهيوني هو الضحية، مؤكِّداً أنَّ الضحية الأولى والوحيدة للإرهاب الصهيوني هي الشعب الفلسطيني والعائلات الفلسطينية.

ورأى قراقع أنَّ الهجمة اليوم على الأسرى ومحاولات الإدارة الأميركية والصهيونية تجريم كلّ مَن يواجه الاحتلال، لهي أخطر ما يواجهه الأسرى اليوم في معتقلات الاحتلال، وهو ما واجهته الرئاسة الفلسطينية بعدم تخليها عن ملف الأسرى واستمرار دعم عائلاتهم، داعياً الأُمّم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إجراء تحقيقات شفافة تكشف فضيحة الأسرى والتعامل معهم في معتقلات الاحتلال.

وانتقد الوزير قراقع دور الإعلام بعدم تسليط الضوء يومياً على قضية الأسرى، معتبراً أنَّ أفضل ردٍّ على ذلك يكون من خلال تبني قضايا الأسرى، وفضح كلِّ مَن قام بالمجازر، ودعمَها وموَّلها ضدَّ الشعب الفلسطيني.

وأكَّد قراقع أنَّ غطرسة "إسرائيل" أوصلتها إلى الإبقاء على جثامين بعض الأسرى فيما يُعرَف بِاسم مقابر الأرقام، وسياسة الانتقام التي تمارسها بما فيها من اعتقال تعسُّفي واعتقال للقاصرين، يرقى إلى مستوى الجرائم بحق الإنسانية، واصفاً "إسرائيل" بالدولة العنصرية التي لا تُعير أهميّة للقانون الدولي الذي يحفظ حقوق الأسرى حسب اتفاقية جنيف وميثاق الأمم المتحدة.

ولفت إلى أنَّ الإضراب الأخير الذي خاضه الأسرى في معتقلات الاحتلال كان يهدف إلى كسر شوكة الأسرى معنوياً وإنسانياً والاستهانة بكراماتهم، لكن الأهداف الصهيونية باءت بالفشل نتيجة للوحدة بين الأسرى، والالتفاف الشعبي حول هذه القضية المحقّة.

وكانت مداخلة لرئيس مركز الخيام محمد صفا انتقدَ فيها العجز الدولي والعربي تجاه قضية الأسرى والمعتقلين، داعياً إلى تحويل القضية الفلسطينية إلى قضية مركزية.

وكانت مداخلة ثانية لممثِّل "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" في لبنان علي فيصل دعا فيها إلى تحويل قضية الأسرى الفلسطينيين إلى قضية تُحاكَم عليها "إسرائيل".