شدَّد قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهبّاش، على أنَّ استهداف المسجد الأقصى المبارك يعني استهداف كرامة ووجود وضمير وعقيدة الأمة الدينية والإيمانية جمعاء.

وأضاف الهبّاش خلال خطبة الجمعة اليوم في 4-8-2017 في مسجد التشريفات في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، بحضور رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، وعدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين: "إنَّ المقدسيين والمرابطين دافعوا حتى الرمق الأخير عن أقصاهم ومقدساتهم، في لحظات ومواقف تاريخية".

وأردف: "إنَّه لم يتخلَّف عن الدفاع عن الحرم القدسي سوى المتخاذلين، الذين لم يصدر عنهم موقف أو كلمة، بل ذهبوا لافتعال التجاذبات الداخلية، حتى يحرفوا أنظار الناس عن معركتهم الأساسية، فهؤلاء سقطوا في امتحان "الأقصى" ومعركته وتجلَّت حقيقتهم بين الناس".

وتساءل الهباش: "أي معنى لعقد اجتماع لما يُسمَّى اجتماع المجلس التشريعي بينما الدم ينزف في "الأقصى"، والكلُّ متجه للمعركة ومنخرط فيها، أي معنى إلا خيانة الدم والأقصى، هذه هي الحقيقة".

وأشار إلى أنَّ قضية القدس والأقصى يُصنَع بها التاريخ، ولا يتخلَّف عن الانخراط فيها إلا القاعدون المخالفون، مضيفًا: "إنَّ اتهامات "حماس" بأنَّ (تضحياتنا تهدف إلى إبراز القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وتلميعها)، باطلة".

ولفت الهباش إلى أنَّ القيادة الفلسطينية التي تحمل لواء شرعية الوطن، طرحت مبادرة واضحة وصادقة لطي الصفحة القاتمة من الانقسام، ودعت "حماس" لحل حكومة الانفصال التي يُسمّونها اللجنة الإدارية، والتي تعد حكومة فرقة وتشرذم وتطعن القدس في خاصرتها.

وأكمل: "إن القيادة أبلغتهم بضرورة تمكين حكومة الوفاق الوطني التي وافقت عليها من العمل لرفع الغمى والأسى عن قطاع غزة، والعودة إلى الشعب الذي هو صاحب السيادة ليقول كلمته الفصل، من خلال الانتخابات وصندوق الاقتراع".

وأشار الهباش إلى أنَّ مبادرة القيادة الفلسطينية واضحة، لكن "حماس" خرجت بكلام يحمل في طياته الكثير من "الاستهانة" بعقول المواطنين، الذين باتوا يعرفون الحقيقة ولم تعد المواقف تخفى عليهم، قائلاً إنَّ الذي أدار معركة الأقصى بمنتهى الوعي، قادر على أن يكشف لعبة "حماس" السخيفة.

وتابع: "هذه المبادرة الوحيدة مطروحة على الطاولة، ومن يريد الوحدة عليه أن يتبناها، ونحن لن نفرِّط بحق شعبنا، ولن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما تمارسه قيادة حماس بمصير الشعب الفلسطيني، وبعض القوى الإقليمية".

واختتم الهباش: "المبادرة ما زالت مطروحة، وكما قال الرئيس إنَّنا سنتَّخذ إجراءات غير مسبوقة ضدَّ الانقسام، وليس ضد أهلنا في القطاع، لأنَّ طي هذه الصفحة يتطلَّب قرارات صارمة وقوية ولا تحابي ولا تجامل على حساب الحق".