قديماً كان الفلسطينيون يعتمدون على المدفع الرمضاني؛ لمعرفة موعد الإفطار أو السحور، نتيجة لعدم وجود مكبرات الصوت التي تعلو المساجد بهذه الكثرة كما هو اليوم، فعلى منصة مرتفعة داخل مقر بلدية غزة، يوجد المدفع الرمضاني الذي اعتاد الغزيون على سماعه على مدار سنوات طوال؛ لكنه توقف عن العمل منذ 1967، فالمدفع لا يعتبر مجرد مدفع فقط بقدر ما هو رمز للأصالة والعراقة والماضي والإرث الفلسطيني والعربي.
حال مدفع غزة لا يختلف كثيراً عن مدفع نابلس الموجود في بلدية نابلس، والذي لا يعمل منذ أكثر من 17 عاماً، كذلك مدفع الخليل الذي كان موجوداً في حي "تل ارميدة" وسط مدينة الخليل، لكن المستوطنين الإسرائيليين قاموا بسرقته ومن ثم إخفائه.
وفي قديم الزمان كأن الفلسطينيون ينتظرون سماع المدفع الرمضاني، لكي ينبههم إلى موعد الإفطار أو حتى السحور، لكن أغلب المدافع توقفت عن العمل بسبب الانتهاكات والمضايقات الإسرائيلية التي يقوم بها الاحتلال، إضافة إلى ظهور وسائل تنبيه أخرى بسبب التطور التكنولوجي. 
"المدفع الرمضاني" يعتبر جزءاً من التراث والعادات والتقاليد، وكان يتواجد داخل المدن الفلسطينية المختلفة الساحلية منها، إضافة إلى تواجده في الأحياء العربية؛ لكن المدافع في فلسطين توقفت عن العمل، عدا مدفع القدس الذي ظل يعمل وفق اتفاقية وقعتها الأردن مع إسرائيل.
فالمدفع هو عبارة عن مدفع يستخدم كأسلوب إعلان عن موعد الإفطار وإخبار الناس أن موعد الإفطار قد حان، فيعتبر من التقاليد التي تتبعها الدول العربية والمجتمعات الإسلامية بإطلاق قذيفة صوتية لحظة غروب الشمس.
ويقول مدير عام الهندسة والتخطيط ببلدية غزة الدكتور نهاد المغني: يعود أصل المدفع الرمضاني الموجود في مقر بلدية غزة إلى القرن التاسع عشر، وتم استخدامه في فترة الدولة العثمانية بإطلاق قذيفة للإعلان عن موعد الإفطار والإمساك أو حتى موسم الأعياد إلى أن توقف عن العمل في عام 1967 بسبب المضايقات والانتهاكات الإسرائيلية آنذاك.
وأضاف المغني، "في العام 1995 تم ترميم المدفع وعرضه داخل مقر البلدية كونه يعتبر جزءاً من التراث الفلسطيني القديم، إضافة إلى أنه عبر عن مرحلة من المراحل التي مرت بها مدينة غزة.
وتابع المغني قائلاً:" المدفع الرمضاني الموجود في غزة، لا يعمل وذلك بسبب وجود نقص في بعض القطع التي يحتاجها المدفع، إضافة إلى ظهور وسائل أخرى للتنبيه منها مبكرات الصوت".
ويشرف على إطلاق المدفع الوحيد في فلسطين الذي يعمل، والموجود في مدينة القدس عائلة صندوقة منذ أكثر من 125 عاماً، إضافة إلى اهتمامها بالمدفع بالصيانة الدائمة، المقدسي رجائي صندوقة (55 عاماً) أحد أفراد العائلة، يعمل على إطلاق المدفع طوال السنوات الماضية، والذي يوجد أعلى أحد التلال بمقبرة صلاح الدين بمدينة القدس.
تعلم صندوقة إطلاق المدفع من والده، فلقد استلم إطلاق المدفع منه في العام 1988، ويعود عمر المدفع الزمني إلى العام 1891، فأغلب المدافع الفلسطينية توقفت عن العمل مع الانتفاضة الأولى.
وأوضح صندوق أنه وبالرغم من أن المدفع الذي نقوم بإطلاقه يعتبر من العادات الفلسطينية إلا أن هناك مضايقات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بحجة أن المدفع غير مرخص، إضافة إلى أنهم يقومون بتحديد نوع البارود المخصص للمدفع.
أما المختص بالتراث الفلسطيني طارق أبو دية فقال: "كان يوجد داخل فلسطين العديد من المدافع القديمة؛ لكنه توقفت عن العمل بسبب  السياسة الإسرائيلية المتعبة، والتي تحول دون عمل هذه المدافع.
وتابع قائلاً:" المدفع لا يعتبر بالنسبة للفلسطينيين مجرد مدفع بل هو رمز التراث الفلسطيني والعادات والتقاليد، لذا تسعى إسرائيل إلى طمس هذا الجزء التراثي، فهي تمنع أي مدفع في فلسطين من العمل عدا مدفع القدس، والذي يعمل وفق اتفاقية وقعتها الأردن مع إسرائيل تنص على مراعاة الأمور الإسلامية بدون مضايقات ومن ضمن الاتفاقية كان مدفع القدس، لكن بشروط معقدة.