على صفحات التواصل الاجتماعي ومع بداية فصل الربيع كثرت صور الأفاعي التي اصطادها المواطنون بالقرب من أماكن سكناهم، أو على مداخل منازلهم، وفي أراضيهم.
وفي كل يوم تقريبا ترد اطفائية بلدية نابلس بلاغات عن وجود أفاعي في مناطق مختلفة في المدينة، فيتوجه عناصرها بسرعة الى المكان، فإذا لحقت بها قبل أن تختفي فإنها تقوم بقتلها تحسبا لمنع لدغها للمواطنين، لكن ومع ذلك تسجل بعض حالات لدغ الأفاعي أحياناً عندما تباغت الأفعى الانسان وهو غير منتبه لوجودها وتلسعه.
وأشارت مديرة الصيدلة في الادارة العامة للمستشفيات صفاء بليبلة إلى أن من تلسعه أفعى عليه التوجه فورا لأقرب مستشفى حكومي للحصول على المصل.
وقالت إن المصل المضاد للدغة الأفعى "فيبرا باليستاين" أي (أفعى فلسطين المرقطة) متواجد في معظم المستشفيات الحكومية .
وأشارت إلى أن كل مصاب بلدغة أفعى يحتاج من 15 الى 20 ابرة من الأمصال، وكل واحدة منها ثمنها 5 آلاف شيقل، ويتم شراؤها من اسرائيل.
وللحصول على مصل بذات المواصفات وأقل تكلفة قامت الوزارة خلال العام الماضي الترتيب مع مصر وارسال المواصفات الخاصة بالأفعى والمصل، وتم تصنيعه بمصر وصرف لعدد من الحالات وثبتت نجاعته.
فكل لدغة أفعى تكلف وزارة الصحة قرابة 100 ألف شيقل ثمن المصل الذي يعطى للشخص الملدوغ الواحد.
وفي كل عام يتم صرف من 800 الى 1000 ابرة من المستشفيات الحكومية في الضفة الغربية.
وأشارت إلى أنه لم تسجل أي حالة وفاة نتيجة لدغ الأفاعي خلال العامين الأخيرين.
وقالت إنه خلال هذا العام استقبلت المستشفيات الحكومية من 25 الى 30 حالة لدغ أفاعي، فأكثر موسم للدغ الأفاعي هو خلال شهري 2 و3 عن بقية أيام العام لأنها تكون في البداية.
ونوهت بليبلة إلى أنه على أي مواطن تقوم أفعى بلدغه الاسراع لأقرب مستشفى حكومي للحصول على المصل ومراقبة حالته الصحية، مع اجراء فحوصات أخرى واعطائه أدوية اضافية تجنبا لحصول تسمم.
وقال المدير الطبي في مستشفى الوطني في نابلس، والاستشاري الباطني عمار راشد لـ"وفا" إن المريض الملدوغ بالأفعى يوضع تحت المراقبة داخل المستشفى، وهناك حالات يصل بها الأمر للبقاء مدة أسبوع تحت المراقبة، وذلك تبعا لمدى سمية الأفعى التي لدغت.
ويعطى المريض أدوية معينة خاصة بالحساسية، ومضادا حيويا كوقاية من حصول أي التهاب مكان اللدغة.
وأشار إلى أن لدغات الأفاعي بالذات تسبب تورما مكان اللدغة فيكون مراقبة مكان التورم هو السبيل لمدى معرفة فعالية تجاوب الجسم للمصل.
ويتم القيام بفحوصات دم دورية لمعرفة مدى تميع الدم للقيام باللازم حيال ذلك.
وطمأن راشد الجميع بأنه المستشفيات الحكومية لديها جاهزية لتلافي مضاعفات لدغات الأفاعي، "لكن على الجميع الحذر والانتباه خاصة بما يتعلق بالأطفال خلال لعبهم خارج المنازل، لكي لا يكونوا عرضة للدغات الأفاعي السامة".
وحول أنواع الأفاعي في فلسطين قال مدير جمعية الحياة البرية عماد الأطرش إن في الضفة الغربية تم تسجيل 30 نوعا من الأفاعي، وفي فلسطين الطبيعية 37 نوعا، وأشار إلى أن هناك أربعة أنواع من الأفاعي السامة في فلسطين، وأكثرها عددا وانتشارا هي الأفعى الفلسطينية المرقطة، وسميت بالفلسطينية لأنها اكتشفت لأول مرة في فلسطين في الفترة ما بين 1800 و1850 ومنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتتواجد في أماكن مصادر المياه أو الصرف الصحي، ولذلك فهي تكثر بجانب المنازل والمزروعات، لتواجد المياه هناك، لذا هي تسجل أكثر عدد للدغات من غيرها لأنها قريبة من الانسان، ومنتشرة بكثرة في المدن والقرى المختلفة.
وأشار الأطرش إلى أن النوع الثاني المنتشر هو السجادة ومتواجدة في السفوح الشرقية، وسجلت الحياة البرية رؤية لها في مناطق عنبتا وطولكرم.
والنوع الثالث السام هو الصل الأسود (الخبيث) وموجود في مناطق البحر الميت وأريحا، والآن متواجد في السفوح الشرقية لسلسلة جبال القدس.
والنوع الرابع هي أفعى القرناء ومنتشرة في السفوح الشرقية لكن بأعداد أقل من السجادة.
وأشار الأطرش إلى أن هناك 5 أنواع من الأفاعي لديها نصف سمية والأكثر انتشارا منها هي أفعى الحقل وطولها متران وأربعون سنتيمترا.
وقال الاطرش إنه وبشكل عام الأفعى غير مهاجمة وجبانة فهي تهرب بسرعة، اضافة إلى أن الأفعى السامة بطيئة الحركة نتيجة وجود السم بها، لكن لا يخلو الأمر من تسجيل لدغات الأفاعي بشكل متكرر.
ودعا المواطنون إلى الحذر خلال المشي خصوصا في المناطق القريبة من مصادر المياه
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها