على أثر زيارته إلى لبنان زار معالي وزير الثقافة الفلسطينية إيهاب بسيسو والوفد المرافق القادم من فلسطين: رئيس لجنة الدفاع عن تراث القدس اللواء بلال النتشة؛ وعضو المجلس الثوري يونس العمّوري؛ يرافقهم عضو المجلس الثوري فتحي أبو العردات؛ والمستشار الأول في سفارة دولة فلسطين في لبنان ماهر مشيعل، مثوى شهداء الثورة الفلسطينية عند مستديرة شاتيلا، ظهر الأربعاء 2017/5/17 ووضعوا أكليلاً من الورد باسم الوزير بسيسو واللواء النتشة، على النصب التذكاري لشهداء مخيم تل الزعتر، بعد أن جالوا في أرجاء المقبرة، وقرأوا الفاتحة لأرواح القادة الفلسطينيين وكل شهداء الثورة الفلسطينية.

كان في استقبال الوفد أمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، والكادر الفتحاوي في مخيمات بيروت.

وألقى الوزير بسيسو كلمة مقتضبة، جاء فيها: "شهداء فلسطين وشهداء الثورة الفلسطينية فدوا أرواحهم من أجل حرية فلسطين، إن وجودنا اليوم هنا ليؤكد على أهمية الذاكرة في نحت ملامحنا الوطنية وفي تثبيت الهوية الوطنية في مواجهة كل التحديات التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي ضد شعبنا، وهي أيضاً رسالة وحدة وطنية، هذه المقبرة مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية إنما هي تمثل رسالة الوحدة الفلسطينية، الكل الفلسطيني من أجل حرية فلسطين".

من واجبنا أن نكون هنا في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية بالتزامن مع ذكرى النكبة الـ 69 للتأكيد على حقنا في العودة، وحقنا في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، انطلاقاً من مقام الشهداء الأسمى منا جميعاً.

بعدها توجه الوزير بسيسو والوفد إلى مخيم شاتيلا، وزاروا خلالها مقبرة الشهيد القائد علي أبو طوق وقرأوا الفاتحة لأرواح الشهداء. توجهوا بعدها إلى خيمتي الإعتصام في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة. وكان في استقبالهم في المخيمين: مدير منطقة لبنان الوسطى في الأونروا محمد خالد والمعتصمون في الخيمتين، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني.

وألقى بسيسو كلمة بالمعتصمين جاء فيها: "يشرفنا أن نكون هنا اليوم في مخيم الصمود ومخيم التحدي ومخيم الشهداء، يشرفنا أن نكون هنا اليوم أنا وأخي اللواء بلال النتشة في خيمة التضامن والدعم والإسناد لإضراب أسرانا المفتوح عن الطعام. إنَّ وجودنا هنا بينكم إنما يؤكد على أن قضيتنا واحدة ومطالبنا واحدة رغم الجغرافيا والتحديات والمنافي. إنَّ الصوت الفلسطيني واحد أمام كل هذه التحديات، وإرادتنا واحدة وصلبة لا تلين ولا تنكسر، نستمد إرادتنا من إرادتهم وإرادتهن خلف قضبان الاحتلال في السجون".

إنَّ أسرانا وأسيراتنا البواسل هم وقود هذا العمل الوطني بارادتهم التي تستمر يوماً بعد يوم والتي تواجه سياسة الاحتلال بالأمعاء الخاوية وبالإصرار على نيل المطالب الوطنية والانسانية.

إنَّ وجودنا هنا في بيروت وفي خيمتي الاعتصام لتؤكد رسالة فلسطين، هذه الرسالة التي نحملها جميعاً، نحمل رسالة الوطن ورسالة الحق الفلسطيني الذي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نستسلم أمام سطوة السَّجان أو الاحتلال. إنَّ حقنا في الحياة وحقنا في الوجود لا يمكن أن يستكين، وإننا هنا اليوم وبالتزامن مع الذكرى 69 للنكبة نؤكد مرة أخرى مهما فعلوا فإن الإرادة الفلسطينية لن تنكسر ولن تتحطم لأننا جيل بعد جيل يولد على هذا الحق الوطني، لأننا جيل بعد جيل يولد ويعرف أنَّ البوصلة إلى فلسطين، ولا بوصلة سوى فلسطين والقدس العاصمة مهما طال الزمن ومهما واجهنا من تحديات وصعوبات ومهما واجهنا من عراقيل لا حياد أمام وجهتنا الوطنية أمام حقنا في العودة والوطن الحر وحقنا في العاصمة.

واستطرد قائلاً: "إنَّ صوتكم الذي يخرج من هنا من هذه الخيام، ومن كل خيم التضامن مع اضراب أسرانا عن الطعام في مخيمات الوجود الفلسطيني هنا في لبنان تسمع هناك في فلسطين وإخوانكم وأخواتكم الأسرى والأسيرات يسمعون صوتكم ويسمعون رسالتكم بأنَّ الشعب الفلسطيني واحد ولن يتمزق ولن يسمح بأي شكل من الأشكال لأي تمزق ينال من وحدته الوطنية، إنَّ وجودكم هنا اليوم في خيمة الاعتصام تضامناً مع أسرانا ليؤكد أيضاً على رسالة وطنية جامعة، لا بديل عن وحدتنا الوطنية التي بها نتمسك لمواجهة سياسات الاحتلال ولمواجهة التحديات ولتحصين جبهتنا الوطنية الداخلية، حرصاً على مصالحنا الوطنية، وحرصاً على مطالبنا الوطنية".

إنَّ إخوتكم الأسرى والأسيرات إنما بإضرابهم يؤكدون أيضاً على رسالة الوحدة الوطنية منهم نستمد هذه الإرادة ولهم نعيد هذا الصوت بصداه القوي بأنَّ فلسطين هي البوصلة، وهي الهدف وأنَّ القدس هي العاصمة مهما طال الزمن، إرادة لا تلين ومسيرة نضال لا يمكن لها أن تغفل أو تنكسر. إننا هنا اليوم في خيمة التضامن مع الأسرى وقبلها كنا في مقبرة الشهداء شهداء الثورة الفلسطينية هؤلاء هم الاسمى منا جميعاً مقاماً ومكاناً في الأرض وفي السماء.

هؤلاء هم الذين يعلموننا الدرس كل يوم، هم الذين بدمائهم خلقوا لنا هذا الفضاء الفلسطيني الذي من خلاله نؤكد على رسالتنا الوطنية ورسالة شعبنا الوطني، لا حياد أمام حقنا في العودة، لا حياد أمام مطالبنا الوطنية في دولة حرة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، المجد كل المجد لشهداء الأبرار والحرية كل الحرية لأسرانا ولوطننا الأسير من أجل العاصمة القدس.

بدوره، ألقى أبو العردات كلمة جاء فيها: "منذ بداية تحرك وإضراب أسرانا الأبطال بقيادة الأخ مروان البرغوثي ورفاقه كريم يونس وأحمد سعدات الذين نتوجه بالتحية إليهم في اليوم الواحد والثلاثين من إضرابهم حيث التقارير التي تصل تتحدث عن مخاطر صحية تواجههم، ونحن في هذا المجال من هذه المخيمات الصامدة، التي رفعت علم فلسطين وراية فلسطين وما زالت، نحذر قادة الاحتلال من أية أذى يمكن أن يلحق بهم ونحملهم كافة المسؤولية". داعياً إلى أوسع حملة تحرك للتضامن على الصعيد الرسمي والصعيد الدولي والصعيد النقابي والبرلماني وعلى الصعيد الشعبي للتضامن مع أسرانا حتى نكسر هذه القرارات الصهيونية الاسرائيلية وإدارة السجون في الحصول على حقوق أسرانا وهي حقوق انسانية وقانونية في كل الأبعاد".

إنَّ الإضراب اليوم هو إضراب عن الماء، وبدأت المخاطر الكبرى. أقول بثقة المناضل وباسم أهلنا الذين صمدوا إرادة هؤلاء الأبطال لا بد أن تنتصر وهم حتماً مننتصرون طال الزمن أو قصر.

ثمَّ كانت زيارة للوفد إلى عائلة أُم عزيز في مخيم برج البراجنة، الأم التي فقدت أربعة من أولادها في مجزرة صبرا وشاتيلا.