استجابةً لمسيرة العودة المباركة التي تقوم بها جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين في الداخل الفلسطيني، وتحت عنوان "فلسطين تجمعنا... العودة موعدنا"، وتواصلاً مع قرية "الكابري" - قضاء مدينة "عكا" نظَّم "اتحاد روابط أبناء المدن والقرى الفلسطينية في مخيَّم برج البراجنة"، يوماً وطنياً مفتوحاً، على أرض ملعب أجيال العودة في مخيَّم برج البراجنة، اليوم الثلاثاء 2/5/2017.

وشاركَ في الفعاليّة نائب رئيس الاتحاد الأوروبي "لويزا موغارتيني"، وقيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثِّلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وقادة الفصائل والقوى الإسلامية والفلسطينية، وممثِّلو اللجان الشعبية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وممثّلو الحملة الدولية لحق العودة (المؤّلفة من أربع دول)، وممثّلو مؤسّسات حقوقية وإنسانية دولية، وأئمّة مساجد مخيّم برج البراجنة، ومشايخ ورجال دين، ومخاتير برج الراجنة، ووفد من أطباء جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وكشافة نادي شهداء مخيّم برج البراجنة، وعددٌ من ممثِّلي الجمعيات والمؤسسات الأهلية الفلسطينية والروضات، ووجهاء وفاعليات وعدد من كبار السن وحشد من أهالي المخيّم.

وتضمَّنت الفعالية: خيمة الأسير الفلسطيني، وصُوَر النّكبة والأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ومأكولات فلسطينية، وأسماء المدن والقرى الفلسطينية، وخارطة تُبيّن القرى الفلسطينية التي دمّرتها سلطات الاحتلال في العام 1948.

وكانت الافتتاحية الصباحية قد بدأت بالنشيدَين الوطنيّين اللبناني والفلسطيني، فالوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة المباركة، ثُمَّ كلمة لمسؤولة مؤسسة بيت أطفال الصمود "أم زاهر". وبعدها بدأت فقرة فنية مطوّلة تضمّنت دبكات ورقصات تراثية على أنغام الأناشيد الوطنية الثورية، وإلقاء قصائد شعرية وأناشيد، قدَّمها أطفال روضات: "شهيد فلسطين"، و"أبناء القسّام"، و"الأنامل الصغيرة"، و"إسعاد الطفولة"، و"بيت أطفال الصمود"، و"أطفال روضة المحبة".

الفقرة الثانية بدأت بعد الظهر، وتضمَّنت إلقاءَ كلماتٍ وفقرةً فنيّةً. وألقى ممثِّل سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور مسؤول المجلس الأعلى للشباب والرياضة في لبنان خالد عبادي كلمةً حيّا فيها "الشعب الفلسطيني المناضل وأهل الكابري الصامدين بوجه العدو الصهيوني الذي أثبت أنَّه شعبٌ جبَّار يقف بوجه الاحتلال الغاصب". ورحَّب عبادي بالسيدة لويزا مورغنيتني المناضلة التي واكبت القضية الفلسطينية بكل فخر، وقدَّمت الكثير من الدعم للقضية الفلسطينية منذ العام 1985.

وأضاف عبادي: "في شهر أيار تصادف ذكرى نكبة فلسطين، نكبةٌ تجسّد استغلال وظلم الحكومة الإسرائيلية، فمن خلال هذا اليوم التضامني وبالإرادة والعزيمة سنصنع انتصاراً، وسنضيء دربَ العزة والكرامة، مؤكِّدين أنَّ الشعب الفلسطيني لن يركع ولن يُهزَم، وستبقى مخيّمات لبنان رمز وعنوان العودة إلى فلسطين".

وختم عبادي كلمته بتحيّة إكبار وإجلال للأسرى البواسل المضربين عن الطعام في معركة كسر الطغيان الصهيوني مؤكِّداً أنَّ ثورتهم عنوانٌ للمقاومة والصمود حتى تحقيق مطالبهم.
وكانت كلمة للسيدة لويزا مورغنيتني أكَّدت فيها أنَّ فلسطين بلد العزّة والكرامة مشدِّدةً على ضرورة المقاومة ضدَّ العنصرية حتى تحرير فلسطين بالرغم من الـمُعاناة والأزمات التي خاضها الشعب الفلسطيني الذين بصمودهم وعزيمتهم الجبّارة استطاعوا أن يثبتوا إرادتهم بالتحدي والصمود.

وعبَّرت مورغنيتني عن شعورها الوجداني بالمحبّة تجاه فلسطين ودعمها المستمر للقضية الفلسطيني، موجِّهةً تحيّة اعتزاز لثورة الأسرى المناضلين بوجه الاحتلال الغاشم.

وفي الختام ألقى صلاح حمّاد كلمة اتحاد الروابط رأى فيها أنَّ "الكابري اليوم تنفضُ عنها نير الاحتلال، وهي بذلك تُمثِّل كلَّ قرى ومدن فلسطين، وهي حقَّقت بانتفاضتها العودة الصغرى تمهيداً للعودة الكبرى لكلِّ أبناء الشعب الفلسطيني وزوال الاحتلال الجاثم على أراضيه".

 وأضاف حمّاد: "كذب العدو فقال إنَّ الكبار يموتون والصغار سوف ينسون، لكن العالم يرى اليوم أنَّ الصغار هم أشدُّ إصراراً على العودة مهما بلغت الصعاب والتضحيات. ومسيرة اليوم والتواصل الروحي بين الداخل والشتات ومشاركتنا عبر الأثير تؤكِّد لهم أنَّنا متمسّكون بأرض فلسطين التي تستحق الحياة، وأنَّ الوطن باقٍ فينا آملين أن تكون مسيرة العام القادم فعلية نحو الوطن ونحو قرانا وبلداتنا".

وقال حمّاد: "إنَّ دماء الآباء والأجداد روت قرى الوطن وترابه. ففي كل دربٍ شهيد، وعلى كل سفحٍ معركةُ قدماء شهداء الكابري ما زالت تنادينا، وما زالت خسائر العدو ملقاةً في دروبها شاهدة على هزيمتهم وعلى رجولة أهل فلسطين، ففي زمن الثورة المعاصرة وعلى دروب فلسطين سقط الشهداء ولا يزال الجيل الجديد على العهد باقياً".

وأكَّد حمّاد التضامن الكامل مع أسرانا البواسل الذين يخوضون اليوم معركة الأمعاء الخاوية من أجل حريتهم وحرية فلسطين وعودة اللاجئين إلى ديارهم، مضيفاً: "إنَّ وحشية ‏العدو الفاشي ‏العنصري مدعومة من الإدارة الأمريكية والخونة، ‏تستدعي منا ‏جميعًا: فلسطينيين وفصائل وأحزاب وقوى وطنية وأحرار العالم، تشكيل تحالف في وجه هذا العدو المحتل الفاشي ‏من أجل نيل الحرية واسترداد‏ حقوقنا المغتصبة".

ورأى حمّاد أنَّ محاولات الاحتلال قلبَ المفاهيم ‏عن الأخلاق والقِيَم بحيث يصبح الضحية‏‏ مجرماً والمجرم ضحية‏ وما يتبعه من تزوير للتاريخ وفرض مفاهيم زائفة ‏على وعينا قد فشلت لأنَّ العالم أصبح يدرك أنَّ ‏‏الصهاينة، قتَلَة الأطفال والنساء، مجرمو ‏حرب ‏يجب محاكمتهم فهم النازيون ‏الجُدُد وتُجّار الموت والإرهاب، وختمَ ‏ ‏راجياً بأن تكون العودة قريبة والاحتفال معًا بحرية الأرض والإنسان الفلسطيني من ‏رجس الاحتلال.