تجتمع في شهر إبريل نيسان الكثير من الذكريات التي تفوح منها عبق الشهادة والفداء والتضحية، فبعد أيام نتذكر معاً ذكرى استشهاد القائد الكبير المؤسس من الرعيل الأول لحركة التحرير الوطني الفلسطيني الشهيد البطل أبو جهاد خليل الوزير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والذي اغتاله جهاز الموساد الإسرائيلي في تونس الخضراء.

كما تأتي ذكريات معركة الكرامة ويوم الأم، واستشهاد الشيخ أحمد ياسين، ورحيل الكثير من القادة الكبار، كما تأتي بعد أيام قلائل ذكرى يوم الأسير الفلسطيني.

حيثُ تأتي هذه الذكرى في مرحلة صعبة وحساسة من تاريخ نضال شعبنا الفلسطيني، وقد أعلن الأخ القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير في سجون الاحتلال والمحكوم عليه بالسجن أكثر من خمسة مؤبدات بأنهُ سوف يقود إضراب مفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال، ومعهُ كل أسرى فتح ومن المتوقع أن يكون عدد الأسرى المضربين عن الطعام ألفين أسير، حيث وجه الأسير مروان البرغوثي، بياناً موجهاً إلى أسرى حركة فتح في سجون الاحتلال، مؤكدًا فيه على أن الخطوة النضالية التي سيخوضها أسرى حركة فتح كافة يشاركهم فيها كل من يرغب من الأسرى من كافة الفصائل الوطنية والإسلامية، والرفاق،

حيث يصادف أول يوم بالإضراب المفتوح عن الطعام في ذكرى يوم الأسير الذي يصادف بتاريخ 17/4/2017، مع التأكيد على ضرورة الوحدة والتلاحم في تنفيذ هذه الخطوة، والالتزام في بنود الإضراب وأبرزها: الانخراط في الإضراب منذ اليوم الأول وبعد تسليم مطالب الحركة الأسيرة في اليوم السابق لموعد الإضراب، وعدم التفاوض مع مصلحة السجون وأن الجهة المخولة بالتفاوض أو وقف الإضراب هو القائد مروان البرغوثي بصفته القيادية، ويتطلب الأمر الحذر من قبل الأسرى الأبطال من الإشاعات والأكاذيب التي ستستعملها مصلحة السجون الاحتلالية لضرب معنويات الأسرى المضربين عن الطعام، الذين استثني منهم الأسرى المرضى وأما عن مطالب الأسرى لفك الإضراب فهي كالتالي: أولاً: الزيارات: المطالبة بعودة الزيارة لذوي الأسرى دون إذلال لأهالي الأسرى في الزيارة، والمطلب الثاني: عودة زيارة الأهالي، وزيارة الصليب الأحمر للأسرى والتي تم إيقافها من قبل قوات الاحتلال، وأن تنتظم الزيارات ولا تُمنع من أية جهة، وألا يُمنع أي قريب من الدرجتين الأولى والثانية من الزيارة، وأن تزيد مدة الزيارة من 45 دقيقة إلى ساعة ونصف، مع السماح لكل أسير بالتصوير مع أقربائه كل ثلاثة شهور، والبند الثالث الأسيرات: ضرورة التجاوب مع احتياجات ومطالب الأسيرات فيما يتعلق بالنقل الخاص واللقاءات المباشرة دون حواجز، ورابعاً: الملف الطبي: إغلاق مستشفى سجن الرملة لعدم صلاحيته للمعالجة، وإجراء الفحوصات الدورية باستمرار والعمليات الجراحية بشكل سريع وفوري، للأسرى المرضى، وكذلك السماح بدخول الأطباء من مختلف التخصصات لمعاينة الأسرى، كذلك إطلاق سراح الأسرى المرضى، والأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض المستعصية، فضلًا عن عدم تحميل الأسير تكلفة المعالجة، خامساً: البوسطة: تأمين المعاملة الإنسانية للأسرى خلال تنقلاتهم بالبوسطة، وإرجاع الأسرى إلى السجون من العيادات والمحاكم وعدم إبقائهم في المعابر، وتهيئة المعابر للاستخدام البشري وتقديم وجبات الطعام للأسرى خلال تواجدهم عليها، وكذلك يطالب البيان المُعمم على أبناء حركة فتح في سجون الاحتلال بجملة من المطالب المحددة منها: – إضافة قنوات فضائية، وإعادة المطابخ لكل السجون ووضعها تحت إشراف الأسرى بشكل كامل، والسماح بدخول الكتب والصحف والملابس والمواد الغذائية والأغراض الخاصة بالأسيرات والأسرى، و إنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإعادة حق التعليم في الجامعة العبرية المفتوحة، والسماح للأسرى بتقديم امتحانات الثانوية العامة بشكل رسمي متفق عليه، وتركيب هاتف عمومي للأسرى من أجل التواصل الإنساني مع ذويهم؛ كل ما سبق يتطلب وقفة كبيرة من جميع قوى وفصائل وسلطة ومنظمة تحرير لدعم وإسناد الأسرى في إضرابهم، كما أن الإضراب فرصة لإنهاء الانقسام البغيض لتوحيد الحركة الأسيرة، وتعزيز وحدتها وقوتها وتعزيز التلاحم وإنجاز الحقوق وضمان ظروف معيشية تحفظ كرامة الأسرى وحقوقهم المشروعة والتي كفلها القانون الدولي وحقوق الإنسان؛ وفي نبذة مختصرة عن مناسبة يوم الأسير الفلسطيني؛ حيثُ أقر المجلس الوطني الفلسطيني، باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1974، خلال دورته العادية يوم السابع عشر من نيسان/ إبريل، يوماً وطنياً للوفاء للأسرى وتضحياتهم، باعتباره لشحذ الهمم وتوحيد الجهود، لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، يوماً لتكريمهم وللوقوف بجانبهم وبجانب ذويهم، يوماً للوفاء لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة . ومنذ ذلك التاريخ كان ولا يزال "يوم الأسير الفلسطيني" يوماً ساطعاً يحيه الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات سنوياً بوسائل وأشكال متعددة، وللتوضيح، فإن اختيار هذا اليوم وإقراره من قبل المجلس الوطني ليس له علاقة بأي حدث تاريخي ومميز ذو صلة بالحركة الأسيرة، سواء كان ذكرى أول عملية تبادل للأسرى والتي جرت في 23 تموز 1968، أو إطلاق سراح أول أسير فلسطيني الذي كان في 28 يناير 1971 كما هو سائد لدى اعتقاد الكثيرين، أو اعتقال أول أسيرة فلسطينية في أكتوبر 1967 كما ليس له علاقة باستشهاد أول شهداء الإضراب عن الطعام عبد القادر أبو الفحم في يوليو/ تموز 1970 في سجن عسقلان، أو أول شهداء القدس قاسم أبو عكر في سجن المسكوبية بتاريخ 23 مارس 1969، وإنما جاء تقديراً ووفاءً للأسرى وقضاياهم العادلة ومكانتهم لدى شعبهم وقيادته، فكل الدعم والمساندة ومزيداً من الفعاليات الوطنية دعماً لإضراب الأسرى المفتوح عن الطعام بسجون الاحتلال والذي تقوده حركة فتح بقيادة الأخ المناضل الأسير مروان البرغوثي، فكل التحية والتقدير، والفخر والاعتزاز لكل الأسيرات والأسرى الذين سيخوضون معركة الأمعاء الخاوية في الإضراب عن الطعام، من أجل إنجاز الحرية الاستقلال والحرية والكرامة.