تخطت الفنانة الفلسطينية ريم بنا حالتها الحرجة مع ارتفاع الحجاب الحاجز وفشل الرئة اليسرى، ونزعت أخيراً أجهزة التنفس الصناعي بعد علاج مكثف في إحدى المستشفيات الألمانية، ما أنقذها من موت محقق، علماً بأنها تواجه في الوقت نفسه سرطان الثدي للمرة الثانية، بالإضافة إلى مرض غامض أصاب حنجرتها وكاد يفقدها صوتها للأبد. وأكدت ريم بصورها الأخيرة أنّ ابتسامتها وحدها القادرة على قتل السرطان.

ريم المطربة الفلسطينية الأفضل لهذا العام، والأكثر نبوغاً في عالم موسيقى الجاز، تستحق لقب المرأة الأكثر محبة للحياة، بعدما تخطت بمعجزة أزمة فشلها التنفسي الأخير، وسط إجهاد العلاج الكيمياوي للمرة الثانية لمواجهة المرض اللعين، مع تدريبات مكثفة لإنقاذ حنجرتها، فنشرت عبر حسابها الموثق صورة لها وهي تبتسم في مستشفى Vivantes Klinikum Neukölln في برلين، أثناء جلسات المُتابعة والعلاج، وعلّقت عليها قائلة: "أحبتي ... وأخيراً .. اليوم بدأت أحس بتحسّن ولو طفيف لكنه خفّف على الأقل من الآلام .. وهذا مؤشر جيد .. الحمد لله على ما وصلت إليه .. وشكراً لدعواتكم ووقوفكم معي".

ثم نشرت صورة أخرى مع البروفسور W. Pankow، رئيس قسم الرئة في مستشفى Vivantes Klinikum Neukölln في برلين، وقالت: "لولاه .. ولولا حكمته وتداركه السريع لوضعي الحرج حين وصلت المستشفى وأنا في أنفاسي الأخيرة والمتقطعة .. لما كنت الآن حيّة .. هذا غير أنه تعاطف جداً مع وضعي .. وبادر بالإشراف شخصياً على حالتي دون شرط أو طلب .. لن أنساه ولن أنسى هذا الاسم في حياتي".


وقبلها، نشرت صورة أخرى بابتسامتها الشهيرة، وقالت: "عشاق الحياة .. يعرفون كم كلّفتني هذه الابتسامة لأبعث الفرح في وجوه أحبتي من حولي .. حتى وأنا في حالة حرجة .. بعد أن أُصبتُ بالتهاب حادّ في الرئة ونقص كبير في الأكسجين".

وقبلها، شاركت جمهورها يوميات رحلة مقاومتها لمرض السرطان اللعين للمرة الثانية، حتى صارت نموذجاً للمقاومة، ولها بيان شهير قالت فيه: "انتصرت على كل مَن ظنّ أني انتهيت ولم يعد عندي ما أقدم بعد أن فقدت القدرة المؤقتة على الغناء .. لكني لم أفقد صوتي .. ولا عطر الكلام .. ما زلت أستطيع أن أدندن وأقرأ وأكتب وأنشر الأمل في قلوب الأحبة .. وانتصاري هذا سيُبعث قريباً على كل شبكات التواصل الاجتماعي..".

أضافت: "انتصرت على أعدائي الذين لم تُسعفهم كل مخططات الدنيا ليقتلوا الفرح والأغنيات في الحناجر.. وظنوا أن "نكزة" منهم ستسبب شللاً في أحد الأوتار الصوتية .. وأن السبب سيُقيّد ضد مجهول .. صحيح ... "ضد مجهول" لأنكم بلا هوية .. مجهولي الانتماء .. بلا لغة ولا حياة ... فأنتم جيَف نتنة متحركة .. وانتصاري سيُسجّل في صفحات كل مَن يُقاوم بؤسكم ... وذلك بإصدار ألبومي القادم في العام 2017 .. لا أنتم ولا غيركم يستطيع أن يُسكت صوتي وسأظل أقارعكم كشوكة في الصدر توجع .".

وقالت عن تجربتها مع المرض اللعين: "انتصرت على مرضي كالعادة .. مرض سرطان الثدي يا أحبتي ... أصابه الوهن وتعب مني ... أصبته بـ "ريـــــم" .. بابتسامتي التي لا تفارق ملامحي ... واجهته بسعادة تتورّد كل صباح في حدائق قلبي .. ألقي عليه كمّاً هائلاً من القوة والطاقة الجبارة التي تكبر فيَّ كلّما اشتدت الدنيا علي .. أما هو .. فقد استسلم .. ولم يعد يحتمل أكثر .. انتصرت بفضلكم أحبتي .. بفضل دعواتكم وحبكم وصداقتكم الوفية ...".

يُشار إلى أن ريم البنا أصيبت للمرة الأولى بمرض سرطان الثدي عام 2009، وأمضت رحلة علاج طويلة، ولها مقولة يكرّرها كلّ من واجه المرض الخبيث أكثر من مرة تقول فيها: "وإن أطلّ المرض ثانية .. ربّما ليختبر الإرادة والجنون في حُبّ الحياة .. أبتسم له وأسأل: هل نسيتَ شيئاً عندي؟؟؟ وسيجيبني كما في كل مرة: "أنا قتيل ابتسامتكِ"".

"على هذه الأرض ما يستحق الحياة" ليس مجرد بيت شعر للخالد محمود درويش .. ولكنه راية مقاومة ترفعها ريم البنا دفاعاً عن ابتسامتها وأطفالها وفنها.