رحبت وزارة الخارجية بالموقف الأميركي الذي جاء على لسان الناطق باسم الخارجية الأميركية، الذي أدان بشدة القرار الاسرائيلي الأخير ببناء 98 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "شيلو"، الذي أشار إلى أن هذا الاستيطان يرسخ الاحتلال وواقع الدولة الواحدة.

كما رحبت الخارجية، في بيان صحفي أصدرته اليوم الخميس، بالبيانات التي صدرت عن الخارجية البريطانية والايطالية وغيرهما، في ادانة واضحة لهذه الخطوة الاستيطانية الجديدة. قائلة "من الضرورة بمكان تذكير الناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية، والناطقين الاخرين، أن مثل هذه الادانات رغم شدتها اللغوية لم تمنع أو توقف اسرائيل عن الاستمرار في اعلاناتها لبناء وحدات استيطانية جديدة، متحدية هذه الادانات ومتمردة عليها. لذا ندعو الناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية أن يقرأ التصريحات والبيانات التي صدرت عن الخارجية الاسرائيلية وعن المسؤولين الاسرائيليين، التي ترفض هذا التنديد الأميركي بالاستيطان، معتمدة في رفضها على مواقف وتصويتات الادارة الأميركية، طيلة المراحل السابقة في مجلس الأمن ازاء موضوع الاستيطان".

وقالت: نذكر على وجه الخصوص، استخدام أميركا الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدم الى مجلس الأمن بشأن الاستيطان في نوفمبر 2011، رغم تأييد غالبية أعضاء مجلس الأمن له، ودعم 145 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا المشروع. إن المواقف الأميركية التي تهدد باستخدام الفيتو ضد قرار ادانة الاستيطان الاسرائيلي، كانت ولفترة من الوقت هي المحفز المباشر الذي يشجع اسرائيل، ليس فقط على تحدي الارادة الدولية بالإعلان عن المزيد من المشاريع الاستيطانية الجديدة، إنما أوصلتها مؤخرا للتطاول على الموقف الأميركي الذي وفر لها الحماية في مجلس الأمن طيلة السنوات الماضية.

وتساءلت الخارجية: هل ستقدم الإدارة الأميركية أمام هذا التمرد الاسرائيلي في موضوع الاستيطان، على التصويت لصالح مشروع قرار جديد يتم العمل عليه في مجلس الأمن؟ آخذين بالاعتبار هذه اللغة الشديدة التي استعملت من قبل الخارجية الأميركية في ادانة الاستيطان، خاصة عندما قالت الخارجية إن على الاسرائيليين أن يقرروا ويختاروا بين توسيع المستوطنات وحل الدولتين، أم أن الادارة الأميركية سوف تضطر كما هي الحالات السابقة، الى الانسجام مع تعهداتها للجانب الاسرائيلي في دعم حالة التمرد الاسرائيلية على قرارات الأمم المتحدة بالتصويت ضد مشروع القرار المقترح؟!! إن اختبار مصداقية الولايات المتحدة الأميركية بات على المحك، وفي القريب العاجل، سوف يتبين ان كانت هذه التصريحات الشديدة اللهجة هي ذر للرماد في العيون بشأن الاستيطان، لنعود من جديد الى شكل التصويت الذي كان في الحالات السابقة، أو اضطرارات استباقية تعكس وصول الموقف الأميركي الى القناعة بخطر الاستيطان وأهمية التصويت الايجابي. وما ينطبق على الموقف الأميركي ينطبق أيضا على مواقف دول أخرى، غالبا تحتمي بالموقف الأميركي.

وقالت "ما نحن بحاجة اليه، هو موقف واضح وصريح في مواجهة هذه المنظومة الاستيطانية غير القانونية، التي تدمر حل الدولتين، وعلى هذه الدول في مجلس الأمن أن تقرر قريبا موقفها من الاستيطان وبشكل واضح".