في قاعة الرئيس أبو مازن في مخيم الجليل بعلبك اجتمع أهل الفكر والثقافة والسياسة والعِلم من لبنانيين وفلسطينيين لحضور توقيع كتاب "خمسون عاماً من العمل النقابي" للمناضل الفلسطيني محمد بدران "أبو أسامة".

بدايةً رحَّب مسؤول الإعلام في المنطقة بالحضور وقدَّم نبذةً عن حياة المؤلّف وسيرته النضالية في حركة "فتح" منذ نعومة أظفاره حتى بلغ الثمانينيَّات من العمر مؤكّداً أن بدران ما زال شاباً بتضحياته وعطائه الوطني.

ثُمَّ تحدَّث محمود سعيد بِاسم أمين سر حركة "فتح" في منطقة البقاع مؤكّداً أنَّ "الشعب الفلسطيني ما زال يقدِّم التضحيات بكل ما أوتي من قوة وعزم شيباً وشباباً منهم بقلمه ودفتره وكتابه ومنهم بدمه وجزء من جسده، إنَّها مسيرة الشعب الفلسطيني التي لاتنضب ولا تشح منذ الإنطلاقة الأولى للثورة الفلسطينية التي ضمّت بين حناياها كل المفكرين والأدباء والفنانين والمقاومين، والأخ محمد بدران قدوة وهامة نضالية نستفيدُ نحن والأجيال القادمة منها على درب تحرير فلسطين".

وبعدها ألقى الناقد والكاتب الفلسطيني سعيد أبو نعسة كلمة جاء فيها: "كلما وقفتُ أمام الوجوه القابضة حُبّاً ووطنية أعرف أنني أقف أمام فلسطين، وكلما تحدّثتُ عن فلسطين أشعرُ بقداسة الحرف والذكرى والأرض. حين يتحدث فلسطيني عادي من أبناء هذه الأرض يبدع، فكيف اذا تحدث عنها ابو اسامة بدران الذي سلخ من عمره نصف قرن في خدمتها، فإنك تزهو وتفتخر. كتاب خمسون عاماً من العمل النقابي محيّر، فلا هو سيرة ذاتية ولا هو تاريخ للعمل النقابي وحسب ولا قصة قضية، إنّه كلّ ذلك معاً. حين تقرأ الكتاب تفهم القضية، وتؤمن أنَّ العمل النقابي حجر الزاوية فيها وبؤرة النضال، وكيف لا وهو يضم العامل والفلاح والطبيب والمهندس والمعلّم؟ إنَّه كتابٌ فريد يثبت أنَّ القضايا الكبرى بحاجة إلى تضحيات كبرى، كتابٌ يثبت أنَّ النصر مع الصبر، وأنَّ مع العسر يسرا. قضيةٌ في كتاب وتاريخٌ في سطور، سيرةٌ أمينةٌ وتوثيقٌ دقيقٌ هما تاريخ العمل النقابي الفلسطيني، هذا الكتاب هو فلسطين من النهر إلى البحر، هو أبو أسامة الآن وبعد الآن والى دهر الداهرين،كتابٌ هو أنت وأنا ونحن جميعًا".