تضامناً مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصّهيونيّ، ودعمًا للأسرى المضربين عن ﺍﻟﻄّﻌﺎﻡ، واستنكارًا لسياسة الأونروا الجائرة، نظّمت حركة "فتح" اعتصامًا في باحة الرّئيس الرّمز ياسر عرفات في مخيّم نهر البارد، اليوم الجمعة الموافق ٩\٩\٢٠١٦ بحضور ممثّلي فصائل المقاومة واللّجان الشّعبيّة الفلسطينية وقوى وأحزاب لبنانية وطنيّة، وجماهير من مخيمات الشّمال ومخيّمات سوريا وقضاء عكار.

وقد رفعَ المعتصمون الأعلام الفلسطينيّة والرّايات الفتحاويّة وصُوَراً للأسرى، ولافتاتٍ تدعو إلى حريّة الأسرى وتعزيز صمودهم، وأخرى تُندِّد بسياسة الأونروا التعسّفيّة الّتي تمارسها بحقّ أبناء شعبنا الفلسطينيّ في لبنان عموماً وفي مخيّم البارد خصوصًا.

وافتتحَ مسؤول المكتب الطّلابيّ لحركة "فتح" في نهر البارد محمود حسين الاعتصام مُرحِّباً بالحشود المعتصمة .

 ثمّ ألقى أمين مجلس محافظة الشّمال لحركة الناصريّين المستقلين "المرابطون" عضو قيادتها في لبنان عبدالله شمالي كلمة حيَّا فيها صمود أسرى فلسطين وثباتهم على عهد النّضال والكفاح، كما وجّه التّحية إلى كلّ المجاهدين والمناضلين والمقاومين والأسرى والشّهداء الّذين ينيرون لنا طريق الحرّيّة والنّصر، وإلى الأُمّ الفلسطينيّة الّتي تدفع بأبنائها إلى ساحات المواجهة والكرامة، مبدياً تضامن حركته مع الشّعب الفلسطيني والتزامها المطلَق بالقضيّة الفلسطينيّة كأقدس وأنبل قضيّة.

وأشار إلى أنَّ أرض فلسطين هي أرض الطّهارة والأنبياء وَالرّسل، وهي ملك الأُمَّتَين العربيّة والإسلاميّة، ولا يملك أحد حقّ التّنازل عن أيّ شبر منها.

وتابع: "واهمٌ من يظنّ أن شعباً عظيماً قدّم التّضحيات الجِسام يمكن أن يفرِّط بحقوقه وفي مقدّمتها إقامة الدّولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس الشّريف".

كما دعا إلى الاستمرار في المواجهة، مؤكِّداً ضرورة وحدة الشّعب الفلسطينيّ في الدّاخل والخارج بكلّ قواه السياسيّة والعسكريّة والشّعبيّة، ومعتبرًا أنّ الوحدة هي أولى شروط الانتصار وأنَّ التّفرقة هي بداية الهزيمة.

بعدها ألقى عضو قيادة الجبهة الديمقراطيّة في الشّمال عبدالله ذيب كلمة منظّمة التّحرير الفلسطينيّة، إذ أكّد دعم أسرى فلسطين البواسل في سجون الاحتلال، داعياً القيادة الفلسطينيّة إلى العمل على تدويل قضيّة الأسرى في المحافل الدّوليّة لتصبح قضية كلّ حرّ في العالم.

وفيما يخصّ القرارات الظّالمة الّتي اتخذتها الأونروا بحقّ الشّعب الفلسطينيّ في لبنان وبالأخصّ في نهر البارد، فقد أعرب ذيب عن رفضها، محذِّرا الأونروا من انفجار شعبيّ شامل ما لم تتراجع عن لعبتها الخبيثة.

وأضاف: "نحثّ الحكومة اللّبنانيّة للضغط على الأونروا والدّول المانحة لتوفير أموال الإعمار والطّوارئ، وإعادة النّظر باستراتيجيّتها الخطيرة التي تهدِّد حياة الشّعب الفلسطينيّ ووجوده بالخطر".

وأخيراً ألقى أمين سرّ المحليّات وحركة "فتح" في نهر البارد أبو سليم غنيم، كلمة حركة "فتح" مؤكّدا أولوية قضية الأسرى  لدى القيادة الفلسطينيّة، ومشيراً إلى الممارسات التعسّفيّة والجرائم البشعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحقّ أسرانا البواسل، ومنها انتهاج الاعتقال الاداري ومهاجمة غُرَف المعتقلين والاعتداء عليهم بالضّرب وسوء الرّعاية الصّحيّة للمعتقلين.

وفي الوقت الذي أشاد فيه غنيم بصمود الأسرى البواسل في وجه سجّانهم الصّهيونيّ المتغطرس، فقد ناشدَ المجتمع الدوليّ بالتّدخل الفوريّ وبتحمّل المسؤوليات للضّغط على حكومة الاحتلال الإسرائيليّ وإطلاق سراح الأسرى كافةً، ووقف جرائمها ولاسيّما سياسة الاعتقال الاداريّ.

وفيما يخصّ إجراءات الأونروا التقشُّفيّة، فقد شبّه أبو سليم سياسات وكالة الأونروا بسياسات سلطات الاحتلال حيث لا تقلّ ممارساتها التعسّفيّة بشاعة عن جرائم الاحتلال على حدّ تعبيره.

وقد وجّه تحيّة نضاليّة إلى أبناء الشّعب الفلسطينيّ عموماً وإلى أبناء مخيّم نهر البارد خصوصاً على صبرهم رغم المعاناة الّتي مضى عليها عشر سنوات من القهر والإجحاف مطالباً الأونروا بالعزوف عن قراراتها الجائرة الّتي طالت الطّبابة والإغاثة والتّعليم .

وقد أكّد غنيم تمسُّك حركته باعتبار مخيّم نهر البارد في حالة طوارئ مستمرّة إلى حين إعمار آخر منزل فيه، وبالتّعويض على أبناء المخيّم بشطريه الجديد والقديم، وبالتّمسّك بإعادة دفع بدلات الإيواء للّذين ما زالوا نازحين عن بيوتهم وبدلات الأثاث لِلَّذِين عادوا إلى بيوتهم بعد بنائها، وبالإسراع في استكمال الإعمار، وبعودة الاستشفاء الكامل لكافة أبناء المخيّم.

ثم دعا الحكومة اللّبنانيّة إلى تحمّل مسؤوليتها بالضّغط على المجتمع الدّوليّ والأونروا للتّراجع عن قراراتها الظّالمة، وبالتّدخل الفوريّ من أجل إنهاء أزمة نهر البارد، مطالبا إيّاها بأخذ دورها المؤيّد والدّاعم لحقوقنا وليس فقط الوسيط بين القيادة الفلسطينيّة والأونروا.

وأضاف: "يشهد مخيّم نهر البارد في هذه الأيّام استحقاقاً ديمقراطيّاً يقضي بتفعيل وتطوير اللّجنة الشّعبيّة من خلال انتخاب مجلس ولجنة شعبيّة، آملين التّجاوب الجماهيريّ مع هذا الاستحقاق الّذي نتمنّى النّجاح له".

وختم غنيم كلمته معاهداً شعبنا بالوقوف إلى جانبه وفي المقدّمة في الدّفاع عن حقوقه، محذِّرا الأونروا من انفجار شعبيّ مرتقب ما لم تتراجع عن سياساتها الجائرة والقمعيّة بحقّ أبناء نهر البارد المنكوب.