نظَّمت حركة "فتح"  قيادة منطقة الشمال اعتصاماً جماهيرياً أمام مكتب الصليب الأحمر الدولي في مدينة طرابلس اليوم الخميس 4\8\2016، شارك فيه ممثّلو القوى والأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وجماهير وفعاليات ولجان شعبية.

بداية كانت كلمة لنقيب المحامين في طرابلس الأستاذ فهد المقدم أكد فيها سروره أن يكون من بين المتضامنين لأجل فلسطين ولأجل من ضحَى راضياً بحريته من أجل تحرير فلسطين، لأنها "الذاكرة التي لا تُمحَى ووجدان لا يتساءل، ولأنها قلب الوطن العربي المذبوحة بخنجر الأعداء،" لافتاً إلى أنَّ "فلسطين تقبع في أحشاء وحش ضارٍ لا يشبع من الأشلاء بل يتعطَّش للدماء ويسكر على الأرواح التي تُزهَق".

وأكّد المقدم أنَّ التوقيف التعسُّفي الظالم بحق أي أسير مخالِف للقوانين في ظل عدم وجود محامي يدافع عنه ويترأفع عن قضيته، وأكّد أنَّ البطل ليس فقط الشهيد الذي يضحي بروحه في سبيل قضيته بل أيضاً من يتحمّل المآسي بصبر ورفعة وعزة نفس"، ووجَّه التحية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني وختم كلمته قائلاً: "من مدينة طرابلس أنتم في قلبها ووجدانها، وأؤكّد بأن سجنَكُم الذي لم يعد يتحمّل صبركم سيكون يوماً برجاً عالياً كما هو اليوم".

ثُمَّ كانت كلمة للحزب الشيوعي اللبناني ألقاها مسؤول الحزب في طرابلس الدكتور نزيه المرعبي حيث أكد أنَّ الأسرى الفلسطينيين يسطرون أروع البطولات في تحدّيهم للسجَّان بأمعائهم الخاوية موجّهاً التحية للقائد بلال كايد وإلى الأسرى كافة.

كلمة المنتدى القومي العربي ألقاها محمود شمسين، فرأى أنَّ العدو الصهيوني قد تجبَّر بغيِّه في ظل حالة التردي العربي، وطالبَ الجميع بتحمُّل مسؤولياتِهم تجاه ما يحصل للأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية مشيراً إلى التحرك الدائم للجنة الدفاع عن الأسرى  ومؤكّداً ضرورة تدويل قضيتهم وتقديمها إلى كل المحافل الدولية.

وبعدها كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في الشمال أبو جهاد فيّاض، مما جاء فيها :"نلتقي اليوم لنتضامن مع أسرانا الأبطال في السجون الصهيونية المضربين عن الطعام مُتحَدين السجّان بأمعائهم الخاوية التي باتت إحدى الوسائل النضالية لمقاومة السجّان الصهيوني. فالتحية لجنرالات الصبر والصمود في الزنازين الصهيونية النازية وفي مقدّمهم الأسير البطل بلال كايد، ومن خلاله لكلِّ الاسرى في الزنازين الانفرادية والمعتقلين الإداريين والاسرى الأطفال والنساء الذين تجاوز عددهم السبعة آلاف أسير بينهم ست مئة معتقل إداري وأربع مئة طفل قاصر وما يزيد عن ستين فتاة مناضلة".

وأضاف "خمسون يوماً أو يزيد والبطل الأسير بلال كايد يقاوم بأمعاء خاوية لكن بإرادة صلبة نتيجة تضامن الأسرى معه بانتفاضة شملت كل السجون وزادت من عزيمة التحدي لدى القائد بلال وجعلته يتمسّك باضرابه عن الطعام رغم تدهور صحته، وهذا الاصرار سيكسر جبروت الاحتلال بإذن الله، وسيخرج بلال وكلُّ الاسرى من السجون الصهيونية ليتنسَّموا هواء الحرية في ظل الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس مهما طال زمن الاحتلال الصهيوني البغيض".

وأكَّد فيّاض أنَّ إنهاء الانقسام ووحدة شعبنا الفلسطيني وفصائله الوطنية والإسلامية أهمُّ دعمٍ نقدِّمه لأسرانا بوجه عدونا المحتل للأرض، ودعا لتوحيد الجهد الفلسطيني من كافة الاطياف حمايةً للمشروع الوطني الفلسطيني الذي يضع على رأس سلم أولويّاته قضية الاسرى وإقامة الدولة المستقلة على ترابنا الوطني لافتاً إلى أنَ إجراء الانتخابات البلدية بدايةٌ جيّدةٌ من أجل إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية تجسيداً للحياة الديمقراطية في الساحة الفلسطينية.

وأكّد أنَّ قضية الاسرى تشكّل أولويّةً لدى الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية من أجل إطلاق سراحهم، وطالبَ المنظّمات والبرلمانات العربية والدولية بالتحرُّك دعماً لنصرة الاسرى والمعتقلين في السجون الصهيونية، وضرورة تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين في المحافل الدولية محمِّلاً المجتمع الدولي مسؤولية السلوك الصهيوني بعدم التدخُّل العاجل لوقف التصعيد الخطير ضد الاسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الصهيونية ومؤكِّدأً أنَّ على محكمة الجنايات الدولية أن تقف أمام مسؤولياتها وتحاكمَ قادة الاحتلال الصهيوني على ما يرتكبونه من جرائم متكررة ومتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف "إنَّنا نطمئن اخوتنا في لبنان بأنَّ وضع المخيمات الأمني متماسك بفضل التعاون والتنسيق بين الفصائل الفلسطينية والجهات الامنية اللبنانية، ولكن على القنوات الإعلامية الابتعاد عن التضخيم الإعلامي والتوتير لأنَّ جولات القيادات الفلسطينية السياسية والامنية أكّدت أنَّ وضع عين الحلوة ممسوك وهذا ما أكّده أيضاً العديد من القيادات الأمنية اللبنانية" .

 وطالبَ فيّاض الحكومة اللبنانية بضرورة الضغط على الأونروا من أجل القيام بواجبها وتحمُّل مسؤولياتها في استكمال إعمار مخيم نهر البارد والعودة إلى برنامج الطوارئ ودفع بدلات الإيجار لأهالي المخيم وللمهجَّرين الفلسطينيين من مخيمات سوريا.

وختمَ كلمته موجّهاً التحية للأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني ومؤكِّداً أنّهم جنرالات الصمود والتضحية من أجل استقلال الوطن وإقامة الدولة المستقلة على أرضنا المبارَكة .

وفي نهاية الاعتصام قدَّم الحضور مذكرةً لمندوب الصليب الأحمر الدولي في طرابلس موجهة إلى رئيس الصليب الأحمر الدولي بيتر مبرر.