من المؤكد أن إسرائيل ليست راضية عن صعود الرئيس محمود عباس الى منصة الاتحاد الاوروبي في بروكسل، لإلقاء خطاب مهم جدا، يتضمن التاكيد على ثوابتنا الفلسطينية في الطلب من المجتمع الدولي أن يتحرك بجدية لاحترام قراراته، وتنفيذ هذه المقررات بانهاء الاحتلال الاسرائيلي لارض دولتنا الفلسطينية، ومن المتوقع ان يبدأ نتنياهو مع حكومته الرابعة في تصعيد الإجراءات لتثبيت هذا الاحتلال الذي يخالف الشرعية الدولية، الذي يقيس الأمور بمعايير خاصة لا يوافق عليها احد في العالم، ولكن ردة الفعل الاسرائيلية تكشف حجم المازق الاسرائيلي بأن نتنياهو وحكومته التي اختارها على مقاسه قد وصل الى قمة التطرف، وقمة العزلة، وانه لا يجد ما يقدمه لكي يبرر ممارساته واجراءاته المستهترة بالقانون الدولي، ومن المتوقع ان يزداد المأزق الاسرائيلي اختناقا، وان تتراكم الأخطاء، وأن تتحول اسرائيل الى عبء على حلفائها القديمين لأنها حتى الآن لا تقدم شيئا جديدا سوى الاستمرار في لعبة المزيد من التطرف والسياسات القديمة الفاشلة.

وفي الأيام القليلة القادمة، سنرى محاولات اسرائيلية لتخفيف حدة المأزق، سواء المحاولات الإسرائيلية لتخفيف صيغة النقد وتحميل المسؤولية في تقرير الرباعية، أو البحث عن طريقة ما لتخفيف ردة الفعل السلبية من خلال اجتماع نتنياهو مع كيري في روما.

خلاصة القول ان نتنياهو الذي استغل الاحداث الجارية في المنطقة من خمس سنوات أسوأ استغلال، وضيع كل فرص السلام المتاحة، بدأ يدخل في اول المنحنى الهابط، قياساته التي كان يعتبرها مسلمات لم تعد كذلك، والمساحة الخانقة امامنا تصبح اكثر انفتاحا، ويلزمنا فلسطينيا الثقة اكثر بانفسنا، وتقدير اكثر لصمود شعبنا والرهان عليه، والخروج من قاموس الخلافات الفلسطينية المجانية التي ما زالت تعزف عليها بعض الفصائل.