بمناسبة الذكرى الـ 68 للنكبةـ، اقيم مهرجان سياسي بدعوة من الفصائل الفلسطينية في البقاع في قاعة الرئبس أبو مازن في مخيم الجليل بعلبك، بمشاركة اللجان الشعبية، والقوى اللبنانية والفلسطينية، والمؤسسات الاجتماعية والخدماتية، وأهالي مخيم الجليل.

بعد تقديم وترحيب من عريف المهرجان فؤاد مخسن، ألقى كلمة القوى الوطنية للحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور أسامة سمعان جاء فيها: "بعد ٢٣ عاماً من اتفاق أوسلو ندعو إلى قيام ثورة فلسطينية يكون عمقها الاستراتيجي في بيروت ودمشق وبغداد، أيها الأخوة أحييكم تحية قومية بحياة الأمة وعزها ومجدها، أحيي الشهيد عز الدين القسام الذي أدرك أنَّ الصراع لا يقتصر ضد الصهاينة وحسب بل ضد الانكليز وأيضاً ضد السياسة الأمريكية".

وحيا الشهيد سعد العاص الذي قاد فرق الزوبعة ليؤكد أنَّ المعركة في فلسطين هي معركة قومية، كما حيا الشهيد عبد القادر الحسيني الذي ترك لنا وثيقة بخط يده يحمِّل فيها الجامعة العربية مسؤولية ضياع فلسطين لأنها حجبت السلاح عن الثوار وهم في اوج انتصاراتهم.

أنَّ نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ حدث تاريخي هام حيث اقتلع شعب من أرض عاش فيها منذ ما قبل التاريخ وشرد في اصقاع الدنيا وزرع بها جماعات استقدمت من كل اصقاع العالم والأسباب تعود لعصر الدولة الدينية التاريخية في العام 1017 تاريخ صدور القادرية التي جاء فيها كل من يقول أنَّ القرآن مخلوق هو كافر حلال الدم وما رافقها من فتاوي بتحريم التفكير بغير التصوف تحت طائلة القتل.

وأكد أنَّ من النكبة والنكسة ولدت الثورة الفلسطينية المعاصرة وصولاً للسلطة الوطنية الفلسطينية وبناء الدولة، وهذا الأمر لم يعد مقبولاً فالمطلوب وحدة وطنية فلسطينية تعلن سقوط الاتفاقات وتحميل قادة الكيان الصهيوني المسؤولية وإعلان الثورة من جديد.

كلمة الفصائل الفلسطينية ألقاها مسؤول "فتح" الانتفاضة في البقاع علي كايد جاء فيها: "هذا التاريخ ليوم أسود في حياة الشعب الفلسطيني بل في حياة الأمة العربية أنه يوم لا يزال يذكر الشعب الفلسطيني بالتآمر من بعض الحكام مما أفسح في المجال للحركة الصهيونية مدعومة من الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا العظمى اغتصاب الأرض وإنشاء الكيان الصهيوني على حساب شعبنا الفلسطيني، إنه يوم ملطخ بالسواد والعار في حياة الأمم المتحدة والدول التي سارعت للاعتراف بالاغتصاب متجاهلة حق الشعب الفلسطيني في وطنه وحقه في تقرير المصير وهي نفس الدول اليوم التي تتشدق بالدفاع الحريات وحقوق الانسان متجاهلة تاريخها الأسود في قهر الشعب الفلسطيني".

في الذكرى الـ  ٦٨ على اغتصاب فلسطين نضال متواصل جيلاً بعد جيل وثقة أكيدة بحتمية النصر مهما علت التضحيات، وبعد انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وما تلاها من نضالات ومعارك وهبات وانتفاضات وصمود وتشبث بالأرض بداية اليوم الذي يشكل في أرشيف الصهاينة أنه مهما طال الزمن أننا سنعود إلى فلسطين بفعل المقاومة ونهجها، وإنَّ العالم الذي صمت ولا زال يجب أن يعلم أنَّ الشعب الفلسطيني لم ولن يصمت وسيدفع الملايين من الشهداء لتحرير القدس وفلسطين.

وتوجه للقوى التكفيرية أن هدفكم تمزيق الأمة وتفتيت الوطن العربي من ليبيا للعراق وسوريا، وأكد أننا سنبقى داعمين لكل القوى المناضلة لأن الدفاع عن المناضلين هو دفاع عن فلسطين. كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو قيادة منطقة البقاع فراس الحاج جاء فيها: "في كل عام وفي مثل هذه الأيام تداهم النكبة ذاكرتنا فتبعثرها وتعبث فيها وتجدد أوجاع سنين سطرتها الآلام وترعرعت بل شابت وهي تتوق ليوم اللقاء مع مرور الذكرى الـ 68 للنكبة لا زال الاحتلال الصهيوني يحاول طمس الهوية الفلسطينية وتغيير معالمها خصوصاً في القدس مستغلين ظروف الضعف العربي والإسلامي، وبسبب النكبة ونجاح المشروع الصهيوني تشرد الشعب الفلسطيني وحولوه إلى شعب ملاحق بلا هوية وطنية، ثمَّ ليصبحوا لاجئين يحاولون بناء مجتمع لهم في الهواء وتحت الخيام ثم في الأحزمة الفقيرة للمدن".

إنَّ ما أصاب الشعب الفلسطيني هو غياب العدالة الدولية وعجز المجتمع الدولي عن استعادة الحقوق التي أقرتها الشرعية الدولية، إنَّ واقع النكبة كانت له مفاعيله وتأثيراته وأبعاده في تجذير المفاهيم الوطنية والثورية في الأوساط الفلسطينية والثقافية والسياسية والاجتماعية باتجاه واقع جديد يحمل الطموحات والآمال الوطنية الفلسطينية ويعيد الثقة إلى جيل النكبة من أجل مواصلة الكفاح الوطني لإنقاذ الشعب الفلسطيني من تداعيات أخطر جريمة شهدتها البشرية في هذا العصر.

وأكد أنَّ الانقسام في الساحة الفلسطينية يقدم طوق النجاة للعدو الاسرائيلي ويسهم في اغراق الوضع الفلسطيني بالأزمات الداخلية والتناقضات السياسية والنكبات الاجتماعية وتدمير كل محاولات وحدة الصف لاستمرار الصراع الفلسطيني الفلسطيني لصالح المشروع الاسرائيلي الرافض لحل الدولتين، إنَّ المقاومة الشعبية المتفاعلة والمتصاعدة محط أنظارنا وهي تجسد طموحاتنا الوطنية والميدانية لأنها تشكل الجناح الآخر الموازي لنضالنا السياسي والدبلوماسي وتطرق لضرورة الحفاظ على أمن المخيمات وإحباط كل المحاولات الرامية لتفجير الوضع الأمني وإشعال نار الفتنة فيها وتدمير المكان الذي نقيم فيه.

وأكد الحرص على أنَّ تنتهي الحوارات بين الفصائل والأونروا بنتائج ايجابية تلبي حاجات اللاجئ الفلسطيني وتبلسم امراضه وتحمي حياته، وكذلك بخصوص ملف الفلسطينيين النازحين من سوريا طالب كل وكافة الجهات المعنية بالأزمة السورية السعي الحثيث لتكريس الحل السياسي ووقف الحرب وبلسمة جراح المدنيين والتنفس بحرية والشعور بالكرامة الوطنية. وختم بالتحية لكل الشهداء والأسرى والمعتقلين والعاملين على درب وطريق فلسطين.