حسن خير بكير

تحت رعاية حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في بيروت، نظم باسم نحلة وساندي الحلو معرضاً للصُوَر الفوتوغرافية بعنوان "مخيماتي" على جدار مخيم مارالياس مقابل الاونيسكو، مساء السبت 14\5\2016.

وحضر الافتتاح الى جانب ممثّل سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور المستشار الاول حسان ششنية وطاقم السفارة، أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات، وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية، ومنسّق عام الحملة الاهلية لنُصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور، وممثلو الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وقيادة حركة "فتح" في بيروت وحشد فتحاوي وطلابي، وثلة من كبار الفنانين والمثقّفين اللبنانيين تقدّمتهم الفنانة رولا حمادة، وإعلاميون لبنانيون وفلسطينيون، وممثلو المؤسسات والجمعيات الاهلية اللبنانية والفلسطينية.

بدأ المعرض بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني. تلاهما كلمة للمصور باسم نحلة قال فيها: "مخيماتي" عمل فني فوتوغرافي جسد حياة المخيم بتفاصيلها الحلوة والمرة..  مئة وعشرون  صورة من سبع مخيمات نطل عليكم بها في ذكرى نكبة فلسطين لنبرز واقع المخيم اول نتائج هذه النكبة والصعوبات الانسانية والمعيشية فيه دون ان يغيب عنا الاضاءة على الجانب المهني والحرفي والموسيقي الذي يشكل عصب حياة اللاجئين. ولعل ابرز ما يلفت زائر المخيم هو كرم ضيافته..  كرم ضيافة اهله وترحابهم والحس النضالي الوقار فيه، ولسان حالهم التمسك بحق العودة الى الوطن ورفض التوطين والتهجير.

العمل الفني شكّل وجهاً جميلا من التآخي اللبناني الفلسطيني واردنا انا وزميلتي كلبناني وفلسطينية ان نسلط الضوء على المخيم من منظار فني لا امني ولا سياسي..  ونرفع الصوت من خلال هذه الصور لقضية شعب هُجّر من ارضه قبل 68 عاماً ومن حقه ان يعود اليها".

والقى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات كلمة قال فيها: "نلتقي هنا فلسطينيين ولبنانيين في ذكرى النكبة، وما اجمل ان نرى هذا التكامل والتعاون بين الفلسطيني واللبناني، لاننا شعب واحد وجزء اصيل من هذه الامة. نلتقي لنرى هذا العمل الذي نشاهده اليوم وهذه الصور التي التقطت والتي اشرف عليها الاخ باسم نحلة و الاخت ساندي الحلو الذي رافقته وشاركته في اعداد هذا العمل بكل اتقان. فعندما شاهدنا هذه الصور في المخيمات الفلسطينية من الراشيدية حتى الشمال مرورا ببيروت، شاهدنا الاطفال بعيونهم اصرار العودة الى فلسطين، وشاهدنا المرأة الفلسطينية التي ترفع شارة النصر والتي ما زالت تحمل مفتاح العودة الى فلسطين، شاهدنا البيوت والمنازل وازقة المخيم واصرار شعبنا على العودة والتمسك بثوابته الوطنية في حقه بالمقاومة".

وأضاف "المقاومة لا يمكن الا ان تكون اشرف ظاهرة وجدت،  كما قال الرئيس عبد الناصر والمقاومة لا يستطيع ان تُحاص، وبالتالي لن يستطيع احد ان يتجاوزها.  لذلك عندما نرعى اليوم هذه الفاعليه.. ونرى هذه الصور نثبت ان شعبنا الفلسطيني ومن خلفه كل الاحرار في امتنا العربية انهم دائماً بوصلتهم ستكون باتجاه فلسطين. لذلك عندما نقول العودة يعني ان نستمر بالنضال والكفاح على درب الذين سبقونا من ابناء ثورتنا الفلسطينية المعاصرة على درب الشهيد ياسر عرفات ورفاقه الابطال وعلى درب ابو جهاد وجهاد جبريل والرنتيسي وفتحي الشقاقي وكل المناضلين الذين استشهدوا على درب فلسطين كل فلسطين".

وختم ابو العردات قائلاً: "نعاهدكم اليوم في ذكرى النكبة ان نستمر بالثورة، لأن الثورة جاءت وانطلقت رداً على النكبة وبالتالي نحن شعب نقول سنستمر بنضالنا ونستمر بالسعي لتوحيد صفوفننا مهما بلغت التضحيات لأن في الوحدة قوة وفي الانقسام وهن والموت ونحن شعب نريد الحياة.

لقد تعددت اساليب النضال ضد العدو الصهيوني ولكن يبقى الهدف واحد هو فلسطين الجريحة. فمن البندقية، الى الكلمة، الى الصورة. ولعل اكثر ما يعبر عن الواقع هي الصورة التي فضحت إرهاب حكام اسرائيل.

فقد استطاع باسم نحلة وساندي الحلو وبصدق ومن خلال مئة وعشرين صورة فوتوغرافية فنية التقطت بفن واحتراف في مخيمات الفلسطينيين في لبنان، ان يحاكيا الواقع الفلسطيني وان يلامسا عن قرب حياة اللاجئين الفلسطينيين وبأسلوب معبر.. مئة وعشرون صورة فنية تفضح ما قامت به العصابات الصهيونية عام 1948  حين طردت شعب ذو حضارة وتاريخ وتراث.. مئة معشرون صورة لا تحتاج الى شرح وتعبير.. الكبير والصغير يفهمها وبسلاسة مطلقة.. صور تجسّد معاناة مستمرة منذ 68 وتداعياتها لا زالت حتى الساعة..

لقد تناولت الصور مختلف نواحي حياة اللاجئين: كيف يعيشون في اماكن فرضت عليهم وجردها المجتمع الدولي من أبسط سبل الحياة الكريمة والبيئة السليمة، صور الاصرار على الاستمرار بالعيش في ظروف سيئة للغاية على أمل العودة الى ديارهم. كما لم يغب عن بال نحلة والحلو ان يجسدا من خلال الصور الجانب المبهج والأبداعي للشعب الفلسطيني وكرم الضيافة المعروفة لدى الفلسطينيين.

لقد ترجم نحلة والحلو احاسيسهما وشعورهما تجاه المخيمات من خلال صورهم..عمل ابداعي رائع يستحقا توجيه الشكر لهما.. لذلك قامت قيادة حركة فتح في بيروت بتقديم شهادتي وفاء وتقدير لعطائهما تجاه فلسطين وقضيتها وشعبها".