لم يعد الإقدام على الانتحار شنقاً، أو حرقاً أمراً مستغرباً في قطاع غزة، بل بات في كثير من الاحيان الحل الاسهل للخلاص من الضغط المعاش، ولانعدام الامل بأن يكون قادم الايام افضل ومختلفا عن السنوات الماضية العجاف.

ابن العشرينيات من العمر، رامي الشنا، أقدم امس الأثنين، على سكب مادة البنزين على جسده في شارع جلال بخان يونس، جنوب قطاع غزة، ليصاب بحروق بليغة، كادت تودي بحياته، لولا العناية الالهية، وتدخل المارة بمنع النيران أن تأكل جسده المتعب قهراً، بعد أن صادرت شرطة حماس سيارته "مصدر رزقه".

رامي الشنا، هو واحد من شباب قطاع غزة، الذين لا تتوفر لهم فرص العيش الكريم، وهم يعيشون الحصار منذ عشر سنوات، ومعدل البطالة بين صفوفهم بارتفاع دائم، وضغط سلطة الامر الواقع عليهم بفرض الضرائب لا يتوقف، ناهيكم عن الحروب الموسمية التي شردت عشرات الالاف منهم، بعد تدمير منازلهم.

كل تلك الصور المؤلمة للضحايا لا سيما الشباب الاطفال كما حدث مع عائلة ابو هندية لم تتمكن من انتاج الصحوة لدى حكام سلطة الامر الواقع في قطاع غزة، وثنيهم عن القبض على مستقبل الشباب، وجعل الاحباط عنوان قادم ايامهم، ونثر الألم في غرف الاطفال، وجعل الموت حرقا مآلهم. بل كان الرد على كل ذلك الكم من الألم، الانشغال بتعليق صور الرئيس ورئيس الحكومة مخطوط عليها عبارات الفتنة، التي ارادوا من خلالها التنصل من المسؤولية، تجاه من تحكمهم عنوة، وتقبض على مصائرهم بغير وجه حق.

ان سلوك سلطة الامر الواقع انما يشكل نذير شؤم، وهي متجمدة في موقع حكمها، ويجعل الاهل في قطاع غزة، في حالة انتظار دائم لمعرفة اسم الضحية القادمة، وكأنه قدر لا مفر