الرئيس ترامب، المعروف بمواقفه الصارمة والداعمة لإسرائيل، قد يمارس ضغوطًا غير مسبوقة على الأطراف المعنية لتحقيق مصالح استراتيجية تتماشى مع سياساته السابقة.
تهديده بجعل الشرق الأوسط "جحيماً" في حال عدم إطلاق سراح الرهائن قبل توليه مهامه يمكن أن يكون له عدة تداعيات:

1. زيادة الضغط على حركة حماس: قد تتعرض حركة حماس لضغوط دولية إضافية، خصوصًا من الدول الحليفة للولايات المتحدة، لتقديم تنازلات تسهم في الإفراج عن الرهائن وتوقيع اتفاق لوقف الحرب على غزة.
وقد يتم فرض عقوبات اقتصادية أو سياسية جديدة على حماس أو الجهات الداعمة لها، مثل إيران وقطر لدفعها للتسريع بتوقيع اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن.

2. تصعيد عسكري محتمل: إن تهديد  الرئيس الأميركي قد يُفسَّر كمؤشر على استعداد الولايات المتحدة لدعم حملة عسكرية إسرائيلية واسعة ضد غزة، إذا لم يتم توقيع اتفاق الإفراج عن الرهائن قبل تسلمه لمهامه في البيت الأبيض في عشرين يناير المقبل.
وقد يشجع هذا إسرائيل على اتخاذ خطوات عسكرية  أكثر تصعيدية لتكثيف الضغط على حماس قبل دخول ترامب للبيت الأبيض وتسلمه مهامه.

3. تعقيد المفاوضات الجارية: إن تهديدات الرئيس  ترامب قد تؤدي إلى تصليب مواقف الأطراف حماس/إسرائيل.
خاصة أن  حركة حماس قد ترى في هذه التهديدات محاولة لإضعافها سياسيًا وعسكريًا، ما قد يدفعها لرفض تقديم تنازلات أكثر مما قدمته لغاية الآن عبر المفاوضات الجارية بواسطة الوسطاء.
وأيضًا قد تتبنى إسرائيل موقفًا أكثر تشددًا، مدعومة بوعود ترامب بالمزيد من الدعم العسكري والسياسي.

* كيف يمكن أن تستجيب حركة حماس لهذه الضغوطات الترامبية؟

فعلاً حركة حماس قد تتبنى استراتيجيات مختلفة للتعامل مع تهديدات الرئيس ترامب، منها:

1. تسريع المفاوضات: قد تختار حماس الدخول في مفاوضات مكثفة للإفراج عن الرهائن بشكل تدريجي مقابل تحقيق مكاسب سياسية وإنسانية، مثل رفع الحصار أو وقف العمليات العسكرية، إضافةً إلى إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

2. اللجوء إلى الوسطاء: قد تسعى  حركة حماس لتوسيع دائرة الوساطة الدولية، خاصة من قبل دول مثل قطر وتركيا، للضغط على الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق متوازن لا يظهر ضعف حركة حماس أو استبعادها من المشهد السياسي لاحقَا في اليوم التالي لوقف الحرب.

3. التمسك بمواقفها: إذا اعتبرت حركة حماس التهديدات الأميركية محاولة للإذعان، فقد تصر على شروطها دون تقديم تنازلات كبيرة، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة تصعيدٍ أكبر مما هو جارٍ الآن وعلى مدار خمسة عشر شهرًا من العدوان على قطاع غزة.

* دور الأطراف الدولية والإقليمية:

- الدول العربية والإسلامية: قد تشهد المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل دول مثل مصر وقطر لمحاولة تجنب تصعيد إضافي في ظل التهديدات الأميركية ومحاولة جسر الهوة بين شروط الأطراف حماس/إسرائيل، والتعجيل بتوقيع اتفاق يؤدي إلى إطلاق متدرج للرهائن وتخفيض التصعيد وصولاً إلى اتفاق وقف تام لإطلاق النار والبدء بإجراءات الغوث وترتيب الوضع في قطاع غزة ما بعد الحرب.

- الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة: قد تتزايد الجهود الدولية للضغط على جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق سريع لتجنب انفجار الوضع الإنساني والسياسي والعسكري  بصورة أوسع وأكثر بشاعة ودموية مما هو عليه.

ختامًا إذا ما عاد ترامب إلى البيت الأبيض قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فإن أسلوبه الحاد ونهجه الأحادي وتهديداته بجعل المنطقة "جحيماً" قد تضيف تعقيدًا للمفاوضات الجارية وتضع جميع الأطراف أمام خيارات صعبة.
ومع ذلك، يبقى السؤال الأساسي، هل ستكون التهديدات كافية لدفع الأطراف إلى طاولة المفاوضات أم أنها ستؤدي إلى تصعيد أكبر يعمق الأزمة؟.
ولكن يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوف يعمل على توقيع الإتفاق في نهاية  الأمر وتقديمه على شكل مكافأة نهاية الخدمة  للرئيس جو بايدن وإدارته، وهدية ترحيبية للرئيس   دونالد ترامب وإدارته القادمة إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير القادم، وعربون عهد جديد للعلاقة الإسرائيلية مع الرئيس ترامب وإدارته الجديدة.
هذا يعني استمرار سياسات المجازر والقتل والدمار والتهجير الهمجي السافر الذي يمارسه الكيان الصهيوني دون حساب إلى حين تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض.