اكياس النايلون التالفة داخل البيوت او حتى الملقاه في الشوارع بالنسبة لزينب عزيز لا تعني شيئا عاديا , ففي كل مكان ترى فيه الاكياس التالفة سواء في منزلها او امامه تقوم بجمعها, رغبة منها من الاستفادة وتحويلها الى اشكال ومنتجات جمالية متعددة لتصبح ذات قيمة ورونق خاص .
فداخل ارض زراعية صغيرة تتخذ عزيز ومجموعة من النسوة  تجمعا لهن لإتمام عملهن في اعادة تدوير أكياس النايلون التالفة بعد جمعها ,جالسين واقفين ، بوضعيات مختلفة , فمن امرأة تجلس وامامها دلو من المياه تغسل الاكياس، الى اخرى تجففه، اما تلك فتمسك "بصنارة" الغزل لتصنع من كيس النايلون خيط وتجدله ومن ثم تحوله الى سلع ومنتجات لتصبح ذات قيمة، رغبة منهن في استخدامها كإضافات للسلع, وتشكيل مصدر رزق لهن خاصة ان اوضاعهن الاقتصادية متواضعة .
وتقول عزيز وهي متمسكة بالمقص وأكياس النايلون  :" لقد لجأت الى ان اقوم بهذا المشروع كوني درست تخصصين وتخرجت من الجامعة فوجدت عملا موقتا لمدة ثلاثة شهور , لكن بعد ذلك لم استسلم ففكرت بشيء جديد غير موجود في السوق , فعملي على الاداة التي تستخدم في خياطة الصوف , دفعني الى ان اقوم بتشكيل اكياس النايلون الى اشكال مختلفة لتنال اعجابي واقوم بتطبيقها مرة اخرى .
وتتابع قائلة :" ان هناك مجموعة من المراحل تمر فيها عملية التصنيع , اولها هي تجميع الاكياس التالفة, من ثم غسلها وتعقيمها وتجفيفها، فنقوم بتحويلها بمساعدة مجموعة من النسوة باستخدام "صنارة " الصوف الى خيوط نايلون وحياكتها الى الشكل المطلوب .
وتضيف عزيز لمراسل "دينا الوطن":" قمت بعرض هذه الفكرة على بعض أقاربي وصديقاتي فنالت الفكرة اندهاشهم كونها غير تقليدية, فقمت بتجميع بعض النساء والفتيات اللواتي يتقن "الخياطة بالصوف " كون فكرتي قريبة من هذه المهنة , مشيرة انها تسعى الى أن تشارك في منتجاتها في معارض في الفترة القادة لكي تعرضها منتجاتها للبيع.
وحول اختيارها للنايلون في تصنيع منتجاتها, أوضحت ان النايلون يعتبر من المواد التي تتحمل الرطوبة مقارنة بالأخشاب او الحديد، فذلك يعتبر جيدا في تصنيع منتجاتها، اضافة الى انها تسعى الى عدم التخلص من النايلون بحرقه مما يسبب ضرر للبيئة, مبينة انها تهدف الى المحافظة على الثروة الحيوانية كثير من الحيوانات في الطرقات يعتقدون ان اكياس النايلون طعام فيقومون بأكلها مما يعرض حياتهم للخطر .
وعن المنتجات التي تقوم بتصنيعها , اشارت الى ان هناك اصناف واشكال متعددة مثل "المقالم"، و"القبعات", والحقائب الخاصة بالفتيات اضافة الى العديد من المستلزمات التي تستعمل داخل البيوت، مبينة انها تسعى الى تسويق منتجاتها وبيعها في معارض , متمنية ان تجد اقبال على شراء منتجاتها , لكي تعطي النساء اللواتي يعملن معها اجرهن, مبينة انها انشأت صفحة على الفيس بوك حملت اسم "التراث الجديد "، وقامت بعرض منتجاتها لتنال اعجاب الكثيرين من متابعي الصفحة .
وحول العوائق التي واجهتها , بينت الى ان النايلون غير متوفر بالشكل المطلوب فهذه المشكلة يجب على البلدية حلها بنشر الثقافة لدى المواطنين بضرورة فرز النايلون والمعادن الاخرى كل على حدى ,فهذه الخطوة ستوفر علينا عملية تنظيف النايلون، اضافة الى عدم وجود مكان خاص لكي نعمل برفقة النساء كفريق واحد ,
وطالبت عزيز المؤسسات الخيرية والجهات الداعمة بضرورة تبني فكرة المشروع خاصة انه يحتاج الى راس مال لكي تقوم بإعطاء الاجور للعاملات معها وتوفير فرص لهن .