لا يزال الابداع  عنوان ومسيرة حياة للفلسطينيين الطامحين لنيل مستوى مختلف ولتحقيق ما يطمحون له ليس امامهم من طريق سوى الابتكار الذين سلكوا طريقا طويلا فيه .
الفتاتان مجد المشهراوي وروان عبد اللطيف خريجتا كلية الهندسة  عام 2016 من الجامعة الاسلامية بغزة لهما بداية مع الابداع .
قالت المهندسة مجد المشهراوي أن بدايتها كانت في السنة الثالثة لدراستها كلية الهندسة حيث فكرت هي ورفيقتها في المشروع بعمل مشترك بينهما لاطلاق مشاريع متعددة في مجالات الانشاءات والطرق والبنى التحتية والتصميم
تقول مجد المشهراوي  بدأت فكرة جرين كيك من واقع التجربة الذي عاشته المهندستان في مواقع العمل ، فقد ادركنا  أن هناك مشكلة كبيرة في أحجار البناء المستخدمة تتمثل في سوء الجودة في الاحجار المستخدمة بالإضافة لسعرها المرتفع،فقاما بالعمل على الفكرة خلال الفصل الأخير من الجامعة في شهر نوفمبر واستمرا لغاية الآن.

فكرة المشروع
وتتابع حديثها "نشأت الفكرة من اعادة استخدام مواد مضرة بالبيئة وهي الرماد المتطاير وهو مادة تنتج من حرق الفحم لأجل توليد الطاقة والتي يتم التخلص منها إما بالدفن أو القاءها في مكبات النفايات وكلاهما حلان مضران بشكل كبير في البيئة، من هنا جاءت فكرة استخدام الرماد لأجل من جديد في تطبيقات انشائية. كما وقمنا بحل مشكلة الوزن والسعر اللتان بالإضافة للمشكلة البيئية التي ذكرناها مسبقا وبذلك يكون حجر جرين كيك هو حجر صديق للبئية بوزن أخف وسعر أقل بالإضافة لعزل ممتاز للحرارة والصور نظراً لأنه مفرغ من الداخل ويحتوي على نسبة عالية من الفراغات.

الأدوات والمواد ومراحل الأعداد
وأكدت المشهراوي "عادة يمر المنتج بمراحل عديدة حتى الوصول للشكل النهائي و الذي يمكن طرحه للمستهلك و هذه المراحل تتمثل في : احضار المواد الخام اللازمة للانتاج و هي : الاسمنت المتوفر محليا و الرماد ومواد أخرى يتم اضافتها , غالبا يكون الرماد غير جاهز للاستخدام المباشر حيث أننا نحصل عليه من الفواخير في غزة و لذلك تجري عليه بعض العمليات حتى يصبح جاهزا للاستخدام النهائي مبينة أن" المرحلة الثانية تتمثل في بدء عملية الخلط و تتم في خلاط ميكانيكي يتم اضافة المواد الخام فيه بشكل كامل ثم تتم اضافة الماء حتى الوصول لخلطة متماسكة تشبه في قوامها خلطة الحجر العادي و يتم بعد ذلك في المرحلة الثالثة وضع الخلطة في الة صنع الاحجار و انتاج الاحجار يتلو ذلك تركه حتى يجف و من ثم يصبح جاهزا للاستخدام الفوري.

الصعوبات والعقبات التي واجهناها
وعن أول الصعوبات التي واجهت المهندستان قالت " كانت امكانية اقناع المجتمع بفكرة جديدة فيجب أن تكون مقتنعا بها بنسبة 100%و أن تبني الفكرة داخليا حتى ينعكس على المجتمع من حولك , و نحن مقتنعين و متبنيين لفكرتنا بشكل كامل مما سيجعل اقناع المجتمع أسهل و مع ذلك فنحن نتوقع أن تكون هناك ردة فعل سلبية أو معارضة لفكرتنا في البداية و لكن يبقى الفيصل بيننا و بين المعارضين خصائص الحجر المنتج من سعر قليل و وزن خفيف و قوة مناسبة . 
وأيضا كوننا فتيات يعملن في مجال الأنشاءات كان عقبة كبيرة في البداية وخاصة في وسط معروف بأنه مجال للرجال ولكن بسرعة تجاوزنا تلك المشكلة بإثبات إمكانيتنا للعمل وأن لدينا منتج قوي قد يصبح يوم ما أفضل مما يتم انتاجه حاليا.
وأشارت ان الصعوبات أيضا" هي فشل نتائج الفحوصات الأولية للعينات، فالعينات التي قمنا بانتاجها في البدايات الأولى فشلت وهي ما تقارب المئة عينة، وكان ذلك كفيل بان يوقفنا لما نصبو إليه ولكن تمسكنا بالحلم والهدف هو ما جعلنا نستمر لغابة الآن.

الدعم الذي حصلنا عليه
وعن الدعم قالت " كان الأهل هم الداعم الأول لنا في كل خطوة، فإيمانهم بأن أبنائهم قادرين هو ما دفعنا للاستمرار بعد كل انكسار، كما وكان لمبادرون الدور العظيم في تزويدنا بكل ما نحتاجه من الخبرات المتعلقة بالسوق والزبائن وتدريبنا من أجل انتاج أفضل منتج، كما وقاموا بدعمنا ماليا كوننا أحد الفرق التي تم احتضانها في مبادرون 3.
كما وقام باستضافتنا العديد من المصانع كمصنح حبيب وصبرة ومصنع حبوش دون أي مقابل، وقدموا لنا التغذية الراجعة المتعلقة بمنتجانا، وأيضا المختبر االهندسي الذي قام بعمل الفحوصات لنا عدة مرات وأيضا قدم لنا المشورة والنصيحة.

براءة الأختراع:
وعن بامكانية حصولها على براءة اختراع قالت "قمنا بالتقدم لبراءة الأختراع وتحضير المستندات اللازمة واعطاؤهم العينات لذلك وتم قبول الطلب في وزارة الاقتصاد ومن المتوقع عقد اللجنة الفنية الاسبوع القادم إن شاء الله  مشيرة أنهها وزميلتها "تطمحان لأن يصبح المشروع مطبقا محليا وعالميا، وأن يصبح حجر جرين كيك هو المتداول في السوق، وقد قمنا بالمشاركة في مسابقة ال MIT  بالتعاون مع شركة زين السعودية وتأهلنا لنصف النهائيات وكلنا أمل بالفوز.
وأكدت "بالتأكيد لا يمكن نجاح الافكار لمجرد أنها جيدة أو مميزة فلا بد من وجود مبدأ و خطط عمل , بالنسبة لنا فنحن نسير باتجاهين , الاول دراسة المنتج الحالي بكافة خصائصه و اختباراته و العمل على الترويج له مع العمل بشكل موازي على خطة عمل تتيح البدأ في الانتاج في اقرب فرصة . اما الاتجاه الثاني فيتمثل في دراسة التطوير الممكن على الحجر و التغيير الايجابي الممكن في المواد و طبيعتها و العمل على تطوير المشروع بشكل مستمر .

مشاركتنا في مؤتمر ميلاد جديد الذي عقد في الجامعة الإسلامية :
لقد كان ميلاد جديد هو أول لقاء لنا أمام هذا الحشد الكبير من الجمهور المتعدد من طلبة المدارس والجامعات وأساتذتنا ورؤساء الأقسام وعاملو الجامعة ومباشرة وليس من خلال قناة تلفزيوينة أو تقرير أو حلقة اذاعية.
لقد قمنا باحضار العديد من العينات التي قمنا بانتاجها مؤخرا والشرح عليها تفصيلا لمدة 15 دقيقة، كما وشرحنا المشروع بالتفصيل والعقبات التي واجهناها خلال الفترات السابقة وكيف تغلبنا عليها بالاصرار والعزيمة، وكان تفاعل الجمهور معنا ممتازا كما وتلقينا التهاني بعد المؤتمر واشادوا بمجهودنا .

لقد كانت حقا تجربة رائعة !
وختمت بالقول "لا حدود للطموح الذي تملكه ،فالإنسان الذي يملك حلما لا ينام، فيجب أن تعلم أنك الوحيد الذي تستطيع أن تحدد كيف يكون مستقبلك، إما مشرقا أو مظلما، ولا تنتظر من الأمل أن يطرق بابك بل ابنِ له بابا، كلانا أنا وروان كنا مؤمنين بأنّا سنصل لذلك وصلنا، اعمل واجتهد وسوف تصبح يوما ما تريد، ولا تمت قبل أن تترك بصمتك في المجتمع مبينة "الذي يعتقد أنه وصل القمة يكون في أسفل الجبل، لذلك لن نقف إلى حد توصلنا إليه، وبالفعل قمنا بتحديد العديد من المشاكل التي تحتاج لحلول ونحن بصدد البحث عنها