أقامت حركة "فتح" في منطقة الشمال مهرجاناً جماهيرياً إحياءً لذكرى معركة الكرامة البطولية ويوم الارض الخالد، اليوم الخميس 31\3\2016 في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي.

وشارك في المهرجان ممثلو الفصائل واللجان الشعبية الفلسطيية وقوى واحزاب لبنانية وهيئات وفعاليات وجماهير من منطقة الشمال.

في البداية كانت كلمة للحزب الشيوعي اللبناني ألقاها عضو قيادة الشمال د.نزيه المرعبي فأشاد برمزية معركة الكرامة التي تصدّت فيها المقاومة الفلسطينية على مدى ساعات طويلة لأرتال العدو الصهيوني المدعومة بالقصف البري والجوي وأجبرتها على الانسحاب بعد ان كبّدتها الخسائر الكبيرة في العتاد والجنود.

واضاف "معركة الكرامة شكّلت نقطة تحوُّل كبيرة بالنسبة إلى حركة "فتح" والمقاومة الفلسطينية فقد كرّست وجودها ودورها، وأظهرت التفاف الجماهير الفلسطينية والعربية حولها، وأكّدت مشروعيتها بالنضال من اجل انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني، وحصدت اعترافاً عربياً ودولياً في الاوساط الشعبية والسياسية المتعاطفة مع الشعوب المناضلة من اجل حقوقها العادلة وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني".

وحيّا المرعبي يوم الارض "الذي انتفضَ فيه فلسطينيو الـ48 رداً على مصادرة آلاف الدونمات من الاراضي الفلسطينية بهدف تهويد الجليل حيث تحرّكت الجماهير من الجليل الى النقب، واندلعت الاشتباكات التي أسفرت عن ستة شهداء ومئات الجرحى والمعتقلين ولم تتوقّف هبّة يوم الارض إلا بعد تراجع العدو الصهيوني عن مخطّطه في مصادرة الاراضي الفلسطينية وتهويدها"، وأردف "لقد أثبت الشعب الفلسطيني أنه على استعداد تام ودائم لخوض كل أشكال النضال وبأن الهوية الوطنية تجمعه أينما كان واينما حل، والاستعداد الدائم للنضال من أجل تحقيق العودة ودحر الاحتلال".

ثم كانت قصائد من وحي مناسبتَي معركة الكرامة ويوم الارض لشاعر المخيمات الاستاذ شحادة الخطيب.

ثم كانت كلمة لمسؤول الحزب التقدمي الاشتراكي في الشمال د.قصي الحسين الذي قال: "لم يعد أمامنا من سبيل إلا التفكير بمنطق الأرض في يوم الارض الذي نعيد إحياءه اليوم في الذكرى الـ40 وكل ثلاثين من آذار حتى موعد التحرير للارض الفلسطينية من الصهاينة الغاصبين".

واضاف "يوم الأرض يجعل فلسطين أقرب الى الحرية وأقرب الى تحرير النضال والجهاد في سبيل الفداء المقدّس من كل انشقاق بين الإخوة المناضلين والمجاهدين ومن كل القيود الغيبية الدينية وبطرياركية الفصائل المنغلقة والعمالة لاسرائيل أياً تكن هذه العمالة، يوم الارض يجعل الدفاع عن المسجد الاقصى قِبلَة الجهاد والنضال ويجعل الجدار الفاصل جداراً عنصريّاً بامتياز، ويجعل الدفاع عن ما تبقّى من اراضي الضفة والقطاع اولوية الاولويات حيث البلدات المحاصرة بالمستوطنات والمناطق العسكرية المغلقة حيث يتعزّز الحقد والكراهية والعصبيات بين العائلات والعشائر. يوم الارض يجعل سجون الاحتلال نوافذَ للحرية ويجعل المعتقلين والمقاومين والمعتصمين والممتنعين قلاعاً قوية وصامدة في وجه المراوغة الصهيونية وشتى أشكال الاضطهاد والمساومة. ويوم الارض يجعل ثورة السكاكين بعد ثورة الحجارة مقدمات طبيعية للرفض ورد حملات الاغتصاب للارض والعرض فلا اغتراب عن التراب ولا نازية ولا فاشية ولا عنصرية ولا محارق يومية يمكنها ان توقف ثورة الاجيال ثورة فلسطين بكل اهلها ومناصريها ومؤيديها عن صون ترابها وثراها".

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال ابو جهاد فياض حيث قال: "إنه في معركة الكرامة تصدّت قوات الثورة الفلسطينية لجيش الاحتلال الصهيوني، معركة الكرامة البطولية أعادت الكرامة للأمة العربية التي سُلِبَت منها في هزيمة حزيران 67. وفي هذه المعركة أخذت حركة فتح قرارها بالصمود والمواجهة وبذلك كانت الكرامة انطلاقة جديدة".

واضاف فياض "الذكرى الـ40 "ليوم الأرض الخالد" تأتي هذا العام مرتبطة بانتفاضة القدس انتفاضة الشباب والشابات والاطفال وهم يتصدون لهذا الاحتلال الغاشم متمسكين بارضهم ومقدساتهم. يوم الارض يحييه الشعب الفلسطيني في 30 آذار من كل عام، وتعود احداثه لآذار 1976 الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسُّكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم على تراب وطنهم".

وأكد فياض أن الهبّة الشعبية المتصاعدة التي تقودها الجماهير الفلسطينية بالتزامن مع الحراك السياسي الفلسطيني، إنما هي لتثبيت هويتنا الوطنية وحقنا السياسي والقانوني والإنساني والتاريخي وتقرير المصير وحق العودة، وملاحقة ومساءلة دولة الاحتلال على جرائمها المنافية لقواعد القانون الدولي في المحاكم والمحافل الدولية، مردفاً "إن شعبنا وقيادته ماضون في نضالهم لتجسيد حقوقنا الوطنية المشروعة، وتعزيز ثباتنا بمواجهة المشروع الاستعماري الاستيطاني، والمخططات الإحتلالية والتصفوية، والمحاولات العبثية لاقتلاعنا من أرضنا المباركة".

وحيّا فياض نضالات وصمود أبناء شعبنا الفلسطيني، وخصوصاً في اراضي العام 1948، لأن هذا اليوم كان ومازال يشكّل مناسبة للتأكيد على وحدة شعبنا الفلسطيني، وأكّد ضرورة إنهاء الانقسام واتمام المصالحة متمنّياً لحوارات الدوحة النجاح وتغليب المصلحة الوطنية العُليا، لأنها باتت أولوية قصوى لتعزيز وحدتنا في مواجهة السياسات العنصرية الصهيونية، مشدّداً على أنه "ليس أمامنا فلسطينياً إلاّ الاتفاق على البرنامج السياسي وان نذهب فوراً إلى الانتخابات لتعزيز الشرعية الفلسطينية".

من جهة ثانية أشار فيّاض الى ان قرارات المجلس الثوري لحركة "فتح" الأخيرة تعبّر عن طموحات وآمال أبناء شعبنا، وطالب القيادة الفلسطينية بالإسراع بتنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية خصوصاً أن العدو الصهيوني لم يلتزم بأيّ من الاتفاقات الدولية الموقّعة والذي ما زال يرتكب الجرائم بحق أبناء شعبنا ليس آخرها حرق الاطفال والعائلات والاعدامات الميدانية وكان آخرها إطلاق جندي صهيوني مجرم النار عمداً على رأس الشهيد عبدالفتاح الشريف بدم بارد حيث تمثّلت سادية القتل والاجرام على مرأى ومسمع من هذا العالم الصامت على قتل ابناء فلسطين.

وثمن فياض زيارة الامين العام للامم المتحدة الى مخيم نهر البارد وعلّق بالقول: "نعتبر الزيارة زيارة مهمة لأنها جاءت في الوقت المناسب لمخاطبة أعلى مرجعية دولية معنية بحالة اللجوء الفلسطينية، ولقد شكّلت هذه الزيارة فرصة مهمة كي يرى ويسمع السيد بان كي مون معاناة اهلنا في مخيم نهر البارد". وأمل فيّاض من الأمين العام بعد اطِّلاعه على الاوضاع ميدانياً أن يتم استكمال إعمار مخيم نهر البارد، وأن تتراجع الاونروا عن قراراتها بتقليص الخدمات لأبناء شعبنا.