عقدت أزمة خلية الأونروا مؤتمرها الصحفي السادس أمام  مكتب لبنان الإقليمي في بئر حسن، صباح الأربعاء 30/3/2016 في جو ارتياح عام لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى مخيم نهر البارد، معتبرين الزيارة مكسباً وطنياً فلسطينياً، يجب استثماره لحشد التمويل الدولي اللازم لاستكمال إعمار المخيم، ودعم ميزانية وكالة الأونروا، لمواصلة  القيام بالدور المطلوب منها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، والتي أنشئت من أجله من قبل الأمم المتحدة في العام 1949. وامتعاض من معالجة مدير عام الأونروا ماثياس شمالي للأزمة.

حضر المؤتمر قادة الفصائل الفلسطينية إلى جانب أعضاء خلية الأزمة، وممثلو اللجان الشعبية وشخصيات دينية.

وتلا مذكرة البيان الصحفي عضو خلية الأزمة حسين الخطيب، وهذا نصُّها:      

السادة الإعلاميين

تحية احترام وتقدير

في البدء نود أن نتقدم بالشكر من حضرتكم لدعمكم لمطالب أهلنا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لدى وكالة الأونروا، والمتعلقة بالقضايا والاحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ونقدر عالياً متابعتكم لتحركاتنا الاحتجاجية وتغطيتها لكي تصل إلى كافة الاتجاهات والمستويات المحلية والعربية والدولية، لكي يدرك العالم حجم المعاناة والمأساة التي يعيشها أهلنا اللاجئون الفلسطينيون،  بسبب النكبة التي حلت بهم في العام 1948 والتي تمثلت بأكبر جريمة إنسانية عرفها التاريخ الحديث، أدت إلى تهجير وطرد غالبية أبناء شعبنا عن أرضه بقوة الإرهاب والاحتلال والإحلال على يد العصابات الصهيونية بدعم من دول الاستعمار والرجعية العربية آن ذاك.

كنا  قد بينا في المؤتمرات الصحفية التي عقدناها سابقاً، حجم الآثار التي عكستها تقليصات الاونروا لخدماتها وتقديماتها على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين عموماً وفي لبنان خصوصاً، تلك التقليصات المستمرة منذ أكثر من خمسة سنوات، والتي طالت كافة المجالات الحياتية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين، المتعلقة بالتربية والتعليم، والطبابة والاستشفاء، والإغاثة والإيواء، والتوظيف وغيرها، ولم تلتزم إدارة وكالة الأونروا أيضاً  بالمعايير الإنسانية الدولية المتعلقة باحتياجات اللاجئين الملحة والضرورية، بحيث أصبحت تقديماتها ومساعداتها في مختلف المجالات، متدنية جداً، ولا تلبي الحد الأدنى للمعيشة والحياة الإنسانية.

واليوم وبعد أكثر من 90 يوماً على مواصلة الاحتجاجات الجماهيرية السلمية الرافضة لقرارات وإجراءات الاونروا، لم نلمس تقدم ولو بخطوة فعلية واحدة من قبل السيد ماتياس شمالي تشير بأنه ينوي معالجة الأزمة التي أحدثتها قراراته وإجراءاته التعسفية، وهذا ما يزيد قناعتنا ومخاوفنا من الخلفية السياسية التي تقف خلف هذه القرارات والتي نعتقد بأنها سياسية بامتياز، تهدف إلى الإنهاء المتدرج لعمل وكالة الأونروا كمقدمة للانقضاض على قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تمثل القلب النابض وجوهر القضية الفلسطينية، وهذا ما سنتصدى له ونفشله كما أفشل شعبنا سابقاً عشرات المشاريع والمؤامرات التي كانت تحمل ذات الأهداف.

السادة الإعلاميين

اسمحوا لنا بأن ننتهز هذا المؤتمر لنرد على بعض من إدعاءات السيد "ماتياس شمالي" التي أطلقها في مقابلة أجراها معه تلفزيون القدس يوم أمس، والذي قال فيها: بأن الفصائل الفلسطينية لا تمثل كل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأن هناك جهات فلسطينية أخرى يمكن التعامل معها لتأمين مصالح اللاجئين الفلسطينيين، من وجهة نظره طبعاً.

ويقول أيضاً فيها بأنه توصل مع الدولة اللبنانية المضيفة والدول الأعضاء للأمم المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى إستراتيجية متوسطة الأمد للسنوات الست القادمة من أجل تأمين كافة الخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

بدورنا، نحن في خلية الأزمة نقول رداً على هذه الافتراءات والتضليلات التي يطلقها بين الحين والآخر تعبيراً عن الحالة النفسية التي يعيشها بسبب عناده وعنجهيته وتصميمه على مواصلة تجاهل صوت اللاجئين الفلسطينيين والاستجابة إلى أنين المرضى الذين يتألمون على فراشهم بسبب عدم قدرتهم دخول المشافي للعلاج لأنهم غير قادرين على سداد ما فرضه عليهم من قيمة فاتورة الاستشفاء في المستشفيات الخاصة.

أولاً: بما يخص المرجعية الفلسطينية وخلية الأزمة نقول له ولغيره:  بأن خلية الأزمة  منبثقة عن قيادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية التي كان "حضرته" أي ماثياس شمالي وما زال يجتمع معها بشكل دوري منذ أن تولى منصبه كمدير عام لوكالة الاونروا في لبنان، والتي تعتبر مرجعية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان دون منازع، وتنال التفاف واسع من كافة قطاعات وفئات أهلنا اللاجئين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وتغطيها أيضاً القيادة الفلسطينية المتمثلة بالسيد الرئيس محمود عباس أبو مازن، ولا يستطيع أحد مهما علا شأنه أن ينال من مرجعيتها ومن حضورها ودورها في متابعة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وإذا كان السيد ماثياس شمالي مصراً على مواصلة البحث  عن مرجعية تعبد له الطريق وتؤمن له تطبيق قراراته الظالمة،  فإننا نقول له لن تتمكن من تحقيق ذلك، لأنك ببسيط العبارة أنت جاهل لطبيعة الشعب الفلسطيني الذي تصدى ويتصدى بكل الأحوال والمراحل وأفشل كل المحاولات لخلق بدائل عن مرجعيته السياسية الوطنية والإسلامية.

ثانياً: بما يخص الإستراتيجية التي يتحدث عنها :-

يهمنا أن نوضح بأن الإستراتيجية التي يتحدث عنها السيد " ماثياس شمالي " والتي حاول أن يقنع القيادة السياسية الفلسطينية بها والدولة اللبنانية والمجتمع الدولي وفشل بذلك، قائمة على التقليص المتدرج للخدمات والمساعدات وبشكل متسارع ولتبيان ذلك فإننا نود أن نستعرض جملة التقليصات التي أقدم عليها خلال عام واحد فقط وهي على الشكل التالي:

- أوقفت إدارة الأونروا في لبنان، خلال العام الماضي  2015 العمل بخطة الطوارئ التي كانت تعتمدها لأبناء مخيم نهر البارد المنكوب، والتي من خلالها كانت تقدم الوكالة لهم سلة غذائية متواضعة، وتغطية إستشفائية 100%  وبدل إيجار للعائلات التي ما زالت منازلها مدمرة.

- أوقفت ً مبلغ الـ 100$ التي كانت تقدم لكل عائلة كبدل إيواء لإخوتنا النازحين من مخيمات سوريا، فضلاً عن تخفيض القيمة المالية للسلة الغذائية المعطاة لهم، مع أن إدارة وكالة الأونروا تدرك تماماً بأن النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا لا يستفيدون من التقديمات التي يوفرها المجتمع الدولي للنازحين السوريين.

- وفي مجال التربية والتعليم فقد خفضت وكالة الأونروا من جودة التعليم، وأبرز ما قامت به في هذا المجال، إجراء عملية دمج للصفوف بحيث أصبح بالصف الواحد 50 طالباً وما فوق، وتجميد أي تعيينات جديدة وتقليص عدد المياومين إلى الحد الأدنى، واللجوء إلى اعتماد سياسة العقود المؤقتة لتعبئة المراكز الشاغرة، وتشجيع المعلمين ذوي الخبرة على الاستقالة واستبدالهم بمياومين.

- وفي مجال الاستشفاء فقد عملت الأونروا ومنذ عقود على تقلص حجم خدماتها الإستشفائية، وتجاهلت الازدياد المضطرد لعدد اللاجئين الفلسطينيين، ولم تقدم أي خطة إنسانية لاستيعاب هذا الازدياد، فيما يتعلق بعياداتها ومختبراتها في المخيمات، من حيث زيادة طواقمها الطبية والفنية والإدارية، كما وتراجعت كلياً صيدلياتها بتوفير الأدوية الضرورية للمرضى، ولم تكتفي بذلك، فقد لجأت ومنذ مطلع هذا العام 2016، إلى تقليص الخدمات الاستشفائية، من خلال الخطة التي وضعتها إدارة الأونروا في لبنان، والتي تجبر المرضى من اللاجئين الفلسطينيين على دفع قسط من فاتورة الاستشفاء في المستشفيات التي تتعاقد معها وكالة الأونروا، بنسبة تتراوح بين 5% و45% والتي في معظم الحالات تصل إلى آلاف الدولارات، في الوقت الذي يعيش ما نسبته 66.4% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تحت خط الفقر، أي أنهم عاجزون عن تلبية الحد الأدنى من حاجاتهم الغذائية وغير الغذائية الضرورية، و56% منهم عاطلون عن العمل، وفق المسح الاقتصادي والاجتماعي للاجئين الفلسطينيين في لبنان الذي قامت به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الأونروا بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت في صيف 2010.

إننا في خلية الأزمة المنبثقة عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، نحمل إدارة الأونروا المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان وعلى رأسها السيد ماثياس شمالي، ونحمّله أيضاً المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأمور وحالة الغليان الشعبي التي تعم المخيمات والتجمعات الفلسطينية منذ مالا يقل عن 90 يوم، وبهذا السياق فإننا نحذر من مخاطر الاستمرار بإتباع سياسية إدارة الظهر والتجاهل لمطالب اللاجئين الفلسطينيين، ونرى بأن المخرج المناسب لهذه الأزمة يتمثل بتراجع إدارة  وكالة الأونروا عن قراراتها وإجراءاتها التي اتخذتها مؤخراً، وإعادة ما تم تقليصه سابقاً، والعمل على تأمين كافة الاحتياجات والمتطلبات المعيشية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين وأبرزها :-

•       رفع نسبة مساهمة الأونروا في تغطية الاستشفاء الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بحيث تصل إلى 100% خاصة لعمليات القلب والسرطان وغسيل الكلى والأعصاب وتأمين الدواء اللازم دورياً لأصحابها المرضى، وفي هذا السياق فإننا ندعو إلى دعم وتطوير مستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، وتجهيزها بما يمكنّها من تقديم الخدمات الطبية للاجئين الفلسطينيين بمستوى يليق بحياتهم وإنسانيتهم.

•       القيام بحملة دولية لحشد التمويل المطلوب لاستكمال إعمار مخيم نهر البارد، والتعويض على أبنائه وإنهاء مأساتهم المستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام.

•       إعادة العمل بخطة الطوارئ الصحية والاغاثية والإيوائية، لأبناء مخيم نهر البارد المنكوب، إلى أن تنتهي عملية إعادة الإعمار بشكل كامل .

•       الاستمرار في تقديم بدلات الإيواء للاجئين الفلسطينيين النازحين من مخيمات سوريا إلى لبنان، وزيادتها لتتناسب مع المعدل العام للإيجارات في لبنان، وتأمين خطة طوارئ صحية توفر لهم التغطية الكاملة للاستشفاء والطبابة، بالإضافة إلى زيادة مبلغ الإغاثة الشهرية بما يراعي الارتفاع المتواصل لغلاء المعيشة في لبنان، وبما يؤمن لهم العيش بكرامة، إلى أن تتوفر لهم العودة الآمنة إلى مخيماتهم في سوريا.

•       زيادة عدد الصفوف والمعلمين في مدارس وكالة الأونروا، بما لا يزيد عن 30 طالباً في كل صف. وزيادة عدد المنح الجامعية التي تقدمها الأونروا للطلاب أبناء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بما يلبي الحاجة، والعمل على بناء جامعة خاصة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تستوعب كافة المجالات والاختصاصات العلمية.

•       توسيع الاختصاصات في كلية سبلين المهنية، وبناء معاهد مهنية في كافة المناطق اللبنانية التي يتواجد فيها مخيمات للاجئين الفلسطينيين.

•       رفع مستوى التوظيف في كافة مجالات العمل في وكالة الأونروا، بما يلبي ويسهل احتياجات ومتطلبات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان .

•       إعادة النظر في المعايير التي تعتمدها الأونروا في التعاطي مع حالات العسر الشديد، والعمل على استيعاب كافة العائلات والأفراد الذين يعانون من الفقر الشديد.

هذا وترافق مع انعقاد المؤتمر الصحفي إغلاق المقر الرئيس لوكالة الأونروا في لبنان ومكاتب مدراء المناطق في وكالة الأونروا، ومكاتب مدراء المخيمات في وكالة الأونروا.

وإغلاق مواقف السيارات والآليات في كافة المناطق ومنع الدخول والخروج منها وإليها، باستثناء: سيارات الأطباء- باصات معهد سبلين المهني- آليات أقسام الصحة ( النظافة).