نفّذت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللجان الشعبية وأعضاء خلية الازمة، والمؤسسات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني وأهالي مخيمات لبنان، ومنكوبو مخيم نهر البارد ونازحو مخيمات سوريا، إعتصاماً احتجاجياً ضد قرارات الأونروا التقليصية، أمام بيت الأمم المتحدة (الأسكوا) في الوسط التجاري لمدينة بيروت، صباح الخميس 10\3\2016، انتهى بتقديم مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد "بان كي مون" بإسم الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان.

ويأتي هذا الإعتصام تنفيذاً للبرنامج الدوري الأسبوعي الذي تقرره خلية الأزمة لمواجهة قرارات الأونروا المتعسفة والظالمة بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. تلا المذكرة عضو خلية الأزمة شكيب العينا. وهذا نصها:

السيد بان كي مون المحترم

تحية طيبة ممزوجة بألم اللجوء ومرارة النكبة والتشرد عن الوطن

نتوجه نحن في الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، واللجان والإتحادات والمنظمات الشعبية والأهلية الفلسطينية ومعنا إخوتنا النازحين من مخيمات سوريا وأهلنا أبناء مخيم نهر البارد المنكوب، وأبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، من حضرتكم بتحية إحترام وتقدير، وعبركم إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ونخص بالتحية كافة الدول التي وقفت مع الشعب الفلسطيني ودعمت حقوقه المشروعة المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، متمنّين من سعادتكم التدخل السريع لدفع إدارة الأونروا للتراجع عن قراراتها التي مسّت بشكل مباشر مختلف القضايا والمتطلبات والإحتياجات المعيشية والحياتية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي تعرّض حياتهم إلى كارثة إنسانية حقيقية، وآخرها القرارات والإجراءات المتعلقة بالإستشفاء والطبابة، والتي تجبر المرضى من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، على دفع قسط من فاتورة الإستشفاء في المستشفيات التي تتعاقد معها وكالة الأونروا، بنسبة تتراوح بين 5% و45% والتي في معظم الحالات تصل إلى آلاف الدولارات، في الوقت الذي يعيش ما نسبته 66.4% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تحت الفقر، أي أنهم عاجزون عن تلبية الحد الأدنى من حاجاتهم الغذائية وغير الغذائية الضرورية، و56% منهم عاطلون عن العمل، في ظل حرمانهم من الحقوق المدنية والإجتماعية وحق العمل، وفق المسح الإقتصادي والإجتماعي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذي قامت به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت في صيف 2010. كما سيؤدي حجب مساعدة الإيواء عن النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا، وتدني قيمة ثمن السلة الغذائية التي تقدمها وكالة الأونروا إلى تفاقم معاناتهم وزيادة حالة البؤس التي يعيشونها، في الوقت الذي لا يستفيدون من أي تقديمات في مجال الإغاثة والإيواء وغيرها من أي جهة كانت، محلية أو دولية.

السيد بان كي مون المحترم

إننا في الوقت الذي نحتشد فيه هنا أمام مقر الإسكوا في بيروت، لنرفع الصوت عالياً، تعبيراً عن رفضنا واحتجاجنا على القرارات الصادرة عن إدارة وكالة الأونروا، وندعو للضغط من أجل الحفاظ على خدماتها وتحسينها، فإننا نؤكد تمسكنا بهذه المؤسسة باعتبارها الشاهد الدولي الحي على الجريمة الإنسانية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني في العام 1948، والتي تمثلت بطرده عن أرضه وتشتيته إلى دول المنافي واللجوء والإغتراب.

وانطلاقاً من ذلك فإننا ندعوكم لحث ومطالبة المجتمع الدولي بمواصلة الإلتزام بتقديم الدعم المالي للأونروا، لكي تتمكن من الإستمرار بالقيام بدورها وعملها الذي أنشأت من أجله في رعاية وإغاثة ومساعدة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وفق المعايير الإنسانية الدولية، إلى أن تتحقق عودتهم إلى ديارهم وأرضهم وفق القرار الدولي 194، وأهم هذه القضايا والإحتياجات تتمثل بالتالي:

  1. تحديد موازنة ثابتة لوكالة الأونروا، كسائر المنظمات الدولية، كي لا يبقى اللاجئون الفلسطينيون عرضة للإبتزاز السياسي من قِبَل بعض الدول المانحة والممولة لوكالة الأونروا.
  2. القيام بحملة دولية لحشد التمويل المطلوب لاستكمال إعمار مخيم نهر البارد، والتعويض على أبنائه وإنهاء مأساتهم المستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام.
  3. توفير الأموال اللازمة للاستمرار بالعمل بخطة الطوارئ الصحية والإغاثية والإيوائية، لأبناء مخيم نهر البارد المنكوب، إلى أن تنتهي عملية الإعمار بشكل كامل.
  4. الإستمرار بتقديم بدلات الإيواء للفلسطينيين النازحين من سوريا إلى لبنان، وزيادتها لتتناسب مع المعدل العام للإيجارات في لبنان، وتأمين خطة طوارئ صحية توفر لهم التغطية الكاملة للإستشفاء والطبابة، بالإضافة إلى زيادة مبلغ الإغاثة الشهرية، بما يراعي الإرتفاع المتواصل لغلاء المعيشة في لبنان، وبما يؤمن لهم العيش بكرامة.
  5. إعتماد معيار موحّد في التعاطي مع قضية النازحين على اعتبار أنّ الظروف التي أدّت إلى نزوح الأخوة السوريين عن أرضهم، هي ذاتها التي أدّت إلى نزوح إخوتنا الفلسطينيين من مخيمات سوريا.
  6. رفع نسبة مساهمة الأونروا في الإستشفاء الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بحيث تصل إلى 100% خاصة لعمليات القلب والسرطان وغسيل الكلى والأعصاب، وتأمين الدواء اللازم دوريّاً لأصحابها المرضى، وفي هذا السياق فإننا ندعو إلى دعم وتطوير مستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، وتجهيزها بما يمكّنها من تقديم الخدمات الطبية للاجئين الفلسطينيين بمستوى يليق بحياتهم وإنسانيتهم.
  7. زيادة عدد العاملين في قسم الصحة (التنظيفات) في المخيمات، نظراً لزيادة حجم السكان من أجل توفير الصحة البيئية التي تتناسب مع الأصول الإنسانية.
  8. زيادة عدد المنح الجامعية التي تقدمها الأونروا للطلاب الفلسطينيين بما يلبي الحاجة، والعمل على بناء جامعة خاصة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تستوعب كافة المجالات والإختصاصات العلمية.
  9. زيادة عدد الصفوف والمعلمين في مدارس وكالة الاونروا، بما لا يزيد عن 30 طالباً في كل صف.

10. توسيع الإختصاصات في كلية سبلين المهنية، وبناء معاهد مهنية في كافة المناطق اللبنانية التي يتواجد فيها مخيمات للاجئين الفلسطينيين.

11. رفع مستوى التوظيف في كافة مجالات العمل في وكالة الأونروا، بما يلبي ويسهل إحتياجات ومتطلبات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

12. إعادة النظر في المعايير التي تعتمدها الأونروا في التعاطي مع حالات العسر الشديد، والعمل على إستيعاب كافة العائلات والأفراد اللذين يعانون من الفقر الشديد.

بعدها قام اعضاء القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية بتسليم المذكرة إلى ممثل الأمم المتحدة في الإسكوا.