فاز حزب الأحرار الليبرالي الكندي بالانتخابات البرلمانية فوزا كاسحا، منهيا تسع سنوات من حكم المحافظين، وتقدم حزب الأحرار - الذي يتزعمه جاستن تردو، نجل رئيس الوزراء السابق بيير ترودو - في 184 دائرة، مما يوفر له الأغلبية.

وتعد النتائج تحولا مدهشا للحزب الذي انحدر إلى المرتبة الثالثة في انتخابات عام 2011. وأعلن رئيس الوزراء الحالي، الذي ينتمي لحزب المحافظين، ستيفين هاربر، والذي يتقدم حزبه في 100 دائرة، هزيمة الحزب، وقال عقب إغلاق مراكز الاقتراع إنه هنأ تردو بالفوز، قائلا إن المحافظين يقبلون النتائج "دون تردد".

أما ترودو، الذي خاطب أنصاره الفرحين بالفوز فقال إن الكنديين "بعثوا برسالة واضحة ، مفادها أنه حان وقت التغيير".

وأضاف "نهزم الخوف بالأمل، نهزم السخرية بالعمل الجاد. لقد دحر معظمنا فكرة أن على الكنديين أن يقنعوا بالقليل. وهذا ما تفعله السياسة الإيجابية".

لترودو مواقف سياسية مختلفه عن التي تبنها رئيس الوزراء الحالي ستيفين هاربر والذي اكد فيها الاخير في تصريحات سابقة دعمه المطلق لواشنطن في حربها على داعش و تأيده لاسرائيل  وذلك عندما وقف امام الكنيست الاسرائيلي عام 2014 واعلن اعترافه باسرائيل كدولة يهودية، كما ان كندا كانت من الدول التسعة التي صوتت ضد الاعتراف بفلسطين كدولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة عام 2012.

واما ترودو فكان له تصريحات سياسية خلال حملته الانتخابية خارجة عن سياق التوجه السياسي الخارجي لكندا منها رفضه مشاركة حكومته في ضرب مواقع "داعش" في العراق وسورية، كما انه دعا الى استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، مما يجعل من هذه التصريحات امرا مثيرا للجدل ومقلقة لواشنطن وتطرح تساؤلات عدة حول المسار السياسي الخارجي الجديد الذي ستنتهجه كندا بعد وصول حزب الأحرار للحكم وخاصة فيما يتعلق بسياستها مع واشنطن واسرائيل.

العلاقة مع فلسطين 
وقال مصدر في الخارجية الفلسطينية   فضل عدم ذكر اسمه، " اننا نقف مراقبين لما سيخرج به رئيس الوزراء الكندي الجديد جاستن تردو من مواقف اتجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهل سيغير من سياستهم الخارجية اتجاه الاعتراف بما اوردته القوانين الدولية بشأن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطين مع حدود الرابع من خزيران، وحل الدولتين"

واضاف " نأخذ على السياسة الخارجية الكندية مأخذ عديدة، نتيجة تبعية الموقف الكندي للموقف الامريكي ومصادرة الموقف الكندي من قبل اسرائيل".

وتابع "ما نطلبه من كندا وغيرها من الدول مثل استراليا هو الادراك بان سياسية القطب الواحد في العالم ادت الى كوارث نتيجة تبعية دولها للموقف الامريكي في السياسة الخارجة والمحافل الدولية".

ودعا المصدر كندا الى تأيد القرارات الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية وخاصة الصادرة في مجلس الامن والامم المتحدة كونها احدى الدول الأعضاء في المجموعات الدولية.