اعتقد انه من واجب حركة حماس على المستوى الوطني والسياسي والأخلاقي ان تقوم بمراجعة شجاعة للذات ،وان تواجه فشلها سواء على مستوى حكومتها المقالة في غزة او على مستوى رهاناتها الحزبية، وذلك فيما يخص الاشتباك القائم الآن مع الرأي العام المصري ،وخاصة بعد خطف العناصر المصريين السبعة من الداخلية والجيش في منطقة رفح ،وقيام اعداد كبيرة من عناصر ومجندي الاجهزة الامنية المصرية بإغلاق معبر رفح ،وهو المتنفس الوحيد لمواطني قطاع غزة الذين يقترب عددهم من مليوني انسان !!!وتكدس الآلاف من ابناء القطاع على جانبي المعبر !!!واضطراب حياة آلاف من الفلسطينيين في الخارج الذين ابلغت شركات الطيران العربية والعالمية بعدم السماح بنقلهم الى مصر بسبب اغلاق المعبر !!! وهذه الصورة الشيطانية التي رسمها الرأي العام المصري لحماس ولقطاع غزة بوجه عام، وخاصة بعد مقتل الجنود الستة عشر في شهر رمضان الماضي ،أي قبل اقل من سنة، واختفاء ثلاثة ضباط، ثم خطف المجندين السبعة، والعودة لإثارة موضوع الانفاق بشكل دراماتيكي !!! بل وصل الأمر الى حد ان الرأي العام المصري ارجع النقص الحاد في بعض السلع والمواد في السوق المصرية ناتج عن تهريبها الى قطاع غزة !!!بل وصلت الجرأة الى حد ان احد المهووسين من جماعات الاسلام السياسي وهو الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل اقترح حلا للمشكلة ان يضم قطاع غزة الى مصر وكفى الله المؤمنين شر القتال !!ا وهو اقتراح ينم عن مشبوهية موغلة.

ونتيجة لأسئلة هامة جدا مسكوت عنها !!!ونتيجة لأن المنطق الذي يتحدث به بعض المتحدثين باسم حماس حول هذا الموضوع في وسائل الاعلام المصرية الرسمية والخاصة، ومن بين هؤلاء المتحدثين الدكتور محمود الزهار والدكتور صلاح البردويل والدكتور يحيى موسى العبدساوي هو منطق ساذج ومضحك في اغلب الاحيان ،ويجب ان تعرف حركة حماس ان المنطق الذي تستخدمه في الحديث مع عناصرها ومناصريها لا يجدي نفعا مع الآخرين، فما بالكم بالجار الاقرب وهو الشقيقة مصر.

لنبدأ بالجنود السبعة المختطفين، كيف ارتبط اختفاؤهم بقطاع غزة في ذهن الرأي العام المصري؟ وإذا كان موضوع الانفاق هو نقطة الارتكاز الرئيسية في هذا الاتهام، فما هو الجهد الذي بذلته حركة حماس لحل هذه المشكلة؟ وهل يكفي حماس ان تتجاهل الرأي العام المصري والفلسطيني كله، وان تتمسح برجل فاقد التوازن على المستوى العقلي والنفسي والاخلاقي وهو الشيخ القرضاوي، بحيث تعتبر زيارته لغزة غاية المراد من رب العباد، وتقبيل يديه قمة الانجاز؟.

خطف الجنود المصريين ،وإغلاق المعبر، وشيطنة صورة قطاع غزة، يطرح العديد من الاسئلة، لماذا نكون نحن في قطاع غزة ضحية للتجاذبات الداخلية المصرية؟ لماذا لا تكون هناك اجوبة واضحة وحاسمة من حماس حول رمي قطاع غزة في سيناء.

بطبيعة الحال، فان خطف الجنود المصريين، اعاد مخاوف حقيقية بشأن سيناء، التي تتراكم تفاصيل سلخها بصورة او بأخرى عن الواقع المصري، من خلال انتشار خلايا الارهاب بشكل ملحوظ في السنتين الاخيرتين، وهناك انتباه شديد من الرأي العام المصري لأن الوضع الأمني في سيناء هو مشروع تنمية منطقة قناة السويس، يصبان في خانة واحدة، ومع الأسف الشديد فان سلوك حماس اليومي داخل المشهد المصري لم ينجح في اقناع الرأي العام المتخوف لأن حماس ليست متورطة بصورة او بأخرى بهذا المشروع الخطير .

قطاع غزة يدفع الثمن الباهظ، وهو ضحية بالكامل، لأن اللذين يسيطرون عليه، وكذلك الذين يملكون الاجوبة على الاسئلة المطروحة لا يعلنونها، وساعد الله قطاع غزة الذي تكسرت فيه النصال على النصال ،ولا يعرف من اين تأتيه النوائب والضربات القاسية!.