ما إن سقط صاروخان على الضاحية الجنوبية في بيروت ذات الاغلبية الشيعية حتى قيل انه يعتقد ان الصاروخين اطلقا من مخيم فلسطيني قريب مع انهما اطلقا من موقع آخر.. وكأن هناك من يعد لحرب مخيمات كالتي شنتها حركة امل في مطلع الثمانينيات ضد مخيمات بيروت بدعم سوري وصمت عربي حتى اكل الناس الفئران في مخيم برج البراجنة.

وكان لحزب الله آنذاك موقف معارض لحركة أمل في انقضاضها على المخيمات لأنه لا يعض اليد التي دعمته منذ تأسيسه.

ليس للفلسطيني اي مصلحة في الاحتكاك مع احد في لبنان، خاصة حزب الله ولسنا بحاجة الى اعداء جدد بل الى اصدقاء، ولعلنا ندرك انه بعد احداث مخيم عين الحلوة الأخيرة هناك من يدفع ويحرض ويسلح اناسا في المخيمات بهدف نقل الاضطراب اليها.. وحتى اسرائيل لها مصلحة في ذلك لتعقيد الوضع اللبناني كما هناك مصلحة لأزلام النظام السوري في اقحام المخيمات في سوريا في اتون الحرب الأهلية كما هناك مصلحة قطرية استخبارية بائنة في ذلك الاقحام من الجهة الاخرى سواء في سوريا او في لبنان، لأن المطلوب كبش فداء تنصب عليه لعنات وغضب الجميع تمهيدا للتوصل الى صفقة سياسية في سوريا لا تنحر النظام ولا تنصر المعارضة, ففي كل عرس لنا قرص دموي ينظمه قواد وعرص, فبعد تحرير الكويت صب الكويتيون جام غضبهم على الفلسطينيين دون سبب, وبعد غزو العراق صب المرتزقة والطائفيون جام غضبهم على الفلسطينيين وشردوهم, وفي سوريا هناك ولائم ذبح ومجازر ضد الفلسطينيين وثمة من يريد ضرب الفلسطيني بالشيعي في لبنان مع انه لا مصلحة لا للشيعي ولا للفلسطيني.

يجب ابعاد الفلسطيني اينما كان عن الصراعات الداخلية والحروب الاهلية، اذ ثمة من يورطنا في مصر برغبة اخوانية وثمة من ورطنا لصالح النظام في سوريا ثم انقلب على النظام وصار يقاتله بعد ان نام في احضانه ردحا من الزمن ويقاتل حليفه السابق حزب الله في القصير.. وثمة من يورطنا مع المعارضة. كما حاول البعض توريط المخيمات في الحراك الأردني وفشل، فالجميع يبحثون عن كبش فداء لذبحه، وبعضنا يتطوع ليكون مطية ومرتزقا وخائنا لشعبه وهذا يجب فضحه ومساءلته بل ومعاقبته. فنحن عمليا لسنا بخير مع الأنظمة وصرنا في سوء مع من خلفها.. لعن الله الخلف والسلف