بعد أن أصبحت فلسطين دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة في 29\11\2012 بأغلبية 138 صوتاً مقابل 9 وامتناع 41 عن التصويت من أعضاء الجمعية البالغ عددهم193، إنضمت فيما بعد الى المنظمات الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.

وقرار الأمم المتحدة يجيز رفع رايات الدول غير الأعضاء الحائزة على وضع مراقب في "مقر ومكاتب الأمم المتحدة" وراء رايات الدول الأعضاء في نيويورك، وأمام المباني الرسمية الأخرى في جنيف وفيينا.

ويتزامن رفع علم فلسطين في الأمم المتحدة مع زيارة السيد الرئيس محمود عباس الى نيويورك للمشاركة في الجلسة السنوية للجمعية العامة وقمة حول التنمية المستدامة.

احتفاءً برفع علم فلسطين أمام مقر ومكاتب الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف وفيينا إحتفل الفلسطينيون في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في بيروت بكل شرائحهم الشعبية ومشاربهم السياسية والفصائلية والمؤسساتية والنقابية والطلابية والعمالية والنسائية واللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، والكشافة والفرق الموسيقية، بهذا الانتصار السياسي الذي حقّقته الدبلوماسية الفلسطينية، فرفعوا العلم الفلسطيني فوق أسطح وشرفات منازلهم وفي الطرقات وعلى وسائل النقل، الاربعاء 30\9\2015.

ففي مخيم برج البراجنة بضاحية بيروت الجنوبية، كبرى مخيمات بيروت، كانت الإستعدادات جارية منذ الصباح على قدم وساق من قبل قيادتي المنطقة والشعبة الجنوبية لحركة "فتح" لهذا الحدث المميز في حياة الشعب الفلسطيني، حيث سيزدان مقر الأمم المتحدة وسماء مدينة نيويورك بألوان علم فلسطين.

فنصبت شاشة عرض وتجمهرت الجموع أمامها للإستماع الى كلمة الرئيس محمود عباس مباشرة من نيويورك. وعلت سماء المخيم بأصوات الأهازيج والأناشيد الوطنية، ونصبت الدبكات الفلسطينية، وزُيّنت المنازل والشرفات ومكاتب الفصائل الفلسطينية بالعلم الفلسطيني، وتحوّل ليل المخيم الى نهار مشع بالأمل مبشراً بشروق فجر جديد، يحمل معه مزيداً من الإنجازات السياسية المؤدية الى تحقيق الثوابت الفلسطينية، ومزيداً من الإلتفاف الدولي حول قضية فلسطين.

وخاطب الرئيس محمود عباس العالم من على منبر الأمم المتحدة، بدأها بدعوة الكيان الصهيوني الى الكف عن استخدام قواته في اقتحام المسجد الأقصى.

واعتبر الرئيس عباس ان القضية الفلسطينية من أول القضايا التي طُرِحت في الأمم المتحدة ولكنها لم تحَل الى الآن، وعلّق قائلاً: ان شعبنا يعلّق الأمال على دول المنظمة الأممية ليحقق حلمه بالعيش في دولة مستقلة.

ورأى الرئيس ان دولة فلسطين العضو المراقب في الأمم المتحدة تستحق العضوية الكاملة بعد تضحيات الشعب الفلسطيني. معتبراً ان استمرار الوضع الحالي في فلسطين يعني الإستسلام الكامل لمنطق القوة.

وتساءل الرئيس الفلسطيني عن العدالة التي تدَّعيها اسرائيل وقتلة الطفل الفلسطيني وعائلته طلقاء لم يتم القبض عليهم؟

وأضاف" الى متى ستبقى اسرائيل فوق القانون الدولي وفوق المراقبة؟ أما آن للظلم ان ينتهي في أرضنا وأن يزال جدار الفصل العنصري ويرفع الحصار عن غزة؟.

وثمّن الجهود التي تبذلها مجموعة الدول المانحة وحثّها على العمل أكثر من أجل الشعب الفلسطيني.

وشدّد السيد الرئيس على ان الشعب الفلسطيني وقيادته لن يسمحوا بحلول مؤقتة أو دويلات مجزأة مؤكداً استمرار العمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية، معبّراً عن طموح وآمال الشعب الفلسطيني الطامح لرؤية دولة فلسطين المستقلة وهي تأخذ موقعها بين الأمم وتؤدي دوراً هاماً.

وبعد إنتهاء كلمة الرئيس محمود عباس أُطلِقت المفرقعات في السماء فرحاً وإبتهاجاً.

كما قام احد أعضاء فرقة الكشافة والمرشدات الفلسطينية برسم تعبيري لعلم فلسطين يرفع امام  مقر الأمم المتحدة.

حسن بكير