تشترك المرأة الفلسطينية مع نساء العالم بمناسبات عديدة، لكنها تختلف معهن في مراسم الاحتفال، فهي ببساطة امرأة تشبه النساء لها تعريف عادي لكنه مختلف بإختلاف تفاصيلها الإنسانية، قد تلبس الحلي أو الثوب التقليدي أو الملابس الأرجوانية لتمارس أنوثتها وتجتاز همها بعبقرية إرادية، لكنها تمتاز بربط زمام صبرها الذي يضمد جراحها لتقاوم اهانات الإحتلال الذي يخترقها بحواجزه العسكرية وجدرانه العنصرية ويحاصر قوتها في المعتقلات، وفي التنقلات اليومية والتفتيش المُهين والغير قانوني  .

وهي المرأة البيضاء والسمراء والشقراء والحنطية التي تمتاز بغصة في الصوت ورفع اليد لإبداء التحية  لوالدات الاسرى الصابرات اللواتي يشاهدن اولادهن في يومهن خلف القضبان الحديدية وعروقهم تجف وأجسادهم تتطابق، والمحتل يغلق عيناه وأذناه عن كافة القوانين الدولية والمطالبات الداخلية للإفراج عن الاسرى الذين يخوضون أطول وأقسى إضراب في تاريخ بشرية .هي ما زالت  إمرأة عادية لا تملك سوى الصبر والتحية التي ترسلها لنساء العالم وتذكرهم بصبرها وتضحياتها فهي أماً أو زوجة شيعت الشهيد أو ودعت بحرقة الزوج أو الابن في المعتقلات بأحكام أبدية قصريه.

وهي من شردت في مخيمات اللجوء تحت وطأة عنصرية فحرمت من أبسط حقوقها  في العيش بكرامة على أرض الاباء والأجداد والتي ما زالت العودة اليها من الامال التي لا تتحقق إلا  بانتصار القضية الفلسطينية. وهي من تشتعل نارها على أقرب الناس اليها ويقطع أوصالها بمن حولها ليحكم الاحتلال قبضته عليها فتعاني الطرد والإبعاد والتهويد ونسمي جبروتها بعد كل هذا وذاك المرأة الفلسطينية المقدسية .

وهي  أيضا امرأة عادية من الشمال والوسط والجنوب لم يضعها المجتمع في عين الاعتبار وكان مشكور يتكرم عليها احيانا ويضعها في قالب الشفقة ويحكم قبضته السلطوية الموروثة والتقليدية ويرمم خروقات القوانين التي لا تحميها "ويملح الجرح لتعديل نكهة الألم على نية الحفاظ على السمعة العائلية فهي الارملة واليتيمة والأسيرة والتي تنال الرضى ما لم تطالب بالحقوق والواجبات المدنية .

وبعد عناء اصبحت الان  تقف في المحافل الدولية تتحدث عن اهدافها وانجازاتها وعن شغلها لمناصب صنع القرار بجدارة، وتُذكر بنضالها امام شعب مناضل بتاريخ مناضل يشهد له العالم وأصبحت تثبت نفسها امام بلدها اولاً ودول العالم ثانيا كونها شريك للرجل في السلام والانتفاضات ضد احتلال الارض ألفلسطينية وهي العطاء والحنان والتضحية وهي حافظة التراث وناقلة الثقافة وغير المأجورة في الواجبات المنزلية والاجتماعية.

 واخيراً هي من تحتفل وتقاوم لهفتها الداخلية للخروج من خلجات الاحتلال، فهل اوجزت من هي المرأة الفلسطينية، هي اكثر من رائحة الطابون والخبز والحنان هي اكثر من كل شيء هي من تكتم أنفساها لتنعم برؤية أولادها هي من اصبحت بالرغم من اميتها بالقلم إلا انها تتيمن وتتابع كل السياسات حولها وتواكب نشرة الاخبار بكل حذافيرها رغم تعقيدات السياسة التي تتجاوز مفرداتها ومعانيها عفوية المسنة الفلسطينية إلا انها تطالب بالتضامن العالمي للتوقف عن عنجهية الاحتلال الاسرائيلي الذي مزق الانسانية في التعاطي مع الام الفلسطينية وأولادها الذين يعانون مرارة الاحتلال وما زالوا يتعطشون ليشتموا رائحة الحرية فما تحتاجه المرأة الفلسطينية هو تحرر من احتلال اطفئ واحرق صبرها، ورأفة من مجتمع.