في سن الخامسة عشر امتشقت السلاح وبدأت النضال مدفوعة بشعور بالظلم تعتبره أكبر حافز للإنسان لكي يقاوم والظلم الذي تتحدث عنه هنا هو أقسى أنواع ألظلم أن يبعد الإنسان عن بيته ويطرد منه. هكذا كانت تشعر المناضلة الفلسطينية ليلى خالد حين قررت الالتحاق بالعمل ألفدائي حلم العودة الذي راودها منذ تركت فلسطين وهي لا تزال طفلة صغيرة ظلّ ماثلاً أمامها ولم يزل.

وتستذكر ليلى خالد النكبة وما تعنيه هذه المناسبة الأليمة من معاناة طويلة من الخيمة واللجوء تستذكر قوافل الشهداء الذين رووا بدمائهم أرضنا ألعربية وتستحضر النكبة كمحطة لتجديد العهد من أجل العودة إلى فلسطين. "النكبة والعودة، الكلمتان مترابطتان" تقول مؤكدة أن "فلسطين ليست أرضاً للبيع والشراء والمساومة بل هي أرض أجدادنا التي نقاوم من أجل العودة إليها".

وتضيف "إن تاريخ فلسطين يستفز في الإنسان عقله وجسده وقلبه، وأنا وعيت على هذا الظلم من خلال أسرة مناضلة كما كانت الأجواء العامة ما بعد هزيمة 1967 سبباً في أن نختط هذا الطريق والنهوض القومي كان سبباً للشعور بأن فلسطين "أقرب إلينا من أي وقت مضى .

ماذا عن اليوم؟ هل بعدت فلسطين؟ إلى أي مدى نحن قريبون منها في ظل كل ما تعيشه المنطقة العربية وفي ظل ما يقدّم من تنازلات على حساب القضية ألفلسطينية تجيب المناضلة الفلسطينية "أراها قريبة جداً، والطريق الأقصر للوصول إليها عبر تحطيم وإزالة كل العوائق ومنها الأنظمة الخانعة أمام ألإسرائيلي.

أمل ليلى خالد في "الأمة التي لا تزال قادرة على أن تنجب ألمقاومين مستشهدة "بالثورة المسلّحة التي ولّدتها هزيمة 1967 ثم المقاومة التي ولدت من رحم الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982 والتي هزمت إسرائيل مرتين".

وتؤكد أن "زمن اللطم على الخدود والبكاء على أطلال وطن ينتظر عودة شعبه إليه انتهى" وأن الحراك العربي المحيط بفلسطين سيحقق في لحظة ما أهدافه في تحقيق كرامة الإنسان معتبرة أن البعد العربي للقضية الفلسطينية يعطي بعداً أكبر للنضال.

بعد خمسة وستين عاماً من البعد القسري عنها، تشتاق ليلى خالد إلى كل شيء في فلسطين، لبحرها وهوائها، تشتاق لحيفا التي ولدت فيها وتشتاق لأن تعيش مع عائلتها هناك، وتؤكد أنه مهما كانت الظروف صعبة فإنها تبقى عاجزة عن إنهاء القضية الفلسطينية لأن الحقّ حتماً سيعود إلى أهله.