كتب المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية "جدعون ليفي" مقالة ينتقد فيها محاولات بعض الجهات منها الرسمية والشعبية الظهور بمظهر المتأثر من صورة الطفل السوري الذي وجدت جثته ملقاة على إحدى الشواطئ التركية نهاية الأسبوع الماضي.
ويورد الكاتب في مقالته صورتين، الأولى للطفل إسماعيل بكر الذي قتلته طائرات الاحتلال خلال العدوان الأخير على قطاع غزة هو وثلاثة من أقاربه بعد قصفهم أثناء لهوهم على شاطئ قطاع غزة بعدة صواريخ حولتهم إلى أشلاء.
يقول ليفي: "في صورة الطفل بكر، الوجه مدفوف بالرمال، الجسد صغير، الأرجل الحافية موضوعة بصورة مشوهة وعلى أحدها دماء متجمدة. بينما في الصورة الثانية للطفل الكردي، الوجه مدفوف بالرمال، والحذاء ملبوس في القدمين المتقاربتين، والجسد الصغير مغطى بالمياه. هما تقريبا في نفس الجيل والشبه بينهما كبير ومخيف".
اسماعيل بكر في الصورة الأولى، وايلان كردي في الصورة الثانية، طفلان ميتان، ملقيان على شاطئ البحر، يبعدان عن بعضهما البعض عامًا وعدة مئات من الكيلومترات.
ويتابع "الصورة الأولى لإسماعيل بكر، تم نشرها في العالم وأخفيت في اسرائيل، فصحيفة الرحمة الإسرائيلية "يديعوت احرونوت" لم تنشرها في الصفحة الأولى ولم تكتب بأحرف كبيرة: "الطفل الذي أثر في العالم"، فموت اسماعيل بكر لم يؤثر في أحد في اسرائيل.
وفي المقابل، بحسب الكاتب، "تحول آيلان الميت الى أيقونة عالمية، بما في ذلك "يديعوت احرونوت" التي تعرف ما الذي يؤثر في إسرائيل، طفل فلسطيني في غزة قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصفه مع ثلاثة من أولاد عمه الصغار في عملية الجرف الصامد وهم يلعبون كرة القدم على الشاطئ – أمر لا يؤثر، السوري من نفس الجيل الذي غرق وهو هارب مع عائلته الى أوروبا هو الذي أثر"، يقول ليفي.
ويضيف "اذا كان هذا التلون لا يكفي فسنضيف أنه لن تتم محاكمة أحد بسبب القتل الفظيع لإسماعيل بكر في اسرائيل، فقد تم إقلاق الملف، بينما في أعقاب قتل جيلان في تلك الحادثة في تركيا، تم اعتقال عدد من المشتبهين".
ويتابع الكاتب "ليس لإسرائيل الحق في أن تتأثر أو تصك أسنانها أمام صورة جيلان كردي، ولا أن تتصنع بأنها متأثرة، ولا أن تقترح المساعدة، ولا أن تتحدث عن الأخلاق مع اوروبا، في الساحة الخلفية الإسرائيلية، على مسافة ساعة وربع سفر من تل ابيب، جلس في الأسبوع الماضي أبناء عائلة العملة وتحدثوا مع صحفية من السويد زارت منزلهم في رفح، عن كارثتهم: إنهم ضحايا "يوم الجمعة الأسود" في رفح، اليوم الذي فقد فيه الجيش الإسرائيلي عقله وأعصابه في إطار إجراء "هنيبعل" أي فقدهم أحد جنودهم في المعركة.
الأب وائل فقد رجله، والزوجة اسراء فقدت رجليها، والابن شريف (3 سنوات) فقد رجله وعينه، وشقيق وائل وزوجته قتلا، جميعهم ضحايا الصواريخ التي أطلقت من الطائرات الإسرائيلية في يوم الجمعة، عندما حاولوا الهرب من منزلهم باتجاه منزل الجدة.
مصيرهم مزعزع ليس أقل من مصير أبناء عائلة كردي، الفرق هو أن كارثتهم حدثت على يد الجيش الإسرائيلي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها