كان العداء الإيراني لأميركا والصهيونية شكليًا، وورقة مربحة في السياسة الخارجية الايرانية وخاصةً من خلال الخُطب الرنانة ضد إسرائيل والولايات المتحدة من قبل القادة الإيرانيين؛ ليدغدغوا عواطف أهل السُنة؛ وبسبب موقف الجماهير السنية ضد احتلال اسرائيل للأراضي العربية وفلسطين؛ وضد الدعم الذي تتمتع به من دولة الاحتلال إسرائيل من قبل الولايات. إن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية هم رُعاة التطرف والارهاب والشرور في العالم؛ ومنهم السماسرة الكبار لبيع السلاح؛ وقادة تلك الدول يأتمرون لمخططات أكبر زُعماء شركات بيع السلاح في العالم، والسياسيون في الغرب والصهيونية العالمية والماسونية والأمريكان يختلقون الحروب ويصنعون الأزمات في البلاد العربية ودول العالم الثالث؛ لتبقي أسيرة الخلافات والحروب والمناكفات مع بعضها البعض؛ ولا ننسي من صنع الحرب العراقية الإيرانية وأمدها بالسلاح، ومن خلق الحرب ضد العراق بحجة الأسلحة الكيميائية والنووية. وكذلك داعش اليوم صناعة صهيو أمريكية؛ وهي بأفعالها الاجرامية البعيدة كل البعد عن سماحة ووسطية الشريعة الإسلامية برهنت بما لا يدع مجالاً للريب أنها جاءت لتشوه صورة الإسلام الوسطي الحقيقي دين العدل والمحبة والتسامح والرحمة واللين؛ وتؤكد أفعالها البشعة بأنها صنيعة الغرب الكافر وخاصةً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والصهيونية العالمية؛ وأما عن إيران ودورها الخبيث بالعلن وكذلك من وراء الكواليس والحُجب؛ والتي لازالت تحتل الجزر الإماراتية الثلاثة؛ وتُسمّيِ الخليج العربي بالخليج الفارسي؛ وإيران المستفيد الأكبر اليوم مما يحدث في العراق من تدمير ومحاولات لتقسيمه، ولا يخفي على أحد التدخل الايراني في شأن الدول العربية؛ وقد تكون المتورّطة غداً مما تصنع في الدول العربية من تدخلات سافرة؛ وسط عداء عربي يكبر ضدها، لا سيما إذا نفّذت استراتيجية تقسيم الدول العربية متحالفة مع امريكا والصهاينة؛ ليتاح لها بناء «الهلال الفارسي»، وخاصةً وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرّر أن الحليف الطبيعي للولايات المتحدة اليوم هو إيران، وللتذكير فذلك القرار سبق أن اتخذه «المحافظون الجدد»، وتسعي الولايات المتحدة وإسرائيل لتقسيم الدول العربية بإدارة إيرانية وأيدي داعشية؛ وما يؤكد ذلك الاتفاق النووي الأخير والتوافق الأميركي – الإيراني على استبدال المقاطعة بالشراكة، مما سيعمل على إحياء روح الإمبراطورية الفارسية لدى حكّام الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ وعلى نسق تصريحات مستشار رئيس الاعتدال حسن روحاني، وعلي يونسي، الذي اعتبر أن بغداد هي عاصمة الإمبراطورية. كما سيبعث فيهُم روح التعالي والتبجّح والمزيد من المغامرة لـ «الحرس الثوري» الايراني في الأراضي العربية – كما هو واضح بالترويج علناً لمشاركة قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، في معركة تكريت الشكلية ضد «داعش». تلك المعركة التي يودّ البعض اعتبارها «مقدمة» للمعركة الكبرى في الموصل بعنوان الشراكة الأميركية – الإيرانية في الأراضي العراقية قرب تركيا؛؛ وكل ما سبق يؤكد أن العالم دخل على تغيرات دراماتيكية وجدية؛ فالسياسة لا تعرف صداقات دائمة أو عداوات دائمة ولكنها تعرف مصالح دائمة والعالم اليوم يصفق مع القوية الذي يستطيع فرض شروطهُ.
ويبدو أن البعض منا لم يقرأ التاريخ الماضي جيدًا، كي يتسنى له معرفة ما يدور في زماننا الحاضر ولكي يستطيع أن يستقرأ ويستنبط المستقبل المنظور؛؛؛ ولو رجعنا إلى الوراء زمن النبوة، لوجدنا ليس أصدق في التاريخ كلهُ من قول الذي لا ينطقُ عن الهوي النبي الكريم المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام ويزيد قال:[ يتبع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة] صحيح مسلم رواه عن انس بن مالك رضي الله عنه رقم الحديث:(2944( ،،، هؤلاء هم أتباع الدجال الذين اخبرنا عنهم نبينا الكريم وهؤلاء هم الأشد خطرا علي الإسلام والمسلمين وهذا جانب من حقيقه إيران؛ وللتدكير فقط فإن الشاعر الفارسي المعروف الفردوسي كان من يهود اصفهان وهو من دعاة الحركة الشعوبية و صاحب المقولة الشهيرة (الكلب يلعق الثلج في اصفهان، والعرب تأكل الجراد في الصحراء(، ومن الحقائق المذهلة أيضا أن الرئيس الاسرائيلي الأسبق موشيه كاتساف من يهود اصفهان وكذلك وزير الدفاع الاسرائيلي السابق شاؤول موفاز؛ وايضا أحد كبار حاخامات اسرائيل من يهود إيران؛ ويهود إيران لهم نفوذ قوي في السلك العسكري الإسرائيلي وعدد اليهود الإيرانيين في اسرائيل هو 140000 مائة واربعين الف يهودي وعدد اليهود الإيرانيين في الولايات المتحدة 10000 عشرة آلاف يهودي وهناك 15000 الف يهودي ايراني موزعين بين كندا واوروبا واليهود الإيرانيين اكبر أقلية يهودية في الشرق الاوسط خارج إسرائيل ويشكل اليهود الايرانيين نسبة 3.5% من سكان اسرائيل وعددهم في ايران يصل الى 30000 الف يهودي يسكن اغلبهم في اصفهان وطهران وشيراز وكذلك اقليم فارس جنوب ايران ولهم معابد كثيرة في وقت لا يوجد فيه لأهل السنة مسجد واحد في طهران والمصدر للمعلومات هذه هو : "كتاب يهود ايران للكاتب مأمون كيوان"؛؛ وقد تم بناء قوة شيعية في العراق تابعة لإيران– وعددها 100 ألف وأكثر انظموا إلي الجيش العراقي»، وهذا أمر يثير القلق؛ حيثُ لم يتم بناء لقوى عسكرية «متوازنة لكل العراقيين» وأن العراق في طريقهِ إلى التقسيم، وهذ ما صرح به علناً قبل أيام أحد أكبر جنرالات الجيش الأمريكي؛؛ يأتي هذا التصريح مع ازدياد قوة الدور الإيراني في العراق؛؛ وتوسيع النفوذ الإيراني، وأن طهران إذا وافقت على «تأجيل» تصنيع القدرة النووية العسكرية مؤقتًا، فإنها في حاجة الى تعزيز «آني» لتوسّعها إقليمياً للتعويض ولإبلاغ الشعب الإيراني أن النظام قوي وسيزداد قوة بموجب الصفقة ووفق عراقيين مطّلعين على خفايا العراق، فإن تكاليف حرب إيران في سورية سدّدتها الخزينة العراقية التي باتت اليوم مفرغة، وإن جفاف الخزينة العراقية يجعل طهران في أشدّ الحاجة الى الصفقة النووية لأنها تمكّنها من المضي في حروب سورية واليمن الضروريين للاستراتيجية الإيرانية من أجل الإطلالة على البحر المتوسط والسيطرة على باب المندب، والتموضع على الحدود السعودية – اليمنية؛ وما بدأه بوش في حرب العراق، يستكمله أوباما في الصفقة الأخيرة مع إيران. وللأسف ليس اليوم أي دليل على استراتيجية مدروسة بعيدة المدى للقيادات العربية ولا للقيادات السنّية في دول عربية؛ أما الاستراتيجية السياسية والأمنية العربية في وجه الصفقة الأميركية – الإيرانية – وفي مواجهة الامتداد الإيراني إقليمياً، فإنها غائبة على المدى البعيد والآني على السواء؛؛؛ ولقد نشرت مؤسسة راند الاميركية للأبحاث دراسة تتناول أهداف إيران ونفوذها في العراق على خلفية صعود داعش، وتركز على علاقات إيران بالأحزاب والميليشيات الشيعية العراقية، وكذلك إلى قضايا أخرى.؛ وأشارت الدراسة أن إيران، إلى جانب التصدي للخطر الذي يهدد مصالحها ومصالح حلفائها في العراق من خلال تعبئة الميليشيات الشيعية الحليفة في اطار الحشد الشعبي، تريد أن تؤكد أهميتها ونفوذها في الشرق الأوسط عمومًاوحملتها ضد داعش تذكير للعراقيين بأن جارتهم الشرقية هي اللاعب الأقوى في بلدهم، أقوى ربما حتى من الولايات المتحدة ومن أي بلد عربي آخر؛ كما انها رسالة إلى دول المنطقة الأخرىوتريد إيران تذكير العالم، وخصوصًا قوى كبرى كالصين وروسيا والاتحاد الاوروبي، بأنها لاعب كبير في الحفاظ على الاستقرار الاقليمي. ومن شأن هذا أن يحد من عزلتها الدولية ويمكن ايضًا أن يعزز موقعها في المفاوضات النووية- ورغم العلاقات الايديولوجية والروحية والتاريخية التي تربط الأحزاب الشيعية العراقية بإيران، فإن الحكومة العراقية ليست نظامًا لاهوتيًا مثل إيران التي يحكمها الملالي باسم ولاية الفقيه. يضاف إلى ذلك أن كثيرًا من العراقيين، بمن فيهم الشيعة، يخشون الهيمنة الايرانية على بلدهم والتي عززت النزاع الطائفي؛ وكان يتوجب على الحكم الذي جاء به الاميركيون إلى العراق أن يكون حكمًا جامعًا، يمثل سائر مكونات الشعب العراقي. لكن الخائن رئيس الوزراء السابق الشيعي نوري المالكي انتهج سياسة شيعية صارخة، محولًا القوى الأمنية العراقية إلى حرس شخصي لحمايته وكان عميلاً إيرانيًا بامتياز- وبين 2010م و2014م أصبحت القوى الأمنية العراقية شيعية بنسبة 95 في المئة بعدما كانت شيعية بنسبة 55 في المئة، ناهيك عن تدمير وقتل القري التي فيها أغلبية سُنية؛ واغتيال وقتل معظم علماء العراق من أهل السُنة؛؛ ولا شك في أن دعم إيران للميليشيات الشيعية، التي كانت تقتل السنة وتقاتل القوات الاميركية في سنوات الاحتلال، أسهم في إذكاء النزاع الطائفي، ممهدًا الطريق لتعاظم الاستياء بين السنة، وصعود داعش لاحقًا. وهذا يعزز حقيقة أن ما خلق داعش هو الأمريكان والإيرانيين من خلفهم، وقد تعتبر إيران معركتها الحالية ضد داعش دفاعًا مشروعًا عن مصالحها ومصالح حلفائها. لكنها تتحمل قسطًا من المسؤولية عن صعود داعش، واسفر دعم الأحزاب الشيعية عن زيادة نفوذ ايران، لكنه أوجد تهديدًا كبيرًا يمكن أن يشكل تهديدًا دائمًا لمصالحها؛ وتبذل إيران جهودًا كبيرة لتعزيز نفوذها الديني الشيعي في العراق، بسبب نفوذ السيستاني الذي أصبح يقلقها مؤخرًاوكما يعمل دور إيران العسكري المتزايد على تقوية نفوذها السياسي. ولم يعد دور الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني التوسط في النزاعات السياسية بين القادة الشيعة فحسب، بل أصبح أكبر حماة الحكومة العراقية والوصي الرئيسي عليها. وهناك الآن نحو 50 ميليشيا شيعية في العراق، بينها منظمات شكلتها إيران بعد الغزو الاميركي في العام 2003. وبحلول العام 2004، كان فيلق القدس يمد الميليشيات الشيعية بالسلاح مباشرة- كما تولى فيلق القدس وحزب الله اللبناني تدريب آلاف المسلحين الشيعة من عناصر هذه الميليشيات. ويُدرَّب البعض ليكونوا مدربين لدى عودتهم إلى العراق، ونقل ما تعلموه إلى مسلحين آخرين. ويمتد نطاق الدورات من التدريب الأساسي لمدة 20 يومًا، إلى إعداد المتقدمين لتبوء مناصب قيادية بتعليمهم المهارات اللازمة؛ وعلى جبهات القتال تنضوي الميليشيات الشيعية الصغيرة تحت لواء قيادات كبيرة ومتمرسة مثل هادي العامري قائد منظمة بدر، أكبر ميليشيات الحشد الشعبي. وتربط العامري علاقة وثيقة بالجنرال سليماني، الأمر الذي يعني أن إيران في الواقع هي صاحبة الكلمة الأخيرة في العمليات العسكرية الأخيرة؛ والتي حدث من خلالها انتهاكات كبيرة ارتكبتها الميليشيات الشيعية، كأعمال قتل وخطف وتعذيب ذهب ضحيتها أهل الُسنة العراقيون. وبالتالي، فإن هذه الميليشيات وطبيعتها الطائفية وانتهاكاتها ضد السنة تقدم خدمة ايديولوجية وسياسية، وذلك بدفع أهل السنة العراقيين إلى الانضمام لأحضان داعش هربًا من جرائم الميليشيات الشيعية التابعة لإيران والتي أجرمت بحق أهل السنة قتلاً وظلمًا؛ مما تسبب لاحقًا في سقوط الموصل ومناطق واسعة من محافظة الانبار بيد داعش، والسبب هو سحق أهل السنة واعتماد القادة الشيعة العراقيين على ايران؛ ولم تعد إيران تبتعد عن الأضواء في المعركة ضد داعش، التي هي والولايات المتحدة من سبب في وجود داعش؛ ومع حلول خريف 2014، اصبح سليماني بطلًا شيعيًا. واشادت جماعة عصائب اهل الحق علنا بدوره في توحيد "قوات المقاومة". والأكثر من ذلك أن المواقع الاخبارية الايرانية سلطت الضوء على دور الحرس الثوري الايراني على جبهات القتال، كما في عملية فك الحصار عن بلدة آمرلي التركمانية ذات الأغلبية الشيعية في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي وكذلك معركة تحرير بلدة جرف الصخر في بابل؛ وكانت إيران سريعة في التحرك بعد سقوط الموصل، وبدأت بإرسال مستشارين واسلحة إلى الحكومة العراقية في غضون 48 ساعة من سيطرة داعش على المدينة، بينما لم تبدأ الولايات المتحدة ضرباتها الجوية إلا بعد شهرين وفي ذلك استعراض واضح لدور إيران في العراق أمام العالم هو تعزيز جهود الرئيس حسن روحاني لكسر عزلة ايران، وتقوية نفوذها الاقليمي، وتمتين شراكتها مع قوى دولية. ,يبدو أن داعش يقدم لإيران فرصًا أكثر مما يشكل تهديدا لأمنها. لكن تدخل إيران السافر في العراق يمكن أن يضعف مصالحها بعيدة المدى في الشرق الأوسط. فإن نزاع إيران مع قوى اقليمية كبيرة مثل المملكة العربية السعودية ومع دول الخليج الأخرى كلفها ثمنًا باهظًا، لا سيما من الناحية الاقتصادية؛ وكل ما سبق يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل كل ما بوسعها لخدمة الصهيونية والنظام الايراني يعمل ما بوسعه ليعيد أمجاد الامبراطورية الفارسية على جماجم وأشلاء المسلمين أهل السُنة؛ ومن الواضح أنهم جميعًا أمريكا وبعض الدول الغربية من خلفها، وإسرائيل وإيران هم المصدر الرئيسي للمشاكل في العالم كله؛ وكل ما سبق لا يعفي الدول العربية من مسؤولياتها القومية، لتقوم بدور أكبر ومحاولة التوحد ووضع اتفاقية سايكس بيكو تحت الأقدام؛ والانتباه للمخاطر العظيمة المُحدقة بهم، مما بات يسمي بالربيع العربي وأنا أقول أنه الربيع الدموي؛ والحرب الصليبية ضد الإسلام كما قالها الرئيس بوش بصراحة؛ والفوضى الخلاقة التي دعت لها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس؛ والشرق أوسط الجديد؛ وسايكس بيكو(2) ويبدأ عام 2016م حيثما انتهي سايكس بيكو(1) والذي كان بتاريخ 1916م؛ ومدتهُ مائة عام؛ فهل لنا أنفيق من نومنا العميق ولنعلم أن ما يجري كله جزء من مؤامرة تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت على أنقاض السكان الأصليين الهنود الحُمر؛ والصهيونية العالمية والتي قامت على أنقاض وجماجم الشعب الفلسطيني؛ ومن خلفها إيران الفارسية، والتي قامت على أنقاض الشعوب المقهورة والفقيرة والمستضعفة في العالم؛ فهل نشهد اتحادًا عربيًا بين أمة ربُها واحد ولغتها واحدة ودمهم واحد وتربطهم روابط الاخاء والعروبة والاسلام؟ أُسوةً بالاتحاد الأوروبي الذين توحدوا وهم كلٌ منهم له ديانة ومذهب ولغة وثقافة مختلفة ولغة مختلفة وألوان وألسن وقلوب مختلفة؛؛ هل استوعب قادة العرب الدرس والمخاطر الكبيرة المحيطة بالجميع؛ أم على قُلوبٍ أقّفالُهاْ.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها