بيان صادر عن قيادة حركة فتح إقليم لبنان

(العدوان الاسرائيلي وحَّد شعبنا اللبناني والفلسطيني)

في الرابع عشر من آب العام 2006 سجَّل الشعب اللبناني وجيشه، ومقاومته البطلة انتصاراً تاريخياً في جنوب لبنان عندما تمَّ التصدي للعدوان الإسرائيلي الهمجي والذي استخدم القصف الجوي والبحري والبري في محاولة يائسة تهدف إلى تدمير البنية التحتية للمقاومة.

إنَّ هذا العدوان الذي استهدف أيضاً مدن جنوب لبنان وقُراه وركَّز على المباني السكنية، والجسور لتقطيع أوصال لبنان ونشر حالة الرعب من جنوب لبنان وحتى الشمال، وسقط المئات من الشهداء والجرحى، وبات مئات الآلاف مهجرين ودون مأوى، وقد طاول العدوان بقذائفه مخيمات الجنوب .

 

إنَّ العدوان الإسرائيلي الدموي وحَّد الشعب اللبناني بوجه عدو واحد، كما وحَّد الشعبيين اللبناني والفلسطيني في موقف صلب ومتماسك .

لقد سجَّل الشعب اللبناني بصموده وصبره وبموقف قيادي موحَّد على كل الأصعدة مشهداً مشرِّفاً أمام العالم بأسره، وهو يرى جيش الاحتلال بآلياته وجنوده يتراجع أمام الضربات الموجعة والمتلاحقة التي وجّهها أبطال المقاومة في إطار خطة عسكرية محكمة، أقنع القيادة الاسرائيلية العسكرية والسياسية بأن يحسبوا ألف حساب لنتائج هذا الحدث التاريخي.

إنَّ ما حدث في الرابع عشر من آب العام 2006 يذكِّرنا بالمعركة التاريخية التي خاضتها الثورة الفلسطينية ففي معركة الكرامة في 21/3/1968، وأيضاً في معركة صمود بيروت العام 1982 عندما قاوم الشعبان الجيش الاسرائيلي في عدوانه الذي بدأ من الجنوب ووصل إلى حدود العاصمة العربية بيروت، وهناك كان الصمود الرائع والتاريخي في معركة  استمرت ثلاثة شهور.

في هذه المناسبة فإننا نؤكد للاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، الذي يمارس كل أصناف الإرهاب والاجرام بأبشع صوَرِه بأنَّ الشعوب لا تُقهَر، ولا تستسلم، وشعبنا الفلسطيني كما شعبنا اللبناني يقدّم التضحيات ويتحمّل المآسي الانسانية التي خلَّفها  العدو الاسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، وعلى الضفة الغربية، والعدوان الاستيطاني والتهويدي اليومي على القدس، وعلى أهلها. ولا شك أن الاجرام المتصاعد من قِبَل المستوطنين الذراع الصهيوني الاستيطاني الضارب لحكومة الارهاب التي يقودها نتنياهو، وقد رأينا العديد من الصور البشعة لجرائم حرق الاحياء من أطفال ونساء الشعب الفلسطيني وخاصة جريمة حرق الشهيد الفتى حسين ابو خضير، وعائلة سعد الدوابشة، وغيرهم، هذا كله يدلُّ دلالة واضحة على أن العدو فقد صوابه بالكامل، واختار ارتكاب المذابح والمجازر متحدياً المجتمع الدولي، والشرعية الدولية، وهو يسعى إلى استكمال قراره بتصفية القضية الفلسطينية، عسكرياً، وسياسياً، واستيطانياً، وتهويدياً. لكنَّ شعبنا الفلسطيني ومعه الشعب اللبناني، وكل الشعوب الحرة العربية والاسلامية وأحرار العالم لن يتخلوا عن نُصرة شعبنا ودعمه في كل جبهات الصراع التي يخوضها مقاومةً، وسياسياً، وقانونياً ودبلوماسياً. والقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابو مازن تخوض كفاحها الوطني الشرس ضد الاحتلال ومشاريعه التصفوية.

وتبقى مهمة إنهاء الانقسام هي المعركة الأهم، والأشد ضرورة لشعبنا كي يوحِّد صفوفه، ومقاومته، وأرضه، وقضيته من أجل تحقيق الانتصار، وعدم الوقوع في الفخ الاسرائيلي الهادف إلى ضرب وحدتنا الوطنية، وفصل القطاع عن الضفة كي تسهل عليه مهمته في تصفية القضية الفلسطينية في هذه الظروف المأساوية التي تحيط بأمتنا العربية، وتشغلها بمآسيها الداخلية، وصراعاتها الطائفية والمذهبية بعيداً عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، ونُصرة شعبنا الذي يواجه أعتى أحتلال ،وأطول احتلال في العالم.

نبارك للبنان شعباً وحكومة وجيشاً ومقاومة انتصاره التاريخي في 14\8\2006. ونسأل الله سبحانه أن يتمكّن شعبنا بوحدته من تحرير أرضه واقامة دولته المستقلة، والقدس الشرقية هي العاصمة الأبدية، وأن يتمكن اللاجئون في الداخل والشتات من العودة إلى أرضهم التاريخية فلسطين استناداً للقرار الاممي 194.

وانها لثورة حتى النصر