تحقيق/ سمية مناصرة

على هذه الأرض المباركة أُعلِن بدء التكوين وعلى هذه الأرض المقدسة ولد الإنسان، فكان لهذا الكون أول ولادة من رحم الأرض السمراء، فكانت فلسطين. ولأن المولود دائماً يحن إلى مكان تكوينه ولحظة ولادته وأول دمعة في الدنيا وأجمل ابتسامة رآها لأول مرة، فنحن لا نملك في هذه الدنيا سوى الحنين إلى فلسطين الحضن الأول والابتسامة الأولى.

من أجل هذا الحنين، ولدت "حنين" الفرقة الموسيقية الغنائية الفلسطينية التراثية، لتغنِّي الكلمة الفلسطينية وتشدو بألحان فلسطينية، وليعلو الصوت حتى يصل من بلاد الشتات إلى الأم الحنونة فلسطين.

حول نشأة فرقة حنين يحدِّثنا رئيس اتحاد الفنانين الفلسطينيين محمد الشولي قائلاً: "تأسَّست الفرقة عام 1993، حيثُ أسسها الإتحاد العام للفنون الفلسطينية بدعم وإشراف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء سلطان أبو العينين"، ويضيف: "بدأت الفرقة بفنانَين اثنين وهما محمد الآغا ونسرين هجاج، وبعد ذلك أصبحت تتطور شيئاً فشيئاً، وهي اليوم تضم 31 عضواً من كافة المخيمات في لبنان والمناطق اللبنانية، علماً أن جميع أعضاء الفرقة هم من الفنانين المحترفين وأصحاب الكفاءات العالية في الفن وليسوا فقط هواة فهم درسوا الفن والموسيقى كلٌ حسب اختصاصه. ورغم أن أحد أعضاء الفرقة هو معن يونس اللبناني الجنسية مكفوف، ولكنه حاصلٌ على شهادة في عزف الكمان من المدرسة اللبنانية للضرير في بعبدا، ويعمل مدرِّساً في عدة مدارس لتعليم العزف على الكمان للمكفوفين والمبصرين، إلا أن عمله الأساسي هو في فرقة حنين، وهو من الأشخاص المميَّزين في العزف على الكمان، ونحن اخترناه لأنه من أصحاب الكفاءات الممتازة".

وحول أبرز نشاطات الفرقة والفعاليات التي شاركت فيها يقول الشولي: "أحيت الفرقة كثيراً من المناسبات وشاركت في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية، فكان لها الفخر الكبير في إحياء ذكرى النكبة سنة 2011 في الأراضي الفلسطينية وتحديداً في رام الله والخليل ونابلس وبيت لحم وأريحا. وعلى المستوى العربي شاركنا بإحياء احتفالات البحرين في العيد الوطني البحريني .كذلك شاركنا في خمس مهرجانات في تركيا أهمها في إسطنبول وأنقرة وكوبا وغيرها".

أمَّا حول الرسالة التي تهدف الفرقة لإيصالها الفرقة فلفت الشولي إلى أن الغاية من تأسيس فرقة حنين هو المحافظة على التراث ونشره ليبقى دائماً في ذاكرة الشعب الفلسطيني وينتقل من جيل لآخر، معلِّقاً: "نحن نؤمن أن الوطن هو ليس أرضاً فقط، بل هو أرض وشعب وحضارة، وأن الحضارة هي الباب العريض الذي من خلاله نسلِّط الضوء على ثقافتنا الفلسطينية ونقول أن الأغاني لنا والدلعونا والميجانا والجفرا والثوب المطَّرز لنا، وحتى الأكلات الشعبية لنا وهي جزء من تراثنا الفلسطيني وستبقى جزءاً كبيراً من هوايتنا ويجب المحافظة عليها. ونحن في فرقة حنين نحمل هماً واحداً وهو هم العودة إلى الوطن فلسطين، وبناء دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأن نندمج مع شعبنا في الداخل وننجبل بتراب أرضنا ونشمخ مع زيتون بلادنا. هذا الكل الفلسطيني الذي سيبني الدولة والحضارة الفلسطينية التي نعتَّز بها لأننا شعب يستحق الحياة كما قال شاعرنا محمود درويش  "على هذه الأرض ما يستحق الحياة. من أجل هذا غنَّت حنين لفلسطين وأرسلت الرسائل بالدلعونة والميجانا، وظريف الطول ، و"وين عا رام الله"، و"يا حلالي ويا مالي"، والعرس الفلسطيني"، والقائمة تطول. كذلك فقد غنَّت "حنين" للفنان الراحل عبد الله حداد وللشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش، ولكبار الشعراء في الوطن والشتات".

هذا وتتألف الفرقة من عدة أعضاء لكل منهم مهمة محددة، وهم: عاطف وهبي "ناي"، ومعن يونس "كمان"، ومحمد آغا "عود"، ونصر نصر "أورغ"، ويحيى حجازي "أورغ"، ووليد شحادة ذيب "غيتار"، ومصطفى عبد الرضا "غيتار"، وأحمد الحاج مصطفى "مكتوم"، ونايف حاوي " رق"، وعمار جاد "طبلة"، وحسن زلفة "طبلة"، وعثمان الآلطي "قانون".

أمَّا أعضاء الكورال فهم: أحمد الخطيب، ونوال الصغير، وعلي قاسم، وفهد محمد، وسمير العلي، فيما يتولى كل من محمد آغا، وهيثم عثمان، وسحر سبلاني مهمة الغناء.

وتقوم الفرقة بنشاطاتها تحت إشراف رئيس اتحاد الفنانين الفلسطينيين محمد الشولي، وأمين سر الإتحاد محمد رمضان.